الالهه والمعبودات فى النوبة القديمة

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

 

 

كانت العبادة فى بلاد النوبة وثنية وعبدوا آلهة كثيرة ومارسوا عاداتهم وتقاليدهم الدينية من منطلق الوثنية واتسمت مناحى حياتهم من ميلاد ووفاة وغير ذلك بأعراف وتقاليد معينة وكانت لهم مقابرهم المميزة وكانت توضع الأغراض الشخصية للمتوفى معه فى قبره من حلى وأوان وأدواته الزراعية، واستقرت أحوالهم على الوثنية إلى أن اصدر الإمبراطور الرومانى «سيودوسيوس الأول» فرمانات بمنع العبادات الوثنية فى مصر شمالا وفى النوبة جنوبا ولم يرض كثير من النوبيين قبول المسيحية ديانة رسمية لهم فحاربهم الرومان بقيادة مكسيموس وانتصر عليهم وفرض شروطا قاسية مقابل تركهم فى عبادتهم الوثنية والعيش فى أمان.

وحضر المنصر الرومانى جوليان للتبشير ودعوة ملك النوبة للديانة المسيحية، واستجاب له الملك النوبى سيلكو ومعه جميع أفراد أسرته والمقربين، وانتشرت الديانة المسيحية فى بلاد النوبة وانتموا للكنيسة المصرية وهى ممالك نوباتيا ومقرة ومملكة الوا، مع هذا التفرع نشأت مجموعات مختلفة من الالهة لكل حضارة.

وكانت اشهر الآلهة المعتمدة عند النوبيين والمستمده من الحضارة المصرية القديمه ومعبوداتها: امون، ايزيس ، انوبيس، رع، حورس، سوبيمكر وبس وابادماك فاعتبر أبادماك (إله الحرب والدولة)، فهو معبودا كوشياً صرفاً في المرحلة المروية، ويمثل وجه أسد مع الجسم البشري،وجدت نقوشه وتماثيله في عدة أماكن مختلفة من السودان مثل: مروي والنقعة والمصورات الصفراء والبطانة.

والتي يبدو أنها أكثر الأماكن التي عُبِدَ فيها خصوصًا النقعة حيث يوجد معبد أباداماك مصورًا على هيئة أسد بثلاثة رؤوس وأربعة أياد، وأيضًا وجد برأس واحد.

ويرمز لمفهوم السلطة والقوة، واعتبروه قد جلب الانتصارات لجيوشها وهزم أعدائهم. تزين صور هذا الإله جدران المعبد في مروي والمصورات الصفراء وكذلك في العديد من المعابد الأخرى في السودان.

جبل البركل: يعتقد الكوشيين أن الحياة على الأرض قد بدأت في جبل البركل. كانت وظيفة هذا الجبل، على مر التاريخ، مركزاً للحياة الدينية في كوش. تم بناء العديد من المعابد، بما في ذلك معبد آمون حيث جرت مراسم دينية وسياسية كبرى.

فنظرية الخلق المستمده من الحضارة المصرية القديمه حيث إن العالم كان مغطى بالماء ثم ارتفعت كومة من الأرض من الماء.

على رأس هذه التلة ولد آتوم اول إله على وجه الأرض، آتوم ولد شو، أول رجل على وجه الأرض، وتفنوت، أول امرأة الهة. تزوج شو وتفنو وأنجبا جب (إله الأرض) ونوت (إله السماء). من جب ونوت جاء أوزوريس، سيث اوست (إله الدمار)، إيزيس (إله الأمومة)، ونفتيس (حامية الموتى). بقلم الباحث حمدى الدالى.

واعتبر أبادماك (إله الحرب والدولة)، الهاً كوشياً صرفاً في المرحلة المروية، ويمثل وجه أسد مع الجسم البشري، ويرمز لمفهوم السلطة والقوة، واعتبروه قد جلب الانتصارات لجيوشها وهزم أعدائهم. تزين صور هذا الإله جدران المعبد في مروي والمصورات الصفراء وكذلك في العديد من المعابد الأخرى في السودان.

جبل البركل: يعتقد الكوشيين والمصريين أن الحياة على الأرض قد بدأت في جبل البركل. كانت وظيفة هذا الجبل، على مر التاريخ، مركزاً للحياة الدينية في كوش. تم بناء العديد من المعابد، بما في ذلك معبد آمون حيث جرت مراسم دينية وسياسية كبرى.

مجمع الالهة “نتر” (Neter) كان هناك تعدد في المعبودات المصرية وتتنوع من آلهة عليا واخرى اقليمية وكائنات اخري تحمل نوعاً من القداسة وقد تم اعطاء كل مجمع الالهة اسم واحد “نتر”(Neter)، وتعني الاله، الله.

وترتبط كل المعبودات، العلاقات بينها وكافة التكوينات المرتبطة بها بهذا الاسم، الكهنة والشخصيات، الحيوانات والجمادات. وقد احصى علي فهمي خشيم (علي فهمي خشيم: البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة، مركز الحضارة العربية، القاهرة 2007، ص 812-837) اكثر من 150 كلمة منسوبة لنتر (مثل نترتي وتعني الربتان ايزيس ونفثوس). كان هذا سمة الميثلوجيا النوبية التي كان لها آلهة متعددة وسوف نرى تحور الاسم في اللغة النوبية.

نور ((Nor
لله عز وجل اسم واحد في المحسية وهو نور ((Nor وفي الدنقلاوية آرتي (Aarti) ولها معنى اخر هو الجزيرة. ويحيلنا الاسم الاول إلى نتر مجمع الالهة “نتر”(Neter) الفرعونية. واذا كانت نتر تتحدث عن هيكل الديانة بكاملها، فالاسم النوبي القريب في المبنى والمعنى يعبر عن نفس الهيكل، لذلك لم تتغير مع تغير الديانات وهياكلها (اللاهوت).

امون
هو إله الشمس والريح والخصوبة، أحد الآلهة الرئيسيين في الميثولوجيا المصرية القديمة، ومعنى اسمه الخفي. اعتبر آمون خالقاً لنفسه، كما كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه التي مُثلت بقدرته على التحول إلى أفعى وطرح جلده، ومع هذا فقد ظل مختلفاً عن الخلق، منفصلاً ومستقلاً عنه. بتوحده مع رَع، الشمس، تجلى آمون للخلق، ولهذا جمع أمن رع في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته آمون كان خفياً وغامضاً ومنفصلاً عن العالم، وبصفته رع كان جلياً وظاهراً ومانحاً للحياة اليومية.

طوال تاريخ النوبة، بقي آمون المعبود الرئيسي، وكان الاله الأبرز في السودان القديم. ويعتقد الكثيرون أن عبادة آمون قد بدأت في السودان قبل وقت طويل قبل مصر. وقد بنيت معظم المعابد على شرف هذا الإله، بما في ذلك أكبر معبدين في السودان: معابد آمون في نبتة ومعبد آمون في مروي.

وجد إله أمازيغي له اسم مشابه و يتشابه مع أمون في بعض صفاته هو حمون، وتشكل سيوة نقطة استناد رئيسية لنظرية تقترح وجود علاقة ما بينهما، كما توجد دراسات توضح أن علاقة ما قد توجد بينهما بافتراض أن اسمه مشتق من كلمة أمازيغية (التي تمت بصلة قرابة للمصرية في نفس العائلة اللغوية) تعني ‘ماء’ وإن كان هذا غير مؤكد في ضوء المعارف الحالية. كما يعتقد النوبيون أنه أصلا من منطقة جبل البركل في شمال السودان.

ومن المحتمل أنه كانت توجد آلهة محلية لدى هذه الشعوب تشبه في صفاتها أمون مما سهل تقبلها له فدمجت بينه وبين آلهتها المحلية كما تشرب هو صفاتها لديهم، ومن المحتمل أيضاً أنه وجدت لأمون أصول مغرقة في القدم (ربما تعود إلى ما قبل التاريخ) لدى الشعوب الأفريقية القديمة التي تشكل أصول كل هذه الشعوب من نوبيين وأمازيغ وباقي سكان وادي النيل.

وربما كان هذا هو الاصل الاول من تقديس الماء كعبادة في حوض النيل واحتفظت اللغة بالمعنى اللغوي. يأتي اسم امون جلياً في اشارة لاسم “الماء” في اللهجة المحسية ككلمة وحيدة، اما في اللهجة الدنقلاوية – الكنزية فاسم الماء هو “ايسي” وهي تشير لايزيس وهي ديانة مغرقة في القدم في المنطقة ، وكان مرتبطاً بالأوزة أو الحيَّة لكن ليس بالكبش أبداً.

لكن ظهر آمون الكبشى الرأس مع قرص الشمس والصل على الرأس في أبى سمبل والمعابد السودانية القديمة. وظل آمون الكبشي معبوداً محلياً للنوبة، بينما ظل آمون البشري معبوداً بمصر الفرعونية. تمَّ تطوير كما ظهرت عبادات محلية مثل ابادماك وهو على هيئة رجل برأس أسد.

عاين سعد مدني في مدونته رمزيات الديانات النوبية القديمة، والتي تواجدت على عصور متعددة، ووجدها تتمثل في الثعبان او الكوبرا الذي يلبس كتاج علي روؤس معظم الملوك النوبيين، الشمس التي ترمز الي النور او الاله، قرني الكبش او الثور، و تضعان في تاج الملوك النوبيين، وتكون فوقهما الشمس، ويمثل رمزية للهلال او القمر غير المكتمل والالهة الام، كما هو الحال مع الالهة النوبية ايزيس التي توصف بانها أم الالهة والالهات وجميع النساء.

اوزير(س)، ايزي (س)، وحور (س)
اشار والاس بدج واركل أن الحضارة في وادي النيل بدات بعبادة اوزريس (اوزير) واعتبرها اقدم عبادات الوادي. وقد بدأ اوزير آلهاً مرتبطاً بالخضرة والزرع وزوجته ايزيس (ايزي) آله للخصب ومثال الأم المثالية والزوجة الوفية، وكذلك بالحياة الاخرة والابن حور (س)، وقد ارجعا اصلها إلى عصر ما قبل الاسرات وانها نشأت في السودان. وقد ارجع محمد عوض الله حمزه لفظ (Osere)، باعتبار ( (oاداة تعريف و(Sere) وتعني طيب او خير بالنوبية الدنقلاوية (محمد عوض الله حمزه: لغة الاسماء في اقليم كريمة/كرمة الكتاب الثاني، الخرطوم 2000)

إيزيس (إلهة الأمومة والخصوبة)
كان اسم إيزيس عند الكوشيين باسم “السيدة الكبيرة من النوبة”، كانت لها شعبية خاصة بين النساء. ويمكن العثور على التماثيل والتمائم التي تحمل صورتها في كل من القبور الغنية والفقيرة في جميع أنحاء السودان. استمرت عبادة اوزير وايزي وتمت محاولة احتوائها في العبادة الشمسية، لكنها حافظت على تواجدها المستقل. الاخت في النوبية المحسية “ايسي” و”الماء” بالنوبية الدنقلاوية.

استمرت العبادات القديمة ذات سيطرة كبيرة، فقد كان التآثير الاكبر لعبادة اوزريس في الاوساط الشعبية لأنها ارتبطت بالخضرة والخصوبة ومتطلبات الحياة اليومية، وكان لايزيس معبد في جزيرة فيلة في النوبة وكان له مكانة كبيرة عند أهل النوبة، حتى إن معاهدة فيلة في عام 453م مع الرومان ضمنت لأهل النوبة الدخول إلى أسوان جزيرة فيلة والتعامل مع الآلهة ورفع تمثالها للجولان به للبركة في بلاد النوبة , ولكن بعد هذا بوقت قصير أعلن الإمبراطور جوستنيان الإغلاق النهائى لمعبد إيزيس في سنة 540م كاخر معقل للوثنية في الامبراطورية المسيحية.

ويرى بدج أن ديانة اوزيريس الشعبية كانت أساساً لسهولة تقبل سكان وادي النيل للاديان السماوية فيما بعد. فقد تجانست ثلاثية (اوزيريس، ايزيس وحورس) المماثلة للاب والابن والروح القدس المسيحي مع الشعور العام السائد. وفي نفس الوقت فقد جاء الله عز وجل والملائكة (وهي مخلوقة من النور)، كما في اليهودية والمسيحية، وتتنوع في درجاتها ومهامها واعدادها. وكذلك مثل انبياء وكهنة اليهود، القديسين والكهنة المسيحيين والاولياء الصالحين لتمثل هيكل الحياة الدينية في اديان المنطقة (والاس بدج (ترجمة محمد حسين مؤنس)، آلهة المصريين،مكتبة مدبولي، القاهرة، 1998 )

حور (س)
ابن اوزيريس، ايزيس وارتبط منذ ظهوره بالملكية وشرعية الحكم، وذلك باعتباره الوريث الشرعى لأبيه “أوزير”. وكان الملك يعتبر ممثلاً له على عرش مصر تمثيلاً فعلياً أو رمزياً. وقد ظهر اسمه على المصادر الأثرية منذ بداية الأسرات، ويعد أول المعبودات المصرية في هيئة الصقر، حيث صور في هذه الهيئة على صلاية الملك نعرمر وهو يقيد الأسرى. ارجعها محمد عوض الله حمزه “لهورسي” وتعني حفيد الملك (اور أسي).

عنخ (Ankh)
جاءت كلمة عنخ تعبيراً عن كل ما يحيط بالروح الانسانية وتعني حياة او عيش . نفس الكلمة “أنج” تعني نفس المعنى في النوبية. وربط بها علي فهمي خشيم، الكثير من التعبيرات المرتبطة بالحياة في ثلاثين معنى مختلف. وفي اللغتين كانت تعبر عن ما يمكن تسميته “الناسوت”.

اما مفتاح الحياة أو العنخ (الرمز الكتابي) فقد كان هو رمز الحـياة الأبديـة عند قدماء المصريين، كان يستعمله المصريين الفراعنة كرمز للحياة بعد الموت، وكان يحمله الآلهة وملوك الفراعنة. وهناك اراء محتلفة حول معنى مفتاح الحياة: من أنها رمز المؤنث والمذكر أساس وجود الحياة على الأرض، أو أنه يمثل الاجتماع الروحاني لـ: إيزيس وأوزيريس الذي كان له تأئير على وفرة مياه النيل الذي يعتبر أساس الحياة في مصر، أو أنه يدل على البعث وإعادة الحياة عند المصري القديم.

جاء اسم عنخ كجزء من اسم فرعون واحد هو توت عنخ أمون واسمه باللغة المصرية القديمة تعني”الصورة الحية للاله أمون”، وزوجته عنخ إسن أمون. والاسم بكلماته يعني بالنوبية حسب بعض التخريجات “تود انجي امن” وتعني “ابن ماء الحياة”، كما ان اسم زوجته يحمل نفس المعني “تعيش من خلال امون”. اذ تعني اسن الاخت والماء في النوبية.

انڇي (Anji)
كلمة عنخ هي في الحقيقة انڇي (Anji)، وهي أيضاً كلمة واحدة من نوعها، والتي تعني في النوبية النفس، الحياة، العيش او الانسان او الروح بشكل عام (الناسوت). ويتطابق معناها في الميثلوجيا المشتقة من الاصل الحضاري المشترك مع عنخ. وأيضاً ترتبط بهذه الكلمة كلمات اخرى هامة في التكوين الروحي والاداري للنوبيين من مثل انڇوتي وهي تعني الخليل او شقيق الروح، كما ترتبط ب “ڇي” وهي تطلق على الخال وهو اهم القرابات الاسرية وفي مانڇ (Mang) و تعني العين.

شو
شو آلهة الهواء والريح وغير التعبير عن الاله ففي معناها الضوء، الحرارة، الجفاف واضرابها. وفي الميثلوجيا الفرعونية تتحدث عن خروج الاله آتومAtum من اعماق البحر رافعاً معه الارض من رحم البحر. في نفس الوقت صعد الاله رع الشمسي، والذي مع الإله آتوم انجب طفلين هما شو آلهة الهواء والريح وتفنوت التي كانت آلهة الخصب.

شورتي
نفس التسمية “شورتي” تقريباً استعملت في النوبية لتعني الروح. وربما كانت تتكون من شو ورت على اعتبار أن الياء للنسبة.

النوبيون والحياة الاخرى
كان النوبيون يؤمنون بالحياة بعد الموت، لذلك بنوا مقابر تدل على عودة الروح إلى الجسد بعد الموت. وكانت قبور موتاهم كأنها غرف، يوضع فيه مع جثة الميت كل ما يمكن أن يحتاجه في حياته الآخرى، من عتاد والأسلحة السكاكبن والبسة وحتى بعض الطعام. يوضع المتوفي في وضعية مقرفصة في الحفرة وفق اتجاه تغير خلال المملكة الوسطى من شرق- غرب، الرأس في الشرق، إلى الاتجاه شمالاً ليصبح شمال – جنوب، الرأس متجهة غرباً. زين المتوفي بحلي مختلفة، في الأساس عقود وأسورة. تدل العديد من المكتشفات على وجود ملابس- سواتر العورة، والصنادل، والقبعات، والمخدات. تم في المرحلة الانتقالية الثانية إدخال الدفن في عنقريب.

توجد في كرمة، جبانة تتألف من حوالي 30.000 مقبرة إلى الشرق من المدينة القديمة. قادت أعمال جامعة هارفارد، ومؤخراً بعثة جامعة جنيفا إلى الكشف عن معلومات تتعلق بتطور التقاليد الجنائزية من أصول تلك الثقافة حتى اختفائها في بدايات المملكة الحديثة عبر ثلاث مراحل متتالية وسمت بكرمة القديمة والوسطى والكلاسيكية (حوالي 2500- 1500 ق.م).

من بين تلك، تحتل جبانة الكرو المكانة الأولى، لكونها الأقدم، لأنها تضم مقابر الأحفاد المباشرين لملوك نبتة، والتى تقدم دليلاً لإعادة إحياء التقاليد الجنائزية النوبية في فترة زمنية لم تقدم بعد سوى القليل من البينة المتماسكة. كما في كرمة، يشغل المدفن حفرة مغطاة بردمية ويرقد االمتوفي في وضع مقرفص على جانبه الأيمن، على عنقريب؛ لكن اتجاهها، الرأس متجهة غرباً، هو ما قد تم تبنيه من قبل أهل المجموعة الثالثة خلال المملكة الوسطى. سمة متميزة ومدهشة للجبانة يمكن ملاحظتها في مدافن لأربعة وعشرين حصاناً تقع كلها في منطقة واحدة، منعزلة عن المدافن الرئيسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »