نميرة نجم وعمرو الجويلى يقودان مسار تعزيز شراكات الهجرة والشتات الإفريقى

أكدت السفيرة د. نميرة نجم خبيرة القانون الدولى والهجرة ومدير المرصد الإفريقى للهجرة بمنظمة الاتحاد الإفريقى، أن إفريقيا تمتلك مصادر متنوعة للبيانات إلا أن التحدى الحقيقى يكمن فى ضعف التحليل وعدم اتساق المنهجيات بين الدول، مشيرة، إلى أن الاعتماد على التعدادات التى تُجرى كل عشر سنوات “لم يعد كافياً لرصد الهجرة التى تتغير بوتيرة أسرع بكثير”، مما يؤدى إلى ظهور بيانات قديمة وغير متزامنة تعيق فهم الاتجاهات الحقيقية.
وأضافت، البيانات الدقيقة والحديثة تمثل الركيزة الأساسية لأى سياسة فعّالة للهجرة فى القارّة، مشددة، على أن التطورات السريعة فى أنماط التنقل تفوق قدرة الأنظمة الإحصائية الحالية على مواكبتها.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة المراجعة المقارنة العابرة للقارات لمجتمعات الشتات الإفريقى والمهاجرين المنعقدة فى جيبوتى يومى 5 و6 ديسمبر 2025، والتى تنظمها إدارة المواطنين والشتات (CIDO) بالشراكة مع المرصد الإفريقى للهجرة بمنظمة الاتحاد الأفريقى، بالتعاون مع حكومة جيبوتى.
وأشارت السفيرة فى كلمتها، إلى أن المرصد الإفريقى للهجرة يعمل مع شركائه ولا سيما المنظمة الدولية للهجرة على بناء نظام معرفى إفريقى موحّد قائم على المصطلحات المنسّقة والبيانات المحدثة، بما يدعم صانعى القرار ويساهم فى إبراز المساهمات الحقيقية للمهاجرين والشتات الإفريقى فى التنمية.
ومن جانبه، أكد السفير عمرو الجويلى مدير إدارة المواطنين والشتات (CIDO) بمفوضية الاتحاد الإفريقى فى كلمته، أن الشتات يشكل جزءاً راسخاً فى الهوية الأفريقية ومسارها التاريخى، موضحاً، أن المساهمات الضخمة للأفارقة حول العالم -سواء عبر الهجرات القسرية أو التنقل الطوعى الحديث- أثرَت مسارات التحرر والثقافة والابتكار والدبلوماسية الشعبية.
كما أكّد، أهمية التعاون الوثيق مع اليونسكو فى “التاريخ العام لأفريقيا” وإطلاق مجلداته الجديدة الخاصة بالشتات ودوره العالمى.
وأوضح الجويلى، أن الاتحاد الأفريقى ينتقل حالياً من مرحلة الخطاب العام حول الشتات إلى بناء منظومة معرفية دقيقة تعتمد على رسم خريطة شاملة للوجود الأفريقى حول العالم، لافتاً، إلى أن نقص البيانات كان دائماً عقبة أمام السياسات الفعالة، وأن شراكة إدارة المواطنين والشتات مع مرصد الهجرة الأفريقى تمثل نقلة مؤسسية لإرساء قاعدة بيانات موحدة وديناميكية تخدم صناع القرار.
وشدد، على أن رسم خريطة الشتات ليس عملاً تقنياً فحسب بل هو التزام سياسى وتنموى يستوجب مشاركة حكومية ومجتمعية وقارية واسعة، مؤكداً، ضرورة تعبئة الطاقات الاقتصادية والثقافية والمعرفية للمغتربين من خلال رؤية موحدة ومنصات تواصل فعّالة.
وأضاف الجويلى، تأتى هذه الجهود فى إطار شعار الاتحاد الأفريقى لعام 2025 “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقى من خلال التعويضات”، والذى أوصى المجلس التنفيذى بتمديده ليشكل إطاراً موجهاً للعمل فى العقد المقبل، مؤكداً، أن خريطة الشتات ستكون أداة محورية لدعم هذا المسار الاستراتيجى وأن الورشة تمثل خطوة نوعية نحو بناء رؤية قارية متكاملة للتعامل مع الشتات الأفريقى.
يذكر، أن الورشة تشكل منصة محورية لتوحيد الرؤى بين المؤسستين القارّيتين -المرصد الإفريقى للهجرة وإدارة الشتات- بما يمهّد لوضع توصيات مشتركة قابلة للتنفيذ لتعظيم الاستفادة من قدرات الشتات الإفريقى، وتحويله إلى شريك رئيسى فى دعم نهضة القارّة ومكانتها على الساحة العالمية، وتطوير أول خريطة قارية شاملة للشتات الأفريقى.
هدفت الورشة، إلى وضع الأساس العملى لرسم خريطة قارية شاملة للشتات الأفريقى عبر توحيد قواعد البيانات، وتعزيز التنسيق بين المؤسسات المعنية بالهجرة والمغتربين، وتطوير آليات لتعبئة مهارات وكفاءات الشتات لخدمة التنمية، وبحث سبل تحويل التحويلات المالية إلى أداة اقتصادية طويلة المدى.
وتضمن برنامج الورشة، مناقشة التطور التاريخى للشتات واستعراض التجارب الدولية فى إدارة شؤون الجاليات، ودراسة دور القطاع الخاص والمجتمع المدنى، وتقييم الأدوات الرقمية والمنصات الحديثة للتواصل مع الشتات، إضافة إلى جلسات عمل متخصصة حول البيانات والإحصاءات، تنتهى بصياغة توصيات وخارطة طريق موحدة للقارة.
واستقطبت الورشة، مشاركات رفيعة المستوى من ممثلى حكومة جيبوتى، والدبلوماسيين، والخبراء، والمنظمات الإقليمية والدولية، وممثلى المجتمعات الأفريقية حول العالم.
شارك فى الورشة: المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، اللجنة الاقتصادية لإفريقيا (UNECA)، إلى جانب جامعات ومراكز بحثية مثل جامعة غانا وCentre for Pan-African Studies وUNICAMP، فضلاً عن منظمات المجتمع المدنى مثل AFFORD وROCK، وشركاء متخصصين فى التحويلات والاستثمارات مثل AIR، لتشكيل منصة متكاملة لدعم التعاون القارى والإقليمى فى قضايا الهجرة.




