نتنياهو المخادع والمراوغ

للاسف الشديد، هذا رئيس لا يصدق في كلمة واحدة مما يقوله او يعد به.. رئيس ادمن الخداع والمراوغة والتنكر لعهوده ووعوده دون احساس منه بالخجل او الحرج.. رئيس لا يكل من المجاهرة بانه مصمم علي وقف كل الحروب المشتعلة في العالم، لكن عندما يتعلق الامر بحرب الابادة الوحشية الدائرة في غزة، يدير ظهره لها ويتهرب وكانها شر لا بد من القضاء عليه..
العالم كله بات يعرف ان نتنياهو بصدد توسيع حربه في غزة لاكمال احتلاله لها، وهو ما سوف يعني مزيدا من الابادة والقتل والدمار وتحويل غزة الي محرقة حقيقية لشعبها، ومع ذلك يخرج ترامب علينا باعلانه انه لا شان له بقرار اسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، وان القرار في ذلك هو قرار تل ابيب وحدها ولا علاقة لامريكا به.. وهو ما يعني موافقته علي قرار نتنياهو وحكومته تصعيد الحرب لتاخذ ابعادا اخطر كثيرا من كل ما سبق.. وان مخطط اخلاء غزة من سكانها بترحيلهم قسرا منها ماض في طريقه المرسوم له حتي النهاية.
قارنوا بين موقف ترامب من اسرائيل في حربها علي غزة ، وموقفه من روسيا في حربها علي اَكرانيا.. رغم الفارق الشنيع بين الحالتين.. فهي في غزة حرب عدوانية عنصرية بربرية بكل ما تعنيه،، حرب تحظرها وتجرمها كافة القوانين والمواثيق الدولية والاعلانات الدولية لحقوق الانسان، ، وهي حرب بين قوتين عسكريتين غير متكافئتين علي الاطلاق هما اسرائيل وحماس.. بينما هي في اوكرانيا حرب بين جيوش نظامية ويقف فيها الي جانب الجيش الاوكراني بتسليخه الضخم الناتو بكل ثقله العسكري ومعه دول الاتحاد الاوروبي بكل ثقلها الاقتصادي ، وهي حرب لا شبهة للعنصرية فيها كما في غزة.. وهنا تتضح الازدواجية الصارخة في المعايير والاحكام.. ففي غزة فان القرار بالحرب في راي الرئيس ترامب هو حق مطلق لنتنياهو وحكومته وليس من حق امريكا التدخل فيه لانه لا يعنيها.. بينما انه ليس كذلك في اوكرانيا ، فالقرار بشان الاستمرار في الحرب ليس من حق روسيا، وانما هو قرار لامريكا دور كبير فيه لارغام روسيا علي التوقف عن اطلاق النار سواء حققت هدفها من هذه الحرب او لم تحققه .. وزاد ترامب علي ذلك بانذاره للرئيس الروسي بوتين بانه اذا لم يعلن موافقته علي وقف اطلاق النار في موعد اقصاه يوم الجمعة القادم، اي بعد غد، فان عليه ان يحصد العواقب والتبعات التي سوف تترتب علي رفضه، . وهو ما لا يجرؤ عليه مع نتنياهو في غزة..
هذا هو ترامب بعد اقل من سبعة شهور من دخوله الي البيت الابيض زاعما انه يمسك في يديه بمفاتيح الحلول لكل الحروب والصراعات المسلحة في العالم.. لكنه سرعان ما اثبت عجزه وفشله في تحقيق ما وعد به او صور نفسه قادرا عليه، ولتزداد الصراعات والحروب اشتعالا في كل مكان من اوروبا الي الشرق الاوسط الي افريقيا وليصبح السلم الدولي في خطر حقيقي كما لم يعرفه العالم من قبل..كل ذلك وهو غارق في حروبه التجارية التي جعلها الشغل الشاغل لادارته.. وهي التي نجحت الصين في افشالها له بالنجاحات الاقتصادية القياسية الجديدة والمبهرة التي حققتها رغم اجراءاته ضدها.. ومع ذلك فانه لا يحاول ان يراجع نفسه ويتعلم من اخطائه ويغير سياساته او المسارات الخارجية التي يتحرك فيها .. فهذه هي شخصيته التي تتسم بالعناد والمكابرة وبكل ما تنطوي عليه من مثالب وعيوب..
هذا الرئيس الامريكي، وربما اكثر من اي رئيس امريكي آخر عرفناه، يمثل حالة خاصة جدا بالنسبة لمن يحاول ان يفهمه علي حقيقته او لماذا يتصرف بمثل ما يتصرف به ، فهو رئيس يجمع بين تحيزاته العنصرية، وهلاوسه الدينية، وعقده النفسية ، وتناقضاته الذاتية ، كل هذا معا في خلطة رئاسية واحدة.. ولو انه كان رئيسا صاحب مبدأ اخلاقي واضح وموقف سياسي محترم ومعروف عنه ، لما كانت حرب اسرائيل علي غزة قد استمرت يوما واحدا بعد مجيئه الي البيت الابيض.. ولما كانت كل هذه الكوارث والمصائب والفظائع والجرائم والانتهاكات التي هزت ضمير العالم الانساني من اعماق الاعماق.. ويبقي الرهان علي طبيعة المرحلة المقبلة من حرب اسرائيل علي غزة وعلي الاراضي الفلسطينية المحتلة كلها…
Website Bokep, PORNHUB JAPANESE PORN