السفير الإيرانى بالقاهرة ينظم حفل إفطار بمناسبة “يوم القدس العالم”

 

أقام رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة السفير، محمد حسين سلطانى، اليوم الجمعة، مأدبة إفطار بمناسبة “يوم القدس العالمى”، بحضور سفراء فنزويلا، كوبا، بنجلاديش، ونائب سفير السعودية، ومدير مكتب “الأونروا” فى مصر، وممثلين عن الأزهر الشريف.

وقال السفير خلال كلمته: فى آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، دائمًا نحتفل بذكرى اليوم الذى أسسه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخمينى وهو “يوم القدس العالمى”.

وأضاف، اختار الإمام الخمينى هذا اليوم لتذكير الأمة الإسلامية بالقضية الأساسية فى الإسلام، وليكون يومَ وحدة تتحد فيه الأفكار وتتركز فيه الأنظار متجهة نحو فلسطين رافضة للظلم ومُناصرة للشعب الفلسطينى المظلوم المستضعف.

وتابع السفير: تأتى أهمية هذا اليوم بسبب تعدد القضايا وتشتت الانتباه وإدخال الأمة الإسلامية فى حروب وقضايا أخرى بهدف إبعاد أنظارها عن القضية الفلسطينية، بل وأصبحنا الآن نتحدث عن عمليات تطبيع واسعة مع الكيان الصهيونى والهدف منها القضاء بالكلية على أى أمل فى تحرير بيت المقدس وهذه الأرض المقدسة، إلا أن ابتكار الإمام الخمينى كان ولا زال بمثابة حائط الصد الذى تتهشم عنده جميع محاولات إزالة القضية الفلسطينية من أذهان المسلمين والدول والشعوب ناهيك عن عدم وجود ظهير شعبى لهذه المحاولات.

وقال: إننا إذ نتابع الأحداث الجارية خلال السنوات الأخيرة، بل حتى خلال الأيام الأخيرة سنجد حالة الجنون التى وصل إليها الكيان الصهيونى فى معاداته للشعب الفلسطينى وذعره حتى من إقامة الشعائر والصلوات داخل المسجد الأقصى، وهذا إن دل على شىء فهو يدل على مدى خوف هذا الكيان من أصحاب الأرض، فيستغل كل فرصة ليقمع ويضرب ويعتدى، إلا أن ذلك لن يغير أبدًا هوية الأرض وهوية الشعب الفلسطينى المقاوم الحر صاحب الأرض.

وأوضح السفير، أن القضية الفلسطينية لا تنحصر على المسلمين فحسب، فالشعب الفلسطينى باختلاف أطيافه وأديانه يدافع عن المسجد الأقصى بدلًا عن كل الأحرار فى العالم، وواجب على كل حر ومُدافع عن حقوق الإنسان أن يكون له موقفه المساند لهذا الشعب الذى ذاق الويلات ولا زال، لكنه لم ينحنِ ولم يخضع خلال كل العقود الماضية وإلى الآن يُسطر البطولات، وموقف الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة هو الوقوف بجانب المستضعفين وخاصة الشعب الفلسطينى ومقاومته وأرضه المقدسة، والسياسة التى تتبناها الجمهورية الإسلامية خلال هذه المرحلة هى تدعيم الوحدة والتضامن والتآزر بين دول المنطقة وخاصة دول الجوار والدول العربية، والاتفاق الأخير مع المملكة العربية السعودية قد تم فى هذا الإطار أيضًا، وبلا أدنى شك سوف نشهد ثماره قريبًا فى حل أزمات المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية، كما نعتقد أننا سنشهد قريبًا إن شاء الله انهيار الكيان الصهيونى من الداخل وهذا باعتراف زعماء هذا الكيان ذاته، وبالتزامن مع ذلك أفول الدور الأمريكى وانسحابها من المنطقة.

وتشير التطورات الأخيرة أيضًا فى المنطقة، أن الدول والشعوب بدأت فى تحديد سياستها وخط سيرها منفصلة عن أمريكا التى سلبت الشعوب حقها فى الاستقلال والتقدم عبر فرض العقوبات الظالمة والمجحفة مثلما حدث فى إيران وروسيا وفنزويلا.

وتابع السفير: لطالما كانت المواقف الدولية ضد الاحتلال الصهيونى مواقف شكلية لا تُؤتى ثمارها على الوجه الأمثل بل فى كثير من الأوقات تُشجع هذا الكيان الغاصب على التمادى فى انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطينى الأعزل، وحينما نرى مسودة قرار ما لمحاولة إدانة أو وقف التعديات الصهيونية، تُواجه فورًا بفيتو الدول التى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان، لذا فالتشدق بحقوق الإنسان لدى هذه الدول مجرد جَعْجَعَة لتحقيق أهداف سياسية ومصالح شخصية ولم تعد حقوق الإنسان الأمريكية والأوروبية سوى مُجرد مُزحة سخيفة، وحينما ينظر أى حر فى هذا العالم إلى إحصائيات القتل والضرب وإهانة النساء والأطفال وتدمير المنازل وتشريد الشعب الفلسطينى الأعزل وكل ذلك فى ظل دعم وحماية البيت الأسود الأمريكى، لا يستطيع أن يصمت ويُصدق حقيقة حقوق الإنسان الأمريكية والغربية المزعومة، كما أن نشر الوثائق الأمريكية السرية للغاية يُثبت أيضًا أن ما يحدث فى منطقة القوقاز ما هى إلا مؤامرة أمريكية بالتعاون مع الغرب للإخلال بأمن واستقرار العالم من أجل مصالح وأهداف شخصية.

وأضاف، موقفنا فى الجمهورية الإسلامية ليس موقفًا نابعًا من مصلحة شخصية، وحينما ننظر سنجد أن الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية بسبب موقفها تجاه القضية الفلسطينية، لكن هذه العقوبات لم تثنينا عن قرار دعم حقوق الشعب الفلسطينى، وهو موقف متسق ومتوافق مع القانون الدولى ومنشور الأمم المتحدة الذى يدعم حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها والمقاومة ضد المحتلين.

وهنا أريد أن أذكر أن الجمهورية الإسلامية قدمت بالفعل حلًا إلى الأمم المتحدة وسُجل ضمن الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية بعمل استفتاء على تقرير المصير للسكان الأصليين بشتى أطيافهم وهو حل مناسب ومنطقى.

وأعلن السفير، أن هدف الإمام الخمينى من تدشين “يوم القدس العالمى” هو إعادة البوصلة نحو اتجاهها الصحيح وهى رسالة محبة ودعوة للاتحاد بين الشعوب الإسلامية ونبذ الخلافات والتركيز على الهدف الأساسى بل ودعوة أيضًا لجميع الأحرار فى العالم لنجدة الشعب الفلسطينى المظلوم والانتصار لقضيته، هى دعوة متجددة فى أفضل الشهور وهو شهر رمضان المبارك، لذا نسأل المولى عز وجل فى هذا الشهر المبارك أن يمن علينا بالاتحاد ونبذ الخلاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »