الفاو: أسعار الأغذية تسجل مستويات قياسية الشهر الماضى 2022

 

أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فى بيان لها، اليوم الإثنين، بارتفاع المعيار القياسى لأسعار الأغذية العالمية فى فبراير 2022 ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.

وحسب مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذى يتعقب السلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم، تصدّرت الزيوت النباتية ومنتجات الألبان هذا الارتفاع، حيث بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 140.7 نقاط فى فبراير، وأعلى بنسبة 3.1 نقطة من المستوى الذى وصل إليه فى فبراير 2011.

ويقيس مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية متوسط الأسعار على مدار الشهر، ولهذا، فإن أرقام شهر فبراير تتضمن بشكل جزئى فقط تأثيرات السوق الناجمة عن الصراع القائم فى أوكرانيا.

وقال أوبالى غالكيتى أرتشيلاج -الخبير الاقتصادى فى المنظمة: إن المخاوف بشأن ظروف المحاصيل وتوافر الكميات المناسبة المتاحة للتصدير لا تفسّر إلا جزءا من الزيادات الحالية فى الأسعار العالمية للأغذية. 

وأضاف، يأتى الحافز الأكبر بكثير لتضخم أسعار الأغذية من قطاعات خارج الإنتاج الغذائى، ولا سيما قطاعات الطاقة والأسمدة والأعلاف. 

وتابع: تميل كل هذه العوامل إلى تضييق هوامش ربح منتجى الأغذية، مما يثنيهم عن الاستثمار وتوسيع نطاق الإنتاج.

“الزيوت النباتية ومنتجات الألبان تقود الزيادة”

وقاد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية هذه الزيادة، إذ ارتفع بنسبة 8.5% عن الشهر الماضى ليصل إلى مستوى قياسى جديد، مدفوعا فى الغالب بزيادة أسعار زيوت النخيل وفول الصويا ودوّار الشمس.

وكانت الزيادة الحادة فى مؤشر أسعار الخضروات مدفوعة بشكل أساسى بالطلب العالمى المستدام على الواردات، والتى تزامنت مع بعض العوامل على جانب العرض، بما فى ذلك انخفاض توافر الكميات المتاحة للتصدير من زيت النخيل من إندونيسيا، وهى المصدّر الأكبر فى العالم، وانخفاض توقعات إنتاج فول الصويا فى أمريكا الجنوبية، والشواغل بشأن انخفاض صادرات زيت دوّار الشمس بسبب الاضطرابات فى منطقة البحر الأسود.

وكان متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان أعلى بنسبة 6.4% فى فبراير مقارنة بشهر يناير، مدعوما بانخفاض أكثر من المتوقع فى إمدادات الحليب فى أوروبا الغربية وأوسيانيا، فضلًا عن الطلب المستمر على الواردات، خاصة من شمال آسيا والشرق الأوسط.

“ارتفاع مؤشر الحبوب واللحوم”

وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 3.0% عن الشهر الماضى، مدفوعا بارتفاع عروض أسعار الحبوب الخشنة، مع ارتفاع الأسعار الدولية للذرة بنسبة 5.1%، وذلك بسبب مجموعة من الشواغل المستمرة بشأن ظروف المحاصيل فى أمريكا الجنوبية، وحالة عدم اليقين بشأن صادرات الذرة من أوكرانيا، وارتفاع أسعار تصدير القمح.

كما ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 2.1%، وهو ما يعكس إلى حد كبير حالة عدم اليقين بشأن تدفقات الإمدادات العالمية من موانئ البحر الأسود، وارتفعت الأسعار الدولية للأرزّ بنسبة 1.1%.

وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم بنسبة 1.1% عن شهر يناير، إذ بلغت الأسعار الدولية للحوم الأبقار مستوى قياسيا جديدا وسط طلب عالمى قوى على الواردات وانكماش إمدادات الماشية الجاهزة للذبح فى البرازيل وارتفاع الطلب على إعادة تكوين القطعان فى أستراليا.

وفى مقابل ارتفاع أسعار لحوم الخنزير، انخفضت أسعار لحوم الأغنام والدواجن، ويرجع ذلك جزئيا، على التوالى، إلى إرتفاع إمدادات التصدير فى أوسيانيا وانخفاض واردات الصين بعد نهاية مهرجان الربيع.

وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 1.9% وسط توقعات الإنتاج المواتية فى البلدان المصدرة الرئيسية مثل الهند وتايلاند، فضلًا عن تحسّن ظروف الزراعة فى البرازيل.

“توقعات بزيادة الإنتاج العالمى من القمح والذرة هذا العام”

أصدرت المنظمة أيضًا، أحدث موجز عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، والذى يتضمن توقعات أولية لإنتاج الحبوب فى جميع أنحاء العالم عام 2022، ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج العالمى من القمح ليصل إلى 790 مليون طنّ.

وسيبدأ حصاد الذرة قريبا فى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية، مع توقع وصول إنتاج البرازيل إلى مستوى قياسى، وإنتاج أعلى من المستويات المتوسطة فى الأرجنتين وجنوب أفريقيا.

ومن المتوقع، أن تزداد المخزونات العالمية من الحبوب حتى نهاية 2022 بشكل طفيف خلال مجرى العام لتصل إلى 836 مليون طنّ. 

وفقًا لما ذكرته المنظمة، وبالاستناد إلى هذه التوقعات، ستقف نسبة المخزونات العالمية من الحبوب إلى استخدامها عند 29.1%، “مسجلة بذلك أدنى مستوى لها فى ثمانى سنوات، لكنها لا تزال تشير إلى مستوى إمداد مريح بشكل عام”.

ورفعت المنظمة توقعاتها بشأن التجارة العالمية بالحبوب إلى 484 مليون طنّ، أى بزيادة نسبتها 0.9% عن مستواها فى الفترة 2020/2021، ولا تفترض هذه التوقعات الآثار المحتملة للنزاع فى أوكرانيا، وترصد المنظمة التطورات عن كثب وستقيّم هذه الآثار فى الوقت المناسب.

“نقص إنتاج الحبوب فى البلدان المعرّضة للخطر”

تتوقع الفاو، أن ينخفض إنتاج الحبوب فى بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض فى العالم والبالغ عددها 47 بلدا، بنسبة 5.2% فى موسم التسويق بالفترة 2021-2022، مقارنة مع الفترة 2020-2021، وذلك بسبب النزاعات والأحداث المناخية القصوى، وفقًا لأحدث تقرير عن التوقعات بخصوص المحاصيل وحالة الغذاء، الذى صدر اليوم أيضًا عن النظام العالمى للإعلام والإنذار المبكر عن الأغذية والزراعة التابع للمنظمة.

ويشير ذلك، إلى زيادة بنسبة 8% فى إجمالى متطلبات الواردات من جانب بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض لتصل إلى 66.6 ملايين طنّ.

وتضمن التقرير، أحدث المستجدات عن الوضع فى 44 بلدا تم تحديدها حاليا على أنها بحاجة إلى مساعدة غذائية خارجية، إضافة إلى مزيد من التحديثات الدقيقة لاتجاهات إنتاج الحبوب الإقليمية حول العالم، مع الإشارة أيضًا إلى المخاطر المتعلقة بتصعيد النزاع فى أوكرانيا التى تطال الإنتاج والصادرات وكذلك سبل كسب العيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »