الرمال والطين العلاجي المتوفر بأسوان

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

 

 

عرف الإنسان الطين وفوائده العلاجية منذ فترة طويلة، خلق الإنسان من طين.. ومنذ الأزل عرف الإنسان قوة الطين وفوائده فاستعان به فى الشفاء من الأمراض فمنذ خمسة آلاف سنة برعَ المصريين القدماء في استخدامه كأداة من أدوات التجميل.

كما استعملوه للاستشفاء من بعض الأمراض كعلاج كسور العظام مثلاً، فقد كان قدماء المصريين يقومون بلف المكان المكسور بقطع من القماش بعد خلطة بالطين الذي كان يحل محل الجبس الذي نعرفه اليوم والذي لم يبدأ استعماله إلا عام 1798م. ميلادية، كذلك كان التجميل بالطين من أبرز الوصفات التجميلية للملكة كليوباترا، ولا يزال حمامها الشهير بمدينة مرسى مطروح الساحلية من أشهر معالم المدينة السياحية والأثرية.

والطين يملك العديد من الخصائص العلاجية للإنسان، فبالإضافة لكونه مسكن قوي للألم، فهو أيضاً يعمل على زيادة حرارة الجسم وتحسين الدورة الدموية وزيادة سرعة النبض وهذا يعمل على ترخية العضلات وبث الحيوية في الجسم، ويقوم بتحسين العمليات الأيضية في الغضاريف، وهو كذلك مذيب ومضاد موضعي للالتهاب، ويحسن عمل الخلايا العظمية داخل المفاصل والخلايا عموماً، وبالتالي زيادة إنتاج السائل داخل المفصل، والكثير من الخصائص العصبية الشفائية.

وبعد وضوح كل هذه الخصائص التي يمتلكها الطين جاء الدور للتركيز على ما يحمله الطين من فوائد علاجية للإنسان، واستخدام الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، وفي الأمراض الروماتيزمية كالتهاب المفاصل وفي بعض الأمراض العصبية كالشلل الدماغي أو ضمور خلايا الدماغ.

والطين اكتسب كل هذه الخصائص العلاجية للطين بسبب النوعية العالية للأطيان والتي تتحدد بتركيبها الكيميائي الفريد واحتوائها على مكونات فعالة بيولوجيا، خصوصاً وإن الطب الحديث والمستحضرات الدوائية الكيميائية لم تصبح دواء لكل داء، وإضافة لهذا فان التركيب الكيماوي للأدوية له تأثيرات جانبية، و ليس من باب الصدفة ازدياد الناس الذين يفضلون العلاج بمستحضرات طبيعية، كالعلاج بالطين منذ زمن طويل عرف الناس الطين وفوائده العلاجية، وفي زمن (هيروتس) استخدم الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، وحتى قبل (هيروتس) بكثير في القرن الثاني قبل الميلاد ذكر المؤرخ (بليني) ما اسماه أراضي الطين الشافية لجميع الجروح وجميع الأمراض، وهذه الأراضي هي أوروبا الشرقية وخاصة دول البحر الأسود، وكذلك البحر الميت في الأردن، وكانت تنتشر هناك ما يشبه المصحات للعلاج بالطين وبالماء المالح.
في عام 1828م.

في أوكرانيا تم بشكل رسمي فتح أول مصح للعلاج بالطين, وخلال الحرب الروسية التركية أعوام 1854م. – 1855م. نصح الجراح الشهير (بيروجوف) بأطيان أوكرانيا لإجراء علاج التئام الجروح وإصابات العمود الفقري اثر الطلقات النارية التي تعرض لها الجنود الروس، وفي بداية القرن العشرين وضع الأكاديميان (س. نالدبانوف) و (ن. بورسنكو) الأسس العلمية لعلاج أمراض مختلفة.

تتوافر أنواع ممتازة من الرمال الصفراء الناعمة النظيفة الصالحة لأغراض الطب البديل فى أسوان
والاستشفاء البيئي في أسوان وخصوصا علي ضفة النيل الغربية وابوسمبل وتوشكي وبنبان والجنينة والشباك وغيرها من الأماكن ..

ويمكن إضافة نسبة من الرمال السوداء لرفع كفاءتها العلاجية في المنتجعات السياحية.

أما رمال وادي العلاقي فتمتاز بوجود أثار شحيحة من أملاح الذهب مما يعطيها بعدا أفضل في علاج أمراض التهابات العظام والروماتويد وارتشاح المفاصل.الأمراض التي تعالج بالرمال:

تتنوع الأمراض التي يمكن علاجها بحمامات الرمال بين الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس والأمراض الجلدية (الصدفية والبهاق) والكلي والجهاز التنفسي وقصور الشرايين والتخلص من القلق والضغوط النفسية, ويعزي دورها العلاجي إلي:

1- وجود نسبة من المعادن الطينية مثل المونتموريللونايت الذي تتولد عنه شحنات
سالبة عند تلامسه مع الماء حيث تجذب شحنات السموم الموجبة من طبقات الجلد الخارجية.

2- المحتوي البسيط من المعادن المشعة مثل المونازايت والثوريوم والتي تفيد في علاج الأمراض الجلدية والعظام علي وجه الخصوص.

3- تركيزات بسيطة من العناصر الشحيحة مثل الاسترانشيوم والسلينيوموالكبريت وغيرها.
4- الأشعة الشمسية فوق البنفسجية والتي قد تساعد علي انطلاق بعض الشحنات السالبة من مكونات الرمال.

ولذلك نلاحظ التكامل بين العناصر العلاجية البيئية السابق لذلك لا يمكن توقع نفس النتيجة إذا فقد احد هذه العناصر.كيفية العلاج بالرمال:

1- يعتبر دفن الجسم في الرمال (الحمام الرملي) هو الطريقة المتبعة منذ قدماء المصريين للاستشفاء في وقت الضحى وقبل غروب الشمس
حتى نتفادى الفيض الزائد من الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لأشعة الشمس. ويستمر الحمام مدة تتراوح بين خمسة دقائق إلي ساعة تبعا لتحمل المريض.

ويراعي وضع مظلة شاطئ فوق رأس المريض للحماية كما يجب وجود خيمة أو مكان مناسب لإيواء المريض فور الخروج من الحمام الرملي
لحمايته من التيارات الهوائية وتغير درجة الحرارة
كما يعطي مشروب دافئ مقوي لجهاز المناعة
مثل القرفة ويمنع شرب الماء لمدة ساعتين..

2- لبخة الرمال الطينية (الدميرة) وقد يتم عمل الدميرة أو مايعرف بلبخة الرمال الطينية وهو عبارة عن معجون مصنوع من الطين وقليل من المياه ويتم وضعه على المنطقة المصابة لمدة قد تصل إلى الساعتين ، حيث يمكن مريض الجلدية أن يمشى على الرمال الرطبة لمدة ربع ساعة يوميا لمدة تتراوح مابين الأسبوع والثلاث أسابيع
الدافئ وتستخدم موضعيا علي أماكن محددة بالجسم مثل المفاصل وتستمر لنفس الفترة الزمنية (5-60 دقيقة) ثم تغسل بالماء الدافئ..

3- المشي علي الرمال المرطبة بالماء حافيا لمدة ربع ساعة يوميا لمدة ثلاثة أسابيع.
احتياطات:

تستمر فترة الاستشفاء من أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع من كل عام ويراعي عدم وجود تسلخات أو تقرحات أو جروح غير ملتئمة علي الجسم قبل الحمام الرملي أو أماكن اللبخات الموضعية
كما يحتمل حدوث حساسية وفي هذه الحالة يجب وقف العلاج.

وتعتبر أسوان، على مر العصور، الوجهة المفضلة في فصل الشتاء. إضافة الى ذلك، ستدهشك رؤية الكم الهائل من الآثار ومواقع الجذب السياحي التي تتمتع بها هذه المدينة الصغيرة. يمكنك الإبحار إلى معبد فيلة، زيارة ضريح أغاخان أو القيام برحلة إلى دير سان سيمون.

أسوان من اكثر المدن المصرية التي تظللها أشعة الشمس الدافئة ؛ ما يجعلها ملجأ مثاليًا للراغبين بالتجول والاسترخاء في بلد تاريخي جذاب.

استمتع بالتجول عبر الممشى الواسع المعروف محليًا باسم الكورنيش لمشاهدة الفلوكة أو المراكب وهي تبحر ببطء في مياه النيل أو توقف عند إحدى المطاعم العائمة للاستمتاع بالموسيقى النوبية وتناول الأسماك الطازجة.

تتميز أسوان بإطلالة رائعة على نهر النيل وتعد نقطة انطلاق مثالية للرحلات النيلية. كما تمنحك تجربة ثقافية غنية، حيث تتعرف على الثقافة النوبية، فتستمتع بشراء التوابل ورسوم الحناء والهدايا التذكارية والبضائع الإفريقية المصنعة يدويًا، كل ذلك وأكثر في أسواق أسوان.

وكلمة “أسوان” مشتقة من كلمة مصرية قديمة هي “سوانو” وتعني السوق أو التجارة. وقد أطلقت عليها هذه التسمية نظراً لموقعها الاستراتيجي المميز على الطريق التجاري الذي يربط بين شمال مصر وجنوبها. وإشتهرت أسوان منذ العصور القديمة ببيئتها العلاجية المتميزة، فطمر جسدك في رمال أسوان يساعدك على التخلص من الاوجاع الجسدية ويساهم في شفائك من الأمراض المستعصية مثل الروماتيزم والتهابات المفاصل وتورمها والتهاب البشرة. وتتميز المدينة بمناخها الذي يبعث على الاسترخاء والحيوية.

ويعد شهري مايو وسبتمبر من أفضل أشهر السنة لزيارة أسوان، التي تمتاز بصيف شديد الحرارة، أما في الشتاء، فتصل درجات الحرارة خلال النهار إلى 27 درجة مئوية، كما تتسم لياليها بالبرودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »