كيم إيل سونغ  .. رجل فتح تاريخا جديدا من الاقتصاد المستقل  

 

فيما يشاهد اليوم، المجتمع الدولى واقع كوريا الاشتراكية التى تتقدم بهمة إلى الأمام على مدار تطوره الذاتى بغض النظر عن التقلبات الاقتصادية العالمية، لا يذخر الثناء والتقدير على مآثر الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994) الذى فتح التاريخ الجديد من الاقتصاد المستقل.

الازدهار الاقتصادى مطلب حيوى لكل البلدان والأمم، ولكن تختلف الاستراتيجية الاقتصادية لتحقيقه من بلد لآخر.

طرح الرئيس، مهمات بالغة الشأن الناشئة فى بناء الاقتصاد واضعا المسألتين المبدئيتين فى نصب عينيه.

إحداهما هى، أنه لا يمكن لأى بلد أن يتفادى مصير “المدين مثل العبد” مهما طال الزمن، إذا لم يوفر رصيدا خاصا له، اكتفاءا بمساعدات البلد الآخر، فيجب أن ينهض باقتصاد البلاد بقواه الذاتية.  

والأخرى هى، أنه لا مندوحة عن ضغوط المتسلطين والحصار على الشعب العازم على أن يحيا حياة مستقلة، فلا بد له من أن يملك قوته المادية والاقتصادية الذاتية المقتدرة للتغلب على تلك الضغوط والحصار على أية حال، ويبنى الاقتصاد المستقل الذى يسير على قدميه، الاقتصاد القومى الذى يخدم شعبه، مهما كلف الثمن، وهذا أصبح إيمانا ثابتا للرئيس كيم إيل سونغ.

على ذلك، طرح الرئيس الخطط الصائبة لبناء الاقتصاد الكورى مثل الخط الرئيسى للبناء الاقتصادى الاشتراكى، الخاص بإعطاء الأولوية لتطوير الصناعة الثقيلة مع تنمية الصناعة الخفيفة والزراعة فى آن واحد، وخط التصنيع الاشتراكى والخط الخاص بدفع البناء الاقتصادى وبناء الدفاع الوطنى بالتوازى وخط استقلالية الاقتصاد الوطنى وتحديثه وعلميته، حتى تمكنت كوريا من التخلص من وضع دولة مستعمرة شبه إقطاعية متخلفة وإرساء الأسس المادية والاقتصادية الأكثر أمانة فى اقصر وقت دون أدنى انحراف أو كبوة، رغم تعقيد الوضع فى القرن الماضى.

انطلاقا من نظرته إلى أن الصناعة الثقيلة الذاتية المقتدرة هى بالذات شريان حياة الاقتصاد المستقل، بذل الجهود الأولية لتكوين بنية الاقتصاد المعتمدة على الصناعة الثقيلة الذاتية.

جرى بناء الصناعة الثقيلة الذاتية فى اتجاهات ثلاثة من حيث الأساس وهى أولا تشكيل بنيتها المتعددة والجامعة، وثانيا الاعتماد على الثروات الطبيعية المحلية، وثالثا تزويدها بالتكنولوجيا الحديثة.

عمل الرئيس على تأسيس الصناعة الثقيلة، نواتها صناعة بناء الآلات ومواصلة إكمالها فى آن مع إزالة بنية الصناعة الثقيلة عديمة التوازن والمشوهة التى خلفها الامبرياليون اليابانيون وإنشاء مصانع الصناعة الثقيلة التى تخدم مصانع الصناعة الخفيفة الحديثة والاقتصاد الريفى فى شتى أرجاء البلاد حتى تكون كل فروع الصناعة الثقيلة تساهم فى بناء الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب. 

إضافة إلى ذلك، حرص على بناء المحطات الكهربائية التى تستفيد مما يتوفر فى البلاد من الموارد الطبيعية وتطوير الصناعة الكيميائية التى تتخذ الفحم والحجر الكاسى كموادها الخام وبذل عصارة روحه وقلبه لإكمال نظام إنتاج الحديد المعتمد على  الوقود والمواد الأولية المحلية. 

وعمل على دفع عجلة بناء الصناعة الثقيلة الذاتية فى السياق الموحد مع تصنيعها حتى يمكن بناء الصناعة الثقيلة الحديثة لمدة قصيرة وعلى أساسها، أرسى الأسس المتينة للتقنيات المتقدمة فى مجمل ميادين الاقتصاد.

بناء الصناعة الثقيلة المتطورة من كل النواحى، والمزودة بالتكنولوجيا الحديثة والمستفيدة من الموارد المحلية، يعد هذا إحدى الميزات الهامة للبنية الاقتصادية الكورية التى أقامها الرئيس كيم إيل سونغ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »