مستحضرات وادوات التجميل والعطور والنظافة في مصر القديمة

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

أسوان

 

للنظافة الشخصية فى حياة المصرى القديم قيمة ثقافية مهمة. كان المصريون يستحمون يومياً، ويحلقون رؤوسهم ، ويستخدمون بانتظام مستحضرات التجميل والعطور وحلوى النعناع لرائحة الفم. كان مظهر المرء الشخصي مُهماً للغاية لدرجة أن بعض التعاويذ من كتاب الموتى المصري تنص على أنه لا يمكن للمرء أن يتكلم بها في الحياة الآخرة إذا لم يكن نظيفاً وأنيقاً، ومن الواضح أن هذا يعني بالمعنى المادي.

تحظر التعويذة رقم 125 على المرء التحدث بها ما لم يكن “نظيفاً، ويرتدي ملابس جديدة، ويرتدي صنادل بيضاء، مطلية بطلاء العين، ممسوحاً بأجود زيوت المر”. يتم تصوير المعبودات بانتظام وهي تضع مكياج العيون، وكذلك النفوس في الحياة الآخرة، مستحضرات التجميل هي من بين العناصر الأكثر شيوعاً الموضوعة في المقابر كسلع قبور.

وكانت الكيمياءمُتقدمةلدرجة أنه وفقاً لقاموس أكسفورد الإنجليزي، فإن الكلمة الإنجليزية “الكيمياء” (المشتقة من “الخيمياء”) لها جذورها القديمة في كيميت، الاسم القديم لمصر في اللغة المصرية (بينما اسم “إيجبت-Egypt” هو مصطلح يوناني). و هذه الخبرة نفسها واضحة في التصنيع المصري لمستحضرات التجميل والعطور وغيرها من جوانب النظافة الشخصية.

وتم استخدام مستحضرات التجميل من فترة ما قبل السُلالات الحاكمة في مصر (حوالي 6000 إل 3150 قبل الميلاد) وفي خلال مصر الرومانية (30 قبل الميلاد إلى 646 ميلادية)، طيلة الحضارة المصرية القديمة.

قام الرجال والنساء من جميع الطبقات الاجتماعية باستخدام مستحضرات التجميل، على الرغم من أنه من الواضح أن المنتجات الأفضل لا يمكن أن تُتاح إلّا للأثرياء. تم تصنيع مستحضرات التجميل هذه بشكل احترافي وبيعها في السوق، ولكن يبدو أن بعضها الأقل جودة يمكن تصنيعه في المنزل.

وطقوس الصباح، بعد أن يستفيق الشخص ويقوم من فراشه، يأتي وقت الاستحمام. كان لدى كل أسرة، بغض النظر عن الطبقة، شكل من أشكال الحوض والإبريق المستخدم لغسل اليدين والاستحمام.

كانت هناك أيضاً حمامات للأقدام، مصنوعة من الحجر أو القيشاش أو السيراميك أو الخشب، لغسل القدمين. تم إنتاجها بكميات كبيرة خلال الفترة الوسيطة الأولى من مصر (2181-2040 قبل الميلاد) كحمامات ذات قدم واحدة وقدمين.

كان المرء يغسل يديه ووجهه وقدميه قبل وبعد وجبات الطعام، وقبل النوم، وعند الاستيقاظ في الصباح. كان من المتوقع أن يستحم الكهنة بشكل أكثر انتظاماً، لكن المصري العادي كان يستحم على أساس يومي. في الصباح، بعد أن يغتسل المرء،

يأتي استخدام الكريمات كواقي للشمس وتُدهن على الجسم، ثم يضع المرء الماكياج، المشتق من المُغْرَة والممزوج أحياناً بخشب الصندل على الوجه. وكتبت عالمة المصريات هيلين سترودويك:
في مصر القديمة، كان التركيز على العيون، التي تم تحديدها بطلاء العين بالأخضر أو الأسود للتأكيد على حجمها وشكلها.

تم استخدام أصباغ الملكيت الأخضر المطحونة، الممزوجة بالماء لتتشكل كعجينة، حتى منتصف المملكة القديمة ولكن تم استبدالها بعد ذلك بالكحل الأسود، المنتج من الغالينا المعدنية، التي جاءت من المناطق الجبلية في سيناء. بشكلٍ ملحوظ، كان للكحل قيمة علاجية في حماية العينين من العدوى الناجمة عن أشعة الشمس أو الغبار أو الذباب.

وتصنيع الكُحل عن طريق طحن العناصر الطبيعية من الغالينا والملكيت والمكونات الأخرى في مسحوق ثم خلطها بالزيت أو الدهون حتى ينتج المرء كريما. ثم يتم تخزين هذا الكريم في أواني حجرية أو قشرية ويتم الاحتفاظ بها في علبة من الخشب أو العاج أو الفضة أو غيرها من المعادن الثمينة.

بعض العناصر الأكثر تفصيلاً الموجودة في المقابر وأطلال المنازل والقصور هي حالات الكحل هذه التي كانت أعمالاً فنية منحوتة بشكل معقد. كان الكُحل مُكلفا للغاية ومُتاحاً فقط للطبقات العليا،

وعُثر على الكحل والزيوت العطرية والمساحيق فى المقابر، واستخرج الكُحل من الملخيت وهو واحد من خامات النحاس أخضر اللون وينتشر بسيناء والصحراء الشرقية، كما استخرج الكحل من الجالينا وهو من خامات الرصاص، أشهب اللون وتستخرج من منطقة بالقرب من أسوان أو على ساحل البحر الأحمر،

وعثر علي كلا المادتين فى اكياس جلدية أو كتانية، ويحتمل أن المسحوق الناعم كان يخلط بالماء أو الصمغ أو ربما كلاهما ويحتمل أيضاُ أن يخلطا براتنج أو زيوت نباتية لتكون عجينة لينه يمكن وضعها بالحاجبين أو كحل حول العينين فيزيدهم أتساعاً،

وكذلك استخدمت عدة أنواع منها كحل الملاغيت، وهو عبارة عن خام أخضر من خامات النحاس، بالإضافة مصنوعة من الكربون الألف إلى الياء، كبريتيد الرصاص ، أو أكسيد المنغنيز مختلطة مع الزيت أو الشحم، يوضع في أن، وطبعاً رسمت العين بشرطة للجانب كما هو معروف من المناظر المصورة.

ولكن يبدو أن طبقة الفلاحين كان لديها البديل الخاص بها والأرخص من مستحضرات التجميل. للكحل البلدي، الذي يحضر بإحراق بذور الكتان أو قشر اللوز. كيف تم تصنيع هذا، أو من أي المواد الكيميائية، غير واضح.

واستخدامت الكريمات والزيوت والكريمات للحفاظ على مظهر الشباب ومنع التجاعيد. ويتم وضعها إما باليد أو بالفرش، وفي حالة الكُحل، بالعصا.

غالباً ما يتم العثور على هذه الأدوات، إلى جانب ملاعق التجميل، في القبور. ويتم وضع العسل على الجلد للمساعدة في شفاء وتلاشي الندوب، وتم استخدام زهور اللوتس المسحوقة والزيت من النباتات المختلفة (مثل ورق البردي) في صنع هذه التطبيقات.

بالإضافة إلى الفوائد الصحية لحماية الجلد من أشعة الشمس، يبدو أن مستحضرات التجميل هذه قد درأت ذباب الرمل والحشرات الأخرى والعطر الأكثر شعبية والأكثر شهرة هو kyphi- الكيفي. كان مصنوعة من اللبان والمر والمَصْطَقَي ومن صمغ الصنوبر-الرَاتينَج والقرفة والهيل والزعفران ونبات العَرعَر والنعناع وغيرها من الأعشاب والتوابل.

توصف الرائحة بأنها قوية تماماً، ويتم الإبلاغ عن أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها على أنهم محسودين من قبل أولئك الذين لا يستطيعون ذلك. ويشير سترودويك إلى أن “المصريين أحبوا العطور الحلوة والحارة التي تملأ الهواء برائحتها المنعشة التي تدوم طويلاً”، وكان الكيفي هو الأغلى والأكثر طلباً من بين هذه العطور أتت مكونات الكيفي إلى حد كبير من أرض أرض البنط- (مملكة قديمة قد تقع في منقطة القرن الإفريقي وخليج عدن) وبالتالي كانت نادرة في مصر.

ولا يوجد سوى عدد قليل من الرحلات الاستكشافية إلى بلاد البنط المذكورة في التاريخ المصري بصرف النظر عن الرحلة الشهيرة التي كلفت بها الملكة حتشبسوت (1479-1458 قبل الميلاد). ومن غير المعروف ما إذا كان المصريون قادرين على استنساخ هذه المكونات بمفردهم، ولكن يبدو من غير المرجح أن يحدث ذلك.

كان الكيفي نادراً ومُكلفاً لدرجة أنه كان يستخدم في المقام الأول في المعابد كبخور للمعبودات العطور الأقل تكلفة والأكثر شيوعاً مصنوعة من الزهور والجذور والأعشاب والعناصر الطبيعية الأُخرى، والتي تم طحنها في عجينة ثم دمجها إما مع الدهون أو الزيت للحصول على كريم أو تحويلها إلى مخروط من البخور. غالباً ما تصوّر اللوحات والنقوش رجالاً ونساءً مصريين قدامى يرتدون هذه المخاريط على رؤوسهم في الحفلات والمهرجانات، ولكن هناك شك كبير فيما إذا كانوا يتجولون مع البخور المحترق المرتبط بشعرهم المستعار.

وكان تصوير الأشخاص الذين يحملون المخاريط على رؤوسهم يرمز إلى الأوقات الجيدة التي مرت بها مثل هذه الأحداث أو ربما أن الحدث قد تضمن بخوراً حلو الرائحة. ومع ذلك، هناك أيضاً احتمال أن يكون المصريون قد ارتدوا هذه المخاريط البخور على رؤوسهم في التجمعات وصنع المصرى القديم مزيلات العرق كانت تُصنعُ بنفسِ طريقة العطور وغالبًا ما كانت نفس الوصفة المطبقة بنفس الطريقة.

ومع ذلك، كان هناك عدد من الوصفات لمزيلات العرق لمنتجات أقل عطرية من العطور. كانت إحدى الطرق المدرجة هي خلط بيضة النعام والمكسرات والتاماريسك وعظم ظهر السلحفاة المطحون مع الدهون، ومزجها في كريم، وتدهن على ذراعي المرء وجذعه وساقيه للحصول على مزيل عرق خال من الرائحة. توصي وصفة من النص الطبي المعروف باسم بردية هيرست بخلط الخس والمر والبخور ونبات آخر (اسمه غير معروف) وفرك العجينة على الجسم لمنع رائحة العرق. كما تم استخدام العصائر من الفواكه، مختلطة مع اللبان أو غيرها من التوابل مثل القرفة.

وكان على المصرى القديم أن يرتدي شعره المستعار وينظف أسنانه. تم ارتداء الشعر المستعار، قبل أن يغادر منزله، وكان الشعر المستعار أيضاً أكثر راحة في المناخ الجاف وجعلت النظافة الشخصية أسهل.

كانت الباروكات مصنوعة من شعر الإنسان حتى الفترة الوسيطة الثانية من مصر (من حوالي 1782 إلى حوالي 1570 قبل الميلاد) عندما أدخل الهكسوس الخيول إلى مصر. بعد ذلك، تم استخدام شعر الحصان في تصنيع الشعر المستعار وكذلك شعر الإنسان.

وصنع الشعر المستعار بأنماط مختلفة لارتدائها في مناسبات منفصلة. وتم التوصل إلى أن الشخص قد يرتدي شعره المستعار بعدة أشكال وتصاميم مختلفة حسب المناسبة إذ كانت تجمع عائلي أو مهرجان أو حدثٍ ما، وتم تصميم الشعر المستعار بشكل مختلف لتلبية هذه الحاجات.

كما هو الحال في جميع مجالات الحياة المصرية الأخرى، يمكن للأثرياء تحمل أفضل أنواع الشعر المستعار الذي كان في بعض الأحيان مُضفّراً بالمجوهرات أو الأحجار الكريمة الجميلة والمعطرة. كان الفقراء من الطبقات الدنيا يرتدون الشعر المستعار المنسوج من نباتات البردي أو يحلقون رؤوسهم ويرتدون ببساطة غطاء الرأس.

وحرص المصرى القديم على أنفاس الفم منعشة على مدار اليوم، كان المرء يمتص حلوى النعناع. يتم صنعها تجارياً وفي المنزل عن طريق خلط اللبان والقرفة والبطيخ وبذور الصنوبر والكاجو معاً، وطحنها في مسحوق، ثم إضافة العسل.

سيكون العسل بمثابة مكون ملزم، عندما يتم خلطه بالكامل مع البقية، يتم تسخينه على النار، ويترك ليبرد قليلاً، ثم تتشكل في حلوى صغيرة. من المحتمل أن بعض الجرار والأوعية الموجودة في المنازل كانت أطباق حلوى تحتوي على هذه الحلوى.

وعرف المصرى القديم أحمر الشفاة” أى اللون الأحمر الذى يوضع على الوجنتين أو على شفاة للمرأة فى مصر القديمة فاستخدم فى صناعته أكسيد الحديد الأحمر و(نوع من الفطريات التى تنمو على نبات الصبار اوراق نبات التين الشوكي )مع مزجه ببعض الزيوت والدهون وكان يوضع على الوجه باستخدام الأصابع، أما الشفاة باستخدام الفرشاة.

“كما رطبت المرأة بشرتها باستخدام اللبن بعد خلطة ببعض الزيوت النباتية ليصبح مثل الكريمات السائلة اليوم لتمتصها البشرة بسهولة”.

وعرفت المرأة المصرية أهمية نبات الحناء فى عمل عجائن لصبغ راحات اليد ، والأقدام وتلوين الأظافر بل وتلوين الشعر أيضاً ، كما اهتموا بتهذيب الأظافر ونظافتها ، ونلاحظ أن المجتمع المصرى القديم بجميع طوائفه من رجال ونساء وأطفال كانوا يهتموا بالنظافة والتطيب وإبراز الجمال سواء كانوا ملوكاً أو رجال دولة أو مواطنين حتى أن العبيد والإماء كانوا يهتمون بالجمال أيضاً.

عُثر على تماثيل تمثل نماذج لسيدات يقمن بتصفيف الشعر وأطلق عليهن لقب “نشت “، وظهرن فى عدد من النقوش وهن يتعاملن بمهارة فى شعر الأميرات أو الملكات .

وكما عُثر على أوانى للتجميل كاوعية صغيرة ، مناشف كتانية ، بعض المكحات والشفرات، أنواع مختلفة من الأمشاط بعضها من الخشب أو العاج أو العظم ، كما عُثر على دبابسيس للشعر من المعادن ، بجانب المرايا المصنوعة من الذهب ، أو الفضة ، أو النحاس وأيدى المرايا مزخرفة ومطعمة بالحجار النصف كريمة، كما وجدت أدوات لسحن مواد التجميل وعرفت المرأة المصرية المقص والملقاط من النحاس والبرونز، وتنوعت أوعية حفظ الكحل واشكالها ومواد صنعها .

اما الحواجب كانت تنسق بملاقيت برونزية، ثميعاد رسمها استخدام صبغة سوداء. ..

اما اوعية الاستحمام الخشبية والعاجية ، غالبا ما نحتت على شكل رأس بطة أو بشكل مدبب، وكانت تستخدم بمسح الجسم بقطن محلج مغطى بكريمات معطرة من داخل الجرار أو لتصب الزيوت المعطرة على أنحاء الجسم.

كان معظم الناس يضعون الماكياج لأنفسهم لمن يمتلك مهارة فن التجميل، كان هناك ايضا المحترفين فى وضع الميكياج ، وكان يلقب بى “رسام الوجه.” لما لها من أهمية في الآخرة ايضا، وكانت مستحضرات التجميل وادواته توضع مع المتوفى في القبر. فضمن مقتنيات سيشات-حتب في المصطبة له في الجيزة “البخور والمكياج وطلاء العين الأخضر والأسود وأفضل انواع الكريمات العطرية.”

الصابون المصريين المستخدمة من وادى النطرون وهي تحتوي على معجون الرماد أو الطمى، الذي كان به كثير من المعطور، ويمكنه عمل رغوة الصابون الحالى. وقد استخدم الصابون لعلاج الأمراض الجلدية، وكذلك للغسيل. بردية إبيرس الطبية، التي يعود تاريخها إلى حوالي 1500 سنة قبل الميلاد،

يصف خلط الزيوت الحيوانية والنباتية مع الأملاح القلوية. كان المصريون يحضرونها فىأحواض غسيل باستخدام مواد رئيسية من وادى النطرون والملح استعدادا لشمس النسيم.

وكانو يقومون بالاستحمام واستخدامة بعد انتهائهم من واجباتهم الرئيسية ويكان يكون هذا واجبا دينيا وكانت الكهنة تستحم عدة مرات في اليوم، ويحلق كل شعر الجسم ويشمل ذلك غسل الفم ايضا بالصابون المصري المستخدم فية النطرون أو الشمر، ومن ضمن مطهرات الفم لبان يمضغ لرائحة الفم الكريهة. و تفرككرات من الخروب على الجسم كمزيل عرق.

وخلاصة عصارة الجميز التى كانت تستخدم لازالة الشعر ومعالجة التجاعيد والصلع وكقاعدة اساسية قبل وضع المكياج ومضاد قوى للجراثيم باضافة اليها عدد كبير من الاعشاب الطبيعية تختلف حسب غاية استخدام المادة.

وابتكر المصريون القدماء معجون الأسنان، من وصفة واحدة تحتوي على حوافر الثور المجفف، والرماد، وقشر البيض المحترق، وربما كان هناك وصفة أخرى أفضل مذاقًا تحتوي على الملح الصخري والنعناع وحبوب الفلفل وزهرة القزحية، وهو ما أكدته «سامية»: «باكتشاف وجود فرشاة أسنان من العصر القديم شبيهة للغاية بالمستخدمة حاليًا، والتي تم تصنيعها من ليف النخل الناعم، وبما أنه توجد آثار لفرشاة الأسنان فبالطبع كانوا يستخدمون المعجون».

وكان عندمايعود المصرى إلى المنزل في الليل، يقوم المرء بإزالة الشعر المستعار ويستحم لإزالة الماكياج قبل وجبة المساء. من الصباح إلى المساء، كانت مستحضرات التجميل والنظافة الشخصية جزءاً من الطقوس اليومية لكل مصري قديم. وبما أن الهدف الأساسي لحياة المرء هو جعل وجوده الشخصي جديراً بالأبدية، فإن العناية بمظهره الجسدي وصحته هي أولوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »