رأي عام للكاتب والباحث الفلسطيني/ فادي أبوبكر “لا مكان بيننا للمتهور أو المتخاذل”

لا مكان بيننا للمتهور أو  المتخاذل

فادي أبوبكر

كاتب وباحث فلسطيني

ارتفع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة منسوب التضليل والتزوير في الأخبار المنتشرة مؤخراً المتعلقة بطريقة تعامل السلطة الوطنية مع القضية الفلسطينية ، لا سيّما ملف الأسرى الفلسطينيين، أو إدارة شؤون العامة اليومية. حيث نشرت مؤخراً  تقارير صحفية فلسطينية عدة مرجعها إما إسرائيلي أو أميركي، وليس فلسطيني، ولم تلتزم فيها بالموضوعية والنزاهة الصحفية، ليتضح بأن هنالك حملة تشويه ممنهجة ضد السلطة والقيادة الفلسطينية تقوم على مستويات عدة: فلسطينية داخلية وأخرى أميركية – إسرائيلية.

وتستند الحملات التحريضية الداخلية على تلك الأميركية-الإسرائيلية، إذ أن أنها تجد فيها مدخلاً لإثارة الفتنة وتحقيقاً لمصالح شخصية وفئوية ضيقة ومقيتة. حيث تستغل بعض الحركات الأخبار الأميركية والإسرائيلية للهجوم على السلطة وقياداتها من بوابة القنوات الإعلامية المحسوبة عليها، دون أن تصدر بيانات أو تصريحات باسم الحركة، وذلك في سبيل عرقلة مسار المصالحة وإغلاق الباب أمام إمكانية الوصول إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، بما يرضيها ويرضي أسيادها، وبطريقة تضمن عدم إظهارها بالمسؤول عن إفشال المصالحة . ويندرج هذا كله ضمن استراتيجية الالهاء التي تحدث عنها نعوم تشومسكي، والتي تتضمن ضخ وابل من المعلومات المغلوطة عبر وسائل الإعلام سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

من جهةٍ أخرى، يخرج علينا بعض المتخاذلين والمتساوقين مع الاحتلال الاسرائيلي مستغلين  الحاجة الاقتصادية لأبناء الشعب الفلسطيني، ليحاولوا إثارة القلقلة والفتن بما يخدم أجندات الاحتلال وأجنداتهم الشخصية المشبوهة. 

وخير مثال على ذلك ما قام به البعض من توجيه حراك احتجاجي في مدينة الخليل على قرار السلطة الفلسطينية بالإغلاق الشامل للحد من تفشي وباء الكورونا إلى مسارات أخرى، أقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها مشبوهة وتخدم أجندة الاحتلال. حيث أن الاحتجاج حق مكفول لكل مواطن، ولكن توجيهه إلى حد إطلاق النار صوب أفراد من الاجهزة الأمنية الفلسطينية لهو ممارسة خطيرة تستوجب من المنظومة الرسمية الفلسطينية حزمة إجراءات رادعة وحازمة بحق هذه الثلّة المارقة وكل من يقف خلفها أو يفكر بالاحتذاء بها.

وكعادتهم سطّر أبناء خليل الرحمن أجمل آيات الإنتماء والوحدة المجتمعية والوطنية، حين قام أطفال وأهالي بتوزيع الحلوى على عناصر الاجهزة الأمنية في المدينة، وتوجّه جمعٌ من وجهاء عشائر الخليل لأفراد الأجهزة الأمنية في مواقع خدمتهم دعماً وتأييداً لهم، واستقبل أهالي مدينة حلحول/ الخليل أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالورود والحلويات والكلمات الطيبة. كما عبّرت القوى السياسية والفعاليات في محافظة الخليل، في بيان لها يوم الجمعة الموافق 11 كانون أول/ ديسمبر 2020 عن إدانتها الشديدة للاعتداءات على القوى الأمنية الفلسطينية وأكدت على احترام دورها المكلفة به في إنفاذ القانون.

وليس مستغرباً هذا الالتفاف الشعبي حول الأجهزة الأمنية  الفلسطينية، فهي تاج عز وفخر لكل فلسطيني حر، وهي التي بذلت الغالي والنفيس من أجل القضية والوطن، وقدمت شهداءً في السماء .. أحياءٌ عند ربهم يرزقون، وأسرى في الأرض.. رموزٌ شُيّدت بأسمائهم الكرامة الوطنية.. ولا يمكن لأي فلسطيني حقيقي أن يتطاول عليهم أو يقبل بالمساس بهم. ولعلّ قوة تأثير المنظومة الرسمية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس “أبومازن” وتعبيرها عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني هي السبب الرئيسي وراء تعرّضها لحملة تشويه مستمرة وممنهجة.

وخلاصة القول، أن خليل الرحمن قد تحدّثت باسم الشعب الفلسطيني وقالت الكلمة الفصل : ” فيما يخص مصلحة شعبنا، لا مكان بيننا للمتهور أو المتخاذل.. لا مكان بيننا للمتهور بصحة وحياة الناس، أو المتخاذل الذي يتساوق مع أجندة أعداء شعبه من أجل تحقيق مصلحته”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »