شيركو حبيب: أمريكا القوة الأكبر عالميا ولا نتمنى شرق أوسط جديدا على طريقة سايكس – بيكو

قال مسؤول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة شيركو حبيب، إن أمريكا تظل القوة الرئيسية فى العالم، وأن حديث ترامب عن ميلاد شرق أوسط جديد قد تتضارب مصالح واشنطن وتل أبيب فيه مع شعوب المنطقة، متمنيًا، ألا يكون على شاكلة اتفاقية سايكس – بيكو التى اغتصبت وقسمت دولا لمصالح القوى العظمى.
وأضاف حبيب فى تصريحات صحفية له، اليوم الأربعاء، أن دول الشرق الأوسط كثيرا ما عولت على قطبية ثنائية عالمية أو كتلتين شرقية وغربية، لكن ظهور الكتلة الشرقية بالأخص فى الصراع الأخير بين طهران وتل أبيب صعب فى عالم أحادى القطب، رغم وجود دول لها وزنها مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبى، لافتًا، إلى غياب كتلة شرقية واضحة منذ انهيار الاتحاد السوفيتى.
وأشار المسؤول الكردى، إلى وجود علاقات جيدة لأربيل مع واشنطن خاصة بعد زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزانى إلى الولايات المتحدة ولقاءاته مع كبار المسؤولين الأمريكان، مع وجود علاقات تاريخية مع الجارة إيران، موضحًا، أن شعب كردستان ضد الحرب الدائرة الآن، وأن رئاسة الإقليم عبرت عن موقفه الرافض للقصف الإسرائيلى لإيران.
وبشأن توقع سيناريوهات مستقبلية لإيران وذهابه إلى حال جديد يشبه العراق، رفض حبيب استباق الأحداث وقال: إن التكوين الإيرانى وحجم البلد يختلفان عن العراق وطبيعة مكوناته، ومن الصعب التنبؤ بمستقبل مشابه لما آلت إليه الأوضاع فى العراق بعد زوال حكم صدام حسين.
وأوضح حبيب، أن رئيس إقليم كردستان أشار فى اتصال مع وزير خارجية إيران إلى التزام أربيل ببنود اتفاقية أمنية بين طهران وبغداد، ولو كانت اتفاقية مارس 2023 فهى تنص على موقف العراق الرافض لأن تكون أراضيه منطلقاً للاعتداء على أى من دول الجوار، أو أن يصبح العراق مسرحاً لتواجد الجماعات المسلحة، أو منطلقاً لاستهدافها، فهى اتفاقية تؤكد السيادة وليست بها ما يشير إلى التعاون العسكرى والدفاع المشترك، وحكومة الإقليم أكدت على الالتزام بها، مضيفًا، لن نكون طرفا فى صراعات الغير، ولا نرحب بجر العراق إلى أى حرب.
وأكد حبيب، أن منع وزيرة المالية فى الحكومة العراقية الاتحادية صرف رواتب موظفى إقليم كردستان، لا يجوز أن يستند إلى توقيع حكومة أربيل اتفاقيتين للطاقة مع واشنطن، خاصة أن أزمة عدم إرسال مستحقات موظفى الإقليم متكررة وغير جديدة، وأن توقيع رئيس حكومة إقليم كردستان مثل هذه الاتفاقيات له سند دستورى يؤكد أن الموارد الطبيعية ملك للشعب العراقى، والكرد جزء من هذا الشعب وحكومة الإقليم حكومة دستورية منتخبة قائمة.
وطالب حبيب، بإصدار قانون النفط والغاز لحلحلة المشاكل بين بغداد وأربيل ولا حل دون إصدار هذا القانون، موضحًا، أن حكومة الإقليم اعتمدت فى توقيع اتفاقيتى الطاقة مع واشنطن على المادتين 111 و 112 من الدستور العراقى الجديد، والأولى تؤكد أن النفط والغاز ملك كل الشعب العراقى فى كل الأقاليم والمحافظات.
والثانية تقول إن الحكومة الاتحادية تقوم بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع حكومات الأقاليم والمحافظات المنتجة، على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع السكانى فى جميع أنحاء البلاد، مع تحديد حصة لمدة محددة للأقاليم المتضررة، والتى حرمت منها بصورة مجحفة من قبل النظام السابق، والتى تضررت بعد ذلك، بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق المختلفة من البلاد، وينظم ذلك بقانون نطلب إصداره لتفسير هذه المادة.
ولفت شيركو، إلى أن أزمة الرواتب بين أربيل والحكومة العراقية تنتظر قرار المحكمة الاتحادية إصدار أمر ولائى بإرسال رواتب موظفى الإقليم، مشيرًا، إلى ضرورة إيجاد حل جذرى لهذه المشكلة، بإصدار قانون النفط والغاز وتعديل حصة الإقليم فى الموازنة لتتفق وعدد سكان كردستان.