ندوة عن تاريخ أرشيف وزارة الخارجية تبرز إسهام الدبلوماسية المصرية فى العمل الوطنى

 

عقدت إدارة تحرير مجلة “الدبلوماسى”، اليوم الأحد، ندوة لمناقشة كتاب “وزارة الخارجية المصرية ورحلة فى أرشيفها السرى القديم” الصادر عن الهيئة العامة للكتاب فى سبتمبر الماضى للدكتورة إلهام عبد الجليل الأستاذ المساعد لعلم الوثائق والأرشيف بجامعة الأزهر، وذلك بالنادى الدبلوماسى النهرى.

ترأست الندوة، السفيرة منى عمر – رئيس مجلس إدارة النادى الدبلوماسى المصرى، وتحدث فيها السفير محمد العرابى – رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية وقدمت د. سلوى ميلاد – رائدة علم الوثائق فى مصر وأستاذ الوثائق المتفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة ملاحظات افتتاحية، بينما
أدار الندوة السفير عمرو الجويلى محرر “ديوان القراءات الدبلوماسية” بالمجلة.

وأعربت السفيرة منى عمر، فى كلمتها الافتتاحية، عن سعادتها باستضافة النادى الدبلوماسى للندوة باعتباره البيت الذى يجمع الدبلوماسيين المصريين واعتزازهم بتاريخ وزارة الخارجية التى ينتمون إليها.

ومن جانبه، أشاد السفير محمد العرابى بجهود توثيق عمل الدبلوماسية المصرية، مطالباً، أن يكون الموضوع أحد المواد التى يدرسها طلبة الاقتصاد والعلوم السياسية من جانب وشباب الدبلوماسيين المتدربين بمعهد الدراسات الدبلوماسية من جانب آخر، مضيفاً، أن المجلس يساهم بدوره فى عملية التوثيق هذه.

وعرضت د. سلوى ميلاد، منهاجية علم الوثائق المرتبط بشكل ونمط معين يكسبها المصداقية اللازمة للبحث، مؤكدة، أن الوظيفة الأولى لدار الوثائق يجب أن تكون الإتاحة بما يحقق فرصة التعلم من تجارب التاريخ فى سياسات الحاضر لتشكيل واقع المستقبل، مؤكدة، أن القانون يسمح بذلك آملة فى التنفيذ الدقيق له من خلال الإفراج عن الوثائق للباحثين.

وأثنت، على الكتاب الخاص بأرشيف وزارة الخارجية الذى حقق إعادة لأرشفة تلك الوثائق وإعداد قاعدة بيانات به، لكنه ما زال يمثل قطرةً فى بحر بما يتطلب قيام باحثين آخرين باستكمال رحلة الدراسة والتوثيق.

واستفاضت د. إلهام عبد الجليل فى عرض محتويات الكتاب الذى يغطى الأرشيف السرى لوزارة الخارجية من 1848 إلى 1960، منذ عصر محمد على ونشأة ديوان التجارة والأمور الأفرنكية من ضمن 7 دواوين حكومية للدولة المصرية الحديثة.

وأكدت، أن مؤسسة وزارة الخارجية كانت دوماً رمزاً للسيادة حاول الاحتلال البريطانى دون نجاح، فى طمسه إبان فرض الحماية البريطانية على مصر، لكن حتى خلال اختفاء الوزارة من الهيكل الحكومى ظل الكيان الإدارى فاعلاً، حتى أن عادت مع إلغاء الحماية لتترسخ مع معاهدة 1936 وأكثر فأكثر مع جلاء الاستعمار البريطانى بالكامل واستمرت فى التطور خلال فترة البحث حتى خلال الوحدة بين مصر وسوريا التى أنشأت الجمهورية العربية المتحدة فتم تقسيم النشاطين الدبلوماسى والقنصلى فيما بين مصر وسوريا.

وعرضت الكاتبة، انون 356 لعام 1954 الذى بناء عليه تم إنشاء دار الوثائق القومية لتحفظ ذاكرة مصر الوطنية بما يدعم التاريخ المبنى على الوثائق وكيلا يقتصر التأريخ على الروايات الشفهية، حيث ساهمت وزارة الخارجية فى الحفظ الوسيط لتلك الوثائق قبل انتقالها إلى دار الوثائق عام 1960.

وأبرزت، التحديات التى تواجه الباحث الموثق كون أن مسموح له الإطلاع فقط دون التصوير، وهو ما دفعها أيضاً إلى إعداد خطة تصنيف تلك الوثائق بين رئيسية وفرعية، وإعداد بطاقتى وصف وأرشفة لها بما سيسهل عمل الباحثين فى المستقبل باستخدام قاعدة البيانات الاكترونية التى تم تطويرها.

من جانبهم، أبرز الحضور من السفراء الرواد أهمية استكمال البحث من خلال الدراسة الأرشيفية المقارنة لما هو منشور فى الدول الأخرى تصحيح السرديات الأجنبية، مؤكدين، أن الوثائق الوطنية هى جزء من الهوية القومية وركناً أساسياً فى تدقيق الروايات التاريخية بما يتطلب تخصيص مجموعات من الباحثين المتخصصين فى دراسة وثائق وزارة الخارجية وتحليل عملهم الدبلوماسى الوطنى عندما تنقضى فترة الحظر والسرية.

واختتم السفير عمرو الجويلى، بالإشارة إلى أن مجلة “الدبلوماسى” التى يرأس تحريرها السفير رضا الطايفى بادرت بإنشاء قسم جديد منذ إعادة إصدارها فى طبعة إلكترونية فى مايو الماضى، وهو ما يساهم فى إثراء التفاعل بين الخبرة الدبلوماسية المهنية والأدبيات الأكاديمية الدولية والمحلية المتخصصة فى المجال.

وأشار، إلى الجهد الحالى لإعداد مرجع حول كتابات الدبلوماسين المصريين حيث تم حصر أكثر من ألف مؤلف لهم منذ إقامة الجمهورية، وحيث يستكمل ذلك تأريخ الدبلوماسية المصرية من خلال كتابات سفرائها.

ونوه، إلى أن عصر المعلومات الحالى رسخ بعد الدبلوماسية العامة التي من خلال تساهم وزارات الخارجية فى تشكيل الإدراك الدولى للدولة بما يتطلبه من مهارات خاصة فى التواصل المرئى والمسموع، المطبوع والرقمى أصبح لا غنى عنها لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »