الفخار والسحر فى النوبة القديم

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

 

 

برع النوبيون في صناعة الفخار دون غيرهم وشكّل توافر الطين الصلصالي في بلادهم أحد العوامل المساعدة على قيام هذه الصناعة الشعبية في تلك المنطقة. وكان على الضفة الشرقية للنيل باتجاه أسوان جبل يعرف باسم «جبل الطَفل» يصنع منه العرب والنوبيون هذه الأواني الفخارية.وكذلك توافر أجود أنواع الطين المستخدمة في صناعة الفخار والموجودة في التلال الواقعة على ضفتي الوادي ليست إلا بما حملته مياه النيل معها من طمي من أعالي الوادي في موسم الفيضان عاماً بعد عام وهذا يرجع لما تتميز به أسوان من تواجد للثروات الطبيعية ومنها الفخار، والطمى الأسوانى وهو طبيعى وصحى بنسبة 100 ٪ ولونها أحمر بشكل طبيعى، وتعطى مذاقا خاص للطعام.إنها صناعة تقوم على مهارة وفنون النساء النوبيات اللواتي يتولين جميع مراحل صناعة تلك الأواني باستثناء مرحلة الحرق والتي يتولاها الرجال.

حيث أنه في المرحلة الأولى يتم عجن الطين لإكسابه المرونة الكافية وعندئذ تقوم النساء بتشكيل الجزء السفلي من الإناء المطلوب عن طريق ضغط الطين بواسطة قطعة من الصدف، حيث يضاف إلى الطينة بعض الماء، وما إن يتم جفاف الإناء حتى تباشر النساء تلوينه وصقله، ويستعان في التلوين ببعض أكاسيد الحديد الحمراء التي تكثر في النوبة؛ وذلك للحصول على اللون الأحمر الداكن الذي يطلين به الفخار.

أما طريقة إعداد الألوان فبسيطة للغاية؛ إذ تقتصر على طحن أكسيد الحديد، ثم إذابته بالماء ودهن الإناء بمحلوله، ثم حكه بقطعة من الحجر الأملس فيكتسب بريقاً ثم يأتي الحرق كمرحلة أخيرة.

وصناعة الفخارفى بلاد النوبة مميزة بالأساطير والعقائد القديمة المرتبطة بالفخار في منطقة النوبة وقد تطرق الكثير من الرحالة الأجانب في بداية القرن الماضي أن النوبيين يجيدون صناعة الفخار ببراعة وإتقان وقد نوه الرحالة الأجانب عبر مراجع اختصت بتصوير معالم النوبة في القرن الثامن عشر تلك الصناعة وقد سجلت مجموعة كبيرة من اللوحات بتلك المراجع.

وتظهر جماعة من النوبيين ينقلون فيما يشبه الطوف وهي آنية الفخار عبر شمال الوادي وجنوبه والتي ساعدت في نقل كميات كبيرة من هذه الآنية ساهمت في صناعة أقفاص من سيقان الجريد فوق مساحات ضخمة وتثبت الآنية الفخارية في الفجوات المخصصة لها حتي أذا نزلت من شاطئ النهر للنيل تطفو لخفتها وتحمل معها القفص الجريد الكبير الذي يقف عليه جماعة من النوبيين.

مرحلة قمأين إحراق الفخار وصناعته برغم إشادة الرحالة الاجانب بمهارة النوبيين في صناعة كل اشكال الفخار حتي داخل شمال السودان وذكر الرحالة في دراستهم كان يمزج الطمي مع روث الحيوانات لمنعها من التشقق عند الإحراق وقد ذكر الرحالة ( دونت حوالي ) 1910 م صناعة الفخار عمل بها الرجال والنساء في النوبة.

وكانت مهمة النساء الألوان والرسومات والأشكال وقد ذكر الرحالة يعتذر علي وجه التحديد القطع بان مثل هذه الصناعة ازدهرت في منطقة النوبة فترة طويلة من الزمان.

وقامت علي أيدي الرجال والنساء مع أفران قديمة مختلفة من الأزمنة التي راجت فيها تلك الصناعة ووجود الفخار النوبي في المقابر الفرعونية دليل كافي علي عظمة وقدر الفخار النوبي كصناعة نوبية كبيرة ساهمت بشكل كبير وأساسي في التجارة والاقتصاد بين الشمال والجنوب .

وتعتبر الأثار الفخارية من أقدم أنواع الإنتاج والصناعة الذى مارسه الانسان القديم في منطقة النوبة قبل كثير من بقاع العالم ولعل الحاجة إلى الأشكال المجوفة لأغراض حيوية متنوعة كانت العامل الأول لصنعها ثم مواصلة منعها وما تتميز به من مرونة ومطاوعة للإنسان مما حجبه فيها وجعلته يلجأ إليها دائماً لينتج متنوعات لا تقع تحت حصر .

وقد أنتج الفخار بكميات كبيرة ومتنوعة في كل العصور السالفة مما يجعله مسجلاً يحدثنا بمدينات الشعوب ونهضتها ومدى ازدهارها أو تخلفها ويعتبر نهر النيل عاملاً فعالاً في قيام صناعة الفخار في مصر منذ أقدم العصور ، فقد شب بالفحص الزير هو أناء يملي بالماء ومنه ثلاث مقاسات مختلفة يجعل الماء بارد في كل فصول السنة .

الأبريق يستخدم للوضوء وفي بيت الراحة.
الطواجن ذات مقاسات وأشكال مختلفة وكثيرة منها للطبخ والتخزين وتخمير العجين.
المأجور
الملز
الدوكه
القلل أناء صغير لتبريد الماء يوضع علي الشباك أو داخل الغرف
المبخرة تستخدم لوضع البخور .
الأطباق الفخارية تستخدم الصغيرة والوسط للطعام اما الكبيرة تستخدم
لوضع الماء والطعام للطيور والحيوانات والدواجن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »