رأي عام : مقالة دكتورة / نادية مصطفي عبدالحكيم – القاهرة

 

 

 

اثبتت أسلحة الحرب البيولوجية بالدليل العملي القاطع انها أكثر اسلحة الدمار الشامل خطرا علي سلامة المجتمعات الانسانية واشدها فتكا بالاقتصاد العالمي واقدرها علي شل الحياة في كل البلدان والاقطار في الشرق والغرب بلا استثناء او تمييز . النتائج المبدئية مخيفة بل ومروعة وتنذر بما هو اخطر بكثير مما نحن فيه اذا ما تعذر احتواء مضاعفاتها الكثيرة التي تضرب كل مجتمعات العالم بلا هوادة ليعيش العالم معها كابوسا لم يكن واردا في حساباته . والمؤشرات مزعجة الي ابعد حد مهما حاولنا ان نكون متفائلين او ان نهون الامر علي انفسنا او ان نستخف به .

اختفي الكلام تماما الان عن اخطار الاسلحة النووية لانها اخطار افتراضية وليست اخطارا حقيقية واحتمال استخدامها هو في حدود الصفر او حتي دون الصفر . وسوف تبقي قابعة بلا استخدام في مخابئها وتحصيناتها لا ندري عنها ولا نفكر فيها ولا يزعجنا اي تطور يطرأ عليها هنا او هناك فهي لم تعد مسالة حياة او موت كما هو الحال مع اسلحة الحرب البيولوجية التي قد تكون كورونا احدها وليست كلها فهي كالأشباح التي لا نعرف من وراءها او المسئول عنها او صاحب المصلحة في كل ما يحدث في العالم الان بسببها حتي وان لم يسلم من بعض اثارها المدمرة .

ان القادم قد يكون اشنع وأفظع اذا ما توفر الدليل علي ان هذه النوعية الجديدة من الاسلحة البيولوجية هي أسلحة تخليقية اي من اختراع معامل ومختبرات متخصصة ومتطورة للغاية في دول معينة تملك هذا النوع من الخبرات العلمية الفذة وانها ليست من صنع الطبيعة وحدها كما قد نتصور عن سذاجة او عن حسن نية او عن جهل بما يجري في الخفاء . التحديات الامنية بمفهومها الواسع والشامل التي ستواجه العالم في المستقبل القريب سوف تتحور وتتغير وتتفاقم وسوف يكون لهذه الاسلحة البيولوجية المدمرة موقع الصدارة فيها دون منازع . ووقتها لن يكون هناك مكان للحديث عن اسلحة ايران النووية او اسلحة غيرها من الدول كما اعتدنا في الفترة الماضية . نحن امام مفترق فاصل ربما في تاريخ الحضارة الانسانية نفسها بين ان تتعافي وتستمر او ان تتهاوي وتنهار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »