برنامج الأمم المتحدة الإنمائى: مصر تحتل المرتبة 97 من بين 191 دولة ومنطقة فى مؤشر التنمية البشرية

 
يترنّح العالم اليوم بين أزمة وأخرى، وتظل مقاربته لمواجهة الأزمات المتلاحقة محصورة فى دائرة “إطفاء الحرائق” وعاجزة عن معالجة جذور المشاكل التى تواجهنا. 

ويُحذِّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أنه من دون تحقيق تغيير كبير فى نمط مواجهة الأزمات فقد نكون متوجهين نحو انتشار أوسع لأوجه الحرمان وغياب العدالة.

الإصدار الأخير من تقرير التنمية البشرية، والذى أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائى اليوم تحت عنوان “زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: صياغة مستقبلنا فى عالم يتحوّل”، يجادل بأن طبقات من الغموض وعدم اليقين آخذة فى التراكم والتفاعل فيما بينها بما يؤثر سلباً وبدرجة غير مسبوقة على استقرار حياة الناس. 

إذ كان للعامين الماضيين تأثيراً مدمراً على حياة البلايين من الناس فى جميع أنحاء العالم عندما إذ تلاحقت أزمتى جائحة كوفيد-19 والحرب فى أوكرانيا الواحدة تلو الأخرى، وتفاعلت مع تحولات اجتماعية واقتصادية هائلة، وتغييرات كوكبية خطيرة، وزيادات هائلة فى انتشار الاستقطاب.

وللمرة الأولى منذ شرع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى قبل 32 سنة فى حساب مؤشر التنمية البشرية الذى يقيس أوضاع الصحة والتعليم ومستويات المعيشة فى مختلف البلدان، انخفضت قيمة المؤشر عالمياً خلال سنتين على التوالى، وتراجعت التنمية البشرية إلى المستويات التى بلغتها فى عام 2016، مما عكس مسار التقدّم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشمل هذا التراجُع العالم بأجمعه تقريباً، إذ سجّلت قيمة مؤشر التنمية البشرية تراجعاً فى أحد العامين 2020 أو 2021 فى أكثر من 90% من البلدان، بينما تراجعت فى العامين معاً فى أكثر من 40% من البلدان، مما يشير إلى أن الأزمة ما زالت تتعمّق للعديد من الناس.

وقال آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى: يتدافع العالم فى استجابته للأزمات التى تحدث واحدة إثر الأخرى، وكما شهدنا فى أزمتى الطاقة وارتفاع تكاليف المعيشة فإن الاستسلام لمغريات الحلول السريعة من قبيل دعم أسعار الوقود الأحفورى، من شأنه أن يتيح لتدابير الإغاثة الفورية أن تعطّل تبنينا للتغييرات المنهجية طويلة الأجل التى يتعين علينا انتهاجها دونما تأخير.

وأضاف، نعانى اليوم من حالة شلل جماعى عن إجراء تلك التغييرات، وفى عالم يسوده عدم اليقين، نحتاج إلى تجديد حس مشترك بالتضامن على المستوى العالمى للتصدى إلى التحديات المشتركة والمترابطة.

يتحرّى التقرير الأسباب التى تمنع حدوث التغيير المطلوب، ويقترح أن ثمة أسباباً متعددة بما فى ذلك الكيفية التى يعزز فيها انعدام الأمن والاستقطاب السياسى بعضهما البعض حالياً، مما يمنع التضامن والعمل الجماعى الذى نحتاجه لمعالجة الأزمات على كافة المستويات. 

وتُبيِّن الحسابات الجديدة، على سبيل المثال، زيادة فى أرجحية تبنى أولئك الذين يشعرون بأكبر قدر من انعدام الأمان وجهات نظر سياسية متطرفة.

وقال آخيم شتاينر: حتى قبل تحل بنا جائحة كوفيد-19، كنا نشهد مفارقة مزدوجة للتقدّم فى ظل انعدام الأمن والاستقطاب السياسى، واليوم، وإذ يشعر ثلث سكان العالم بضغوط متزايدة فيما منبثق أقل ثلث سكان العالم بالآخرين، فإننا نواجه عقبات رئيسية تحول دون تبنّى سياسات تحقق المصلحة للناس والكوكب معاً.

وأضاف، يهدف هذا التحليل الجديد المثير للتأمل إلى مساعدتنا على تجاوز هذا المأزق ورسم مسار جديد للخروج من حالة عدم اليقين الراهنة على المستوى العالمى، فاليوم تبقى أمامنا نافذة ضيقة لإعادة تهيئة أنظمة عملنا لتأمين مستقبل قائم على عمل مناخى حاسم وتوفير فرص متجددة للجميع.

وبغية رسم مسار جديد، يوصى التقرير بتنفيذ سياسات تركّز على الاستثمار – فى نطاق واسع من المجالات من الطاقة المتجددة إلى رفع مستويات التأهب لمواجهة الأوبئة، والتأمين – بما فى ذلك الحماية الاجتماعية – لإعداد مجتمعاتنا لمواجهة تقلبات النجاح والإخفاق فى عالم الغد الذى يسوده عدم اليقين. 

ويقترح التقرير، أن الابتكار بأشكاله المتعددة التكنولوجية، والاقتصادية، والثقافية، بوسعه تعزيز القدرات للاستجابة لأى تحديات قد تنشأ فى المستقبل.

وقال بيدرو كونسيساو، مدير مكتب تقارير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى والمؤلف الرئيسى للتقرير: لكيلا نفقد مسارنا فى ظل ظروف عدم اليقين، نحتاج إلى مضاعفة جهودنا فى مجال التنمية البشرية والنظر إلى ما يتجاوز تحسين ثروات الناس أو صحتهم.

وأضاف، إذ فيما تظل هذه الجوانب مهمة، يتعين علينا أيضاً أن نحمى الكوكب وأن نزوّد الناس بالأدوات التى يحتاجونها ليشعروا بقدر أكبر من الأمان، وليستعيدوا حسهم بالسيطرة على حياتهم، وليكون لديهم أمل فى المستقبل.

وبينما بدأت بعض البلدان تنهض من جديد، يظل التعافى غير متساوٍ ومجتزأً، مما يوسّع أوجه انعدام المساواة فى التنمية البشرية، إذ عانت كل من منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومنطقة جنوب أسياً من وطأة أشد للأزمات المتلاحقة.

احتلت مصر المرتبة 97 من بين 191 دولة ومنطقة فى مؤشر التنمية البشرية 2021/22 بينما فى عام 2019، احتلت مصر المرتبة 116 من أصل 189 دولة، تبلغ قيمة مؤشر التنمية البشرية لعام 2021 0.731 – مما يضع البلاد فى فئة التنمية البشرية المرتفعة.

تغيرت قيمة مؤشر التنمية البشرية فى مصر من 0.572 إلى 0.731، أى تغير بنسبة 27.8% بين عامى 1990 و2021 بينما تغير متوسط العمر المتوقع عند الولادة بمقدار 6.1 سنوات، وتغير متوسط سنوات الدراسة بمقدار 4.3 سنوات وتغيرت سنوات الدراسة المتوقعة بمقدار 4.1 سنوات، وتغير نصيب الفرد من الدخل القومى الإجمالى فى مصر بنحو 97.8 % بين عامى 1990 و 2021.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »