القائم بأعمال سفير جورجيا بالقاهرة: علينا أن نكافح من أجل سيادتنا وسلامتنا الإقليمية 

 

أصدرت سفارة جورجيا بالقاهرة، اليوم الأحد، بيان للقائم بأعمال سفير جورجيا لدى جمهورية مصر العربية ميخائيل تيجيشفيلى، بمناسبة الذكرى 14 للعدوان العسكرى الروسى  واحتلال الأراضى الجورجية فى أغسطس 2008، قال فيه:  

إن الجميع لا يعلم أن جورجيا جزء من الحضارة القديمة، وأنه تم إنشاء أول دولة جورجية منذ 3500 عام. 

لكن أمتنا، مثل العديد من الآخرين عانت من ظلم كبير فى ظل الحكم الأجنبى. 

قبل 30 عامًا، تمكنا من استعادة استقلالنا وأصبح ذلك ممكنًا بفضل أجيال من المناضلين الذين قدموا تضحيات كبيرة.

ولكن حتى اليوم، علينا أن نكافح من أجل سيادتنا وسلامتنا الإقليمية داخل الحدود المعترف بها دوليًا. 

فى القرن الحادى والعشرين، تنتهك روسيا الاتحادية  المبادئ الأساسية للقانون الدولى بوضعه تحت علامة الاستفهام سيادة جورجيا وسلامتها الإقليمية.

وتجدر الإشارة، إلى أن عام 2022 يصادف مرور 14 عامًا على العدوان العسكرى الروسى على جورجيا عام 2008. 

ونعتقد أن هذا الهجوم الصارخ على المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وكذلك وثيقة هلسنكى النهائية التى تركت بصماتها الدائمة ليس فقط على جورجيا  ولكن أيضًا على بنية الأمن الأوروبية. 

تبعتها روسيا بحرب غير تقليدية ضد جورجيا تم التعبير عنها من خلال الاحتلال غير الشرعى لمنطقتى أبخازيا وتسخينفالى اللتين أصبحتا الآن عسكرة بالكامل بينما تمارس روسيا سيطرة فعلية. 

هناك خطوات واضحة نحو ضمهم الفعلى ويضطر المتضررون من النزاع إلى تحمل أشكال خطيرة من انتهاكات حقوق الإنسان والوضع الإنسانى الذى لا يطاق على أرض الواقع.

كما أكد تيجيشفيلى، أن العدوان العسكرى الروسى على أوكرانيا لا يؤدى إلا إلى تضخيم التحديات الناجمة عن الاحتلال الروسى لمناطق جورجيا. 

وإن المنطقتين اللتين توجد بهما قاعدتان عسكريتان روسيتان كبيرتان منتشرتان بشكل غير قانونى ومجموعة من أحدث الأسلحة الهجومية لها تداعيات أمنية دراماتيكية على جورجيا والمنطقة بأسرها. 

يتضخم هذا الشعور بانعدام الأمن نتيجة للتدريبات العسكرية الواسعة النطاق المتكررة التى تجريها روسيا فى انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار فى كلتا المنطقتين المحتلتين. 

على سبيل المثال، كان هناك بالفعل حوالى 40 تدريبا عسكريًا غير قانونى تم إجراؤهم فى كلتا المنطقتين المحتلتين منذ بداية عام 2022.

وأنه كامتداد لسياستها الاستفزازية، كانت روسيا نشطة فيما يسمى بعملية “الحدود” ورفعت مستوى تركيب ما يسمى بعلامات “الحدود”، ونصب أسوار الأسلاك الشائكة وحفر ما يسمى بشرائح مكافحة الحرائق على طول خط الاحتلال. 

هذه العمليات لها تأثير ضار على الوضع على الأرض وتشكل ضغطا هائلا على السكان المتضررين من النزاع.

وأضاف، أنه فى غضون ذلك تواصل روسيا حرمان مئات الآلاف من النازحين واللاجئين الجورجيين من حق العودة الآمنة والكريمة إلى ديارهم. 

من المرجح أن يؤدى النطاق الحالى للتمييز العرقى فى كلا المنطقتين إلى زيادة عدد النازحين داخليًا واللاجئين ويبدو أن هذا هو هدف الاستراتيجية الروسية – لإزالة جميع الجورجيين العرقيين من المناطق جنبًا إلى جنب مع جميع الآثار الجورجية بينما تواصل هذه السياسة “الترويس” أى جعل كل شئ بالنكهة الروسية الكاملة لمناطق أبخازيا وتسخينفالى.

يذكر، أن جورجيا ما فتئت فى هذه الأثناء تنتهج سياسة حل النزاعات بالوسائل السلمية، وعقدت العزم على تعزيز جهودها من أجل السلام فى اتجاهين رئيسيين – إنهاء احتلال مناطق جورجيا من ناحية وتعزيز المشاركة وبناء الثقة بين الطوائف المنقسمة مع خط الاحتلال من ناحية أخرى. 

وتابع: نواصل تطوير استراتيجيات لتجهيز أنفسنا بشكل أفضل بالأدوات اللازمة لتلبية احتياجات المتضررين من النزاع على جانبى خط الاحتلال. 

ويعتقد تيجيشفيلى، أن الدبلوماسية يمكن أن تكون مهمة وستكون كذلك القليل لا مفر منه فى العلاقات الدولية.

لقد أظهر العالم درجة نموذجية من الوحدة فى الرد على العدوان العسكرى الروسى على أوكرانيا. 

يجب الحفاظ على هذه الوحدة والموقف الحازم لضمان أن تتماشى روسيا مع المبادئ الأساسية للقانون الدولى، وتحترم سيادة الدول المستقلة وسلامتها الإقليمية.

وبهذا، يعتقد أن الموقف القوى للمجتمع الدولى ضرورى لتحقيق تسوية الصراع بين روسيا وجورجيا وإحلال السلام والأمن الدائمين فى جورجيا والمنطقة بأسرها. 

هذا هو السبيل الوحيد إلى حد بعيد لتأمين مستقبل أوروبا من النوى الاصطناعية لعدم الاستقرار والهجمات المختلطة. 

تحتاج روسيا إلى سحب قواتها العسكرية من الأراضى الجورجية والسماح بوضع ترتيبات أمنية دولية على الأرض، حيث لا يوجد حل مستدام للصراع دون الالتزام بهذه المبادئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »