الأمم المتحدة تدين بشدة الهجوم الذى أسفر عن مقتل جنديين مصريين فى مالى وتدعو إلى تقديم الجناة للعدالة

بعد يوم على اصطدام مركبة مصفحة تابعة لحفظة السلام بلغم فى مالى مما أسفر عن مقتل جنديين مصريين من حفظة السلام وإصابة آخرين بجراح، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السلطات الانتقالية فى مالى إلى عدم ادّخار أى جهد فى تحديد هوية مرتكبى هذا الهجوم وتقديمهم بسرعة إلى العدالة.
فى بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بشدة هجوم، أمس الثلاثاء، بعبوة ناسفة مرتجلة/لغم على قافلة تابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد (مينوسما)، حيث قُتل اثنان من جنود حفظ السلام المصريين وأصيب تسعة آخرون بجراح.
وأشار الأمين العام، إلى أن الهجمات التى تستهدف حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولى.
وقع الهجوم على بُعد حوالى 62 كيلومترا شمال شرق غاو فى شمال مالى.
وقال البيان: يعرب الأمين العام عن أعمق تعازيه لأسر الضحايا وكذلك لحكومة وشعب مصر التى يواصل جنودها دفع أعلى ثمن خدمة للسلام فى مالى، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد البيان، أن الأمين العام يشيد بحفظة السلام التابعين لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار فى مالى، الذين يواصلون، بتصميم وشجاعة مثاليين، تنفيذ ولايتهم فى ظروف بالغة الصعوبة لدعم شعب مالى.
مجلس الأمن يدين الهجوم
وفى بيان لهم، أدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم، ودعا أعضاء المجلس حكومة مالى الانتقالية إلى التحقيق بسرعة فى الهجوم على حفظة السلام وتقديم الجناة إلى العدالة، وإبقاء البلد الذى يساهم بجنوده على اطّلاع بالتقدم المحرز.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أيضًا، أن الهجمات التى تستهدف قوات حفظ السلام قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولى.
وشددوا، على أن المشاركة فى التخطيط، أو التوجيه، أو الرعاية، أو شن هجمات ضد حفظة السلام التابعين لبعثة مينوسما يشكل أساسا لتحديد العقوبات وفقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما شددوا، على أن المسؤولية الأساسية عن سلامة وأمن موظفى الأمم المتحدة وأصولها تقع على عاتق الدولة المضيفة، وسلّطوا الضوء على أهمية المشاركة والتواصل بين البعثة وحكومة مالى الانتقالية.
الإرهاب تهديد للسلام والأمن الدوليين
أكد أعضاء مجلس الأمن من جديد، أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وشددوا على ضرورة تقديم “مرتكبى ومنظمى وممولى ورعاة هذه الأعمال الإرهابية المشينة إلى العدالة.
وذكر البيان، أن أعضاء مجلس الأمن شددوا على وجوب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه، وحثوا جميع الدول، وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على التعاون بشكل فعّال مع جميع الجهات المعنية فى هذا الصدد.
كما كرر أعضاء مجلس الأمن، التأكيد على أن أى أعمال إرهابية هى أعمال إجرامية وغير مبررة، بصرف النظر عن دوافعها وأينما ومتى ارتُكبت وأيا كان مرتكبوها.
وأكدوا مجددا، على ضرورة أن تكافح جميع الدول بجميع الوسائل التهديدات للسلم والأمن الدوليين الناجمة عن الأعمال الإرهابية، وذلك وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولى، بما فى ذلك القانون الدولى لحقوق الإنسان، والقانون الدولى للاجئين، والقانون الإنسانى الدولى.
وكرر أعضاء مجلس الأمن، دعمهم الكامل لبعثة مينوسما على النحو المذكور فى قرار 2640 (2022).
قلق على الوضع الأمنى فى مالى
أعرب أعضاء مجلس الأمن، عن قلقهم إزاء الوضع الأمنى فى مالى والبُعد عبر الوطنى للتهديد الإرهابى فى منطقة الساحل.
وحثوا، الأطراف المالية على التنفيذ الكامل لاتفاق السلام والمصالحة فى مالى دون مزيد من التأخير.
وأكدوا، أن السلام والأمن الدائميْن فى منطقة الساحل لن يتحققا بدون مزيج من الجهود السياسية والأمنية وبناء السلام والتنمية المستدامة التى تعود بالفائدة على جميع مناطق مالى، فضلًا عن التنفيذ الكامل والفعّال والشامل للاتفاق.
وشدد أعضاء المجلس، على أهمية امتلاك مينوسما للقدرات اللازمة للوفاء بولايتها وتعزيز سلامة وأمن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة عملا بقرار مجلس الأمن 2640 (2022).
كما شددوا، على أن هذه الأعمال الشائنة لن تقوّض عزمهم على مواصلة دعم عملية السلام والمصالحة فى مالى.
وأعربوا، عن خالص تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا ولمصر، كما قدّموا تعازيهم للأمم المتحدة.