أعرق وأقدم مسجد بمدينة اسوان الحاج حسن الاسوانى 

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

أسوان

 

أحد أعرق المساجد في العمارة الإسلامية بمدينة اسوان ، حيث يعود تاريخ هذا المسجد إلى عام 313 هجرية.

ويقع بوسط السوق السياحي القديم بوسط بمدينة أسوان نظراً لوقوعه بجوار مقام الشيخ الحسن بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله والملقب بـ«الحاج حسن»، فأصبح المسجد والمقام ضمن المعالم السياحية الإسلامية داخل محافظة أسوان
وتعود تسميته بمسجد الحاج حسن ، الحسن بن أبى الحسن علىّ بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزّبير، المهذّب الأسوانىّ، ذكره العماد الأصبهانىّ فى «الخريدة» وأثنى عليه وقال: إنّه لم يكن بمصر فى زمنه أشعر منه، وإنّه أعرف من أخيه الرّشيد ، قال الحافظ المنذرىّ:

سألت قاضى القضاة ابن عين الدّولة عنه وعن أخيه الرّشيد أيّهما أفضل؟ فقال:

المهذّب فى الشعر والأدب، وذاك فى فنون، قال: وقال ابن عين الدّولة: وله تفسير فى خمسين مجلّدة، وقفت منها/ على نيّف وثلاثين جزءا، قال: وله شعر كثير، ومحلّ فى الفضل أثير.

ومن شعره من قصيدة، مدح بها الصالح بن رزّيك [أوّلها]:

أقصر فديتك عن لومى وعن عذلى …
أو لا فخذ لى أمانا من ظبا المقل
وقد ترجم له الأدفوى فى الطالع السعيد انظر ص ٩٨.

وهو من أشراف الزيتونة من بلاد المغرب العربي، وجاء لأسوان من أجل نشر الدعوة الإسلامية في جنوب مصر ، وحين وصل إلى المسجد العمري والذي أنشيء في عام 313 هجرياً عقب وصول الصحابة والتابعين إلى مصر أثناء الفتح الإسلامي لمصر ومنها إلى الجنوب في أسوان، وأخذ يدعو الناس إلى العبادة الصحيحة والالتزام بالأخلاق القويمة للدين الإسلامي وأوصى أن يدفن بجوار المسجد في المنطقة فكان قبره ومقامه ملاصقاً للمسجد».

وبدأت حكاية مسجد الحاج حسن ، مع وصول الشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم إلى أسوان، اختار موقع المسجد العمري بمنطقة القيصرية الذي كان يجتمع فيه الصحابة أبناء الفتح الإسلامي للمدينة، وكان يتخذه منبرًا للدعوة حتى أوصى قبل موته بالدفن هناك ليكون ضريحه مزارًا لمن يعرفون قدر علمه وجهاده.

يتميز مسجد الحاج حسن بعمارته الإسلامية القديمة، مزودا بالمزاول والمشربيات والمئذنة الشهيرة، حتى طرأت عليه أعمال التجديد قبل 188 عامًا تقريبًا والذي غيّرت من تراثه العتيق
فإنه يضم خلفه مقام الحاج حسن، حيث يرقد جثمانه، حيث إنه عقب وفاته تم دفنه فى مكان إقامته وبعدها أقام الأهالى مقاما له.
وتحتفل الطرق الصوفية فى شهر مايو من كل عام بمولد الحاج حسن بن عبد الله بن إبراهيم، الملقب بحسن الأسوانى، والذى يعد من أشهر أقطاب الصوفية بصعيد مصر، حيث يتم ذلك الاحتفال وسط «طبول وزغاريد ومديح وصلوات على الرسول» من محبى ومريدى الشيخ الراحل حسن بن عبد الله بن إبراهيم بمسجد الحاج حسن بمنطقة القيصرية وسط مدينة أسوان، على مدار يومى 21 و22 شعبان من كل عام.

وفى هذا الضريح مدفون به الشيخ حسن بن عبد الله بن إبراهيم المغربى والشيخ حسن الاسوانى
والشيخ حسن بن محمد بن عبد العزيز الأسوانىّ، ينعت بالتّاج بن المفضّل الأسوانىّ، فقيه شافعىّ
والضريح يضم الثلاثة جسامين

والله اعلى واعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »