مفتاح العودة للبيوت الفلسطينية فى 48 بمؤتمر المناخ COP 28

 

أثناء التنقل بين أروقة أجنحة الدول المشاركة فى «كوب 28» بـ«المنطقة الزرقاء»، اجتذبت ولفت أنظار ضيوف الحدث العالمى تمثال من الحضارة الفرعونية المصرية القديمة لـ«حرّاس المعبد» باللون الاسود، لما يتسم به من مظهر فريد يميّز تلك الحضارة، الذى أصبح كغيره من تلك التماثيل معبّراً عن سلطة كل واحد من الحكام المتعاقبين فى عصر الدولة الوسطى المصرية وفقاً لما هو مُدوّن أسفله “إذا كانت تُنحت أزواج من تلك التماثيل غالباً لتحيط بمداخل المعابد من الجانبين، بحيث يكون كل منها حارساً للمعبد ويقدّم صورة مهيبة، لكن ودودة عن الفرعون لشعبه”.

وبهذه العبارات يستقبلك جناح المعرض الدائم”قصص الأمم” “هذه قصتنا عندما اجتمعنا، عندما رأينا وفهمنا حقاً بعضنا .. هى قصة عن كيف أحيا العالم المفاهيم العالمية التى يمثلها كل من الفرص والتنقل والاستدامة، لكن الأهم هو أنها قصتنا نحن البشر بوصفنا مشاركين من شتى الأمم أى قصة هويتنا ونمط عيشنا فى عالمنا الرائع وبيتنا المشترك وقصة عن الخطط التى نرسمها لجعله مكاناً أفضل”.

ومن فلسطين تأتى أهم مقتنيات المتحف، يتصدّر «مفتاح العودة» المشهد الذى يرمز – حسب اللافتة المدوّنة – إلى أحد المفاتيح الأصلية من منازل الفلسطينيين التى فُقدت إبان نكبة 48، عندما هجر أكثر من نصف سكان فلسطين التى كانت واقعة تحت الانتداب البريطانى ليُحرموا بعد ذلك من حق العودة، وبعد أكثر من سبعة عقود، لا تزال الكثير من العائلات الفلسطينية تحتفظ بمفاتيح المنازل التى أجبرت على تركها عند قيام إسرائيل.

ويبقى المفتاح تذكيرا قويا بالخسائر المادية والعاطفية التى تكبدها الفلسطينيين نتيجة الظلم الذى تعرضوا له، ويعطيهم جرعة صغيرة من الأمل بعودتهم، ويشكل حقهم فى المطالبة باسترجاع أراضيهم ومنازلهم المفقودة .

وتسهم منظمة التعاون الإسلامى فى الأجنحة بمقتنيات تحمل رسائل توعية حول أهمية التعددية الثقافية والفكرية عبر عمود ملفت يجسد القيم الجوهرية للإسلام ويعزز محتواه المتعدد اللغات مانحاً الزوار فرصة للوقوف على أهمية الانفتاح وتبنى عقلية التحرى والبحث والفهم، فيما سردت “شجرة الحياة” فى جناح مولدوفا قصص البلد فى مجالات عدة والاستكشاف والتذوق والاستثمار والحرف.

وتم عرض بعض القطع الأخرى التى تناقش قضايا مهمة كقضية المناخ، حيث عرضت فيجى نموذجاً عن زورق «دروا» التقليدى، الذى يرمز إلى المرونة والوحدة التى تجلت فى فترة رئاسة فيجى لمؤتمر الأطراف – مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2017، «كوب 23» تمثيلاً للصلة التى تربط الثقافة والتقاليد الفيجية بالمفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ.

وتحت عنوان “شاهد المزيد عن عالمنا الرائع” تستقبلك دعوات بالحفاظ على الثروات الطبيعية لأجيال المستقبل، وسانت لوسيا مصدر إلهام لك وكوكب الأرض، وغواتيمالا محرك أمريكا الوسطى، ومعاً نرى الصورة الأوسع عنوان الدول المشاركة فى جناح الفرص.

وتبرز لافتة “عالمنا الرائع” على جناح التنقل مسلطة الضوء على سعى البشرية للتميز والبراعة والطموح ودورها فى تغيير الطريقة التى نعيش بها، والتواصل مع بعضنا بعضاً، وتبادل المعرفة والأفكار.

وبعنوان “خيالنا اللانهائى”، تسلط منطقة الاستدامة فى معرض “قصص الأمم” الضوء على علاقة الإنسان بالطبيعة.

ويحكى كل تذكار عن الدولة التى يمثلها، واستوحى جناح المملكة المتحدة من المشروع الأخير للمؤلف والعالم الإنجليزى الشهير فى الفيزياء النظرية والكونيات، ستيفن هوكينغ، ويدعو الزوّار إلى التفكير فى الرسالة التى تسعى البشرية إلى إيصالها للتعبير عن نفسها بوصفها شعباً واحداً، فر حال ما واجهنا يوماً ما حضارات متقدمة أخرى فى الفضاء.

أما لوكسمبورج، تمحورت القصة المرورية فى جناحها حول استجابة لتحديات معاصرة هائلة على مستوى المجتمع، والتزام بالريادة فى مجالى الاستدامة والابتكار.

فيما عرضت سويسرا «مرآة الواقع»، محفزة الزوّار على النظر إلى أعلى لرؤية انعكاسهم فى المرآة، التى رُكّبت لمحاكاة التأثير الناتج عن الواجهة الضخمة المكسوّة بالمرايا للجناح، والتى شكّلت نقطة مثالية لاقت استحسان الجميع لالتقاط الصور الذاتية فى «إكسبو 2020».

ويعرض الجناح مقعدان على شكل أعشاش طيور من السلفادور من تصميم الحرفية والفنانة السلفادورية “لولا مينا” واللذان يرمزان إلى الذات والصلة التى تربط بين الطبيعة والإنسانية.

ومن إستونيا تستعرض كرات الضوء التى تتدلى من السقف، حيث تحاكى المصابيح البالغ عددها 400 مصباح وعلقت فى مستويات مختلفة سحب البيانات فى البنية التحتية التقنية “اكس وورد التى تشكل طريقا سريعا رقميا يربط جميع قواعد البيانات فى الدولة.

بينما اتخذت منصّة قبرص من تمثال «أفروديت» رمزاً لها، إذ تحكى الأساطير أن «أفروديت» رمز الجمال والحب، خرجت من مياه قبرص عند ولادتها، وتشكّلت من زبد البحر.

وظهرت منصّة الكاميرون بـ«أبهى حُلة»، إذ عرضت ثوب «أتوغو»، الذى يمثل زياً تقليدياً فى المنطقة الشمالية الغربية للكاميرون، فى الماضى كان أفراد العائلة المالكة – أى زعماء الفون والوجهاء وزوجاتهم وأطفالهم – أكثر من يرتدى تلك الأزياء فى مناسبات رسمية، مثل تتويج حاكم جديد وحفلات الزفاف.

وبعربة مزخرفة بألوان زاهية، جذبت منصّة «ميانمار» الأنظار، تستخدم العربات ومعها القوارب على نطاق واسع فى مجتمع ذلك البلد الآسيوى حتى يومنا هذا.

وتوسطت مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية منصّة الهند، وهى مركبة إطلاق فضائية أحادية الاستخدام مصممة لإطلاق حمولات تراوح بين 2000 و2500 كيلو جرام، إلى مدار النقل المتزامن مع الأرض، وهى نسخة مطابقة للأصلية التى عُرضت فى «إكسبو 2020 دبى».

وتحت شعار «قمر اصطناعى صُنع فى فيتنام»، احتفت منصّة فيتنام بصناعة قمر يشكل النموذج المعروض نسخة عنه، وأرسلته إلى الفضاء، واحتُفل بهذا الإنجاز فى «إكسبو 2020».

وزيّنت بوابة خشبية عتيقة منصّة المملكة المغربية، وتشبه الأبواب المتميزة التى تزيّن شوارع المغرب العامرة بالألوان ومدنه العتيقة المزدحمة.

وعرضت أوكرانيا درّاجتها الكهربائية المحلية «لوكوموتيف-إى»، التى تتسم بخصائص مثل نظام تفعيل ذكى عبر الإنترنت، ومحرك قوى، ومخزون كبير للطاقة يحتوى حتى 510 كيلومترات فى شحنة واحدة.

وتعتبر أوغندا المكان المناسب فى الزمان المناسب، إذ تتحلى بأكثر من 1000 نوع من الطيور، أى ما يعادل نحو 11% من جميع أنواع الطيور على الأرض.

وتعرض نسخة مطابقة للأبجدية الأوغاريتية التى تعد أقدم أبجديات العالم وظهرت فى مدينة أوغاريت السورية القديمة ونقشت على لوح طينى وهى الرموز التى تطورت لاحقا إلى كلمات مكتوبة، واستعرضت دولة الفاتيكان التى تبنى علاقات وثيقة مع جميع الأديان “مخطوطات يزيد عمر بعضها عن ألف عام ولم تعرض فى السابق خارج أرشيف الفاتيكان منها لوحات فنية ووثائق ترمز إلى لقاءين تاريخيين، الأول بين القديس فرنسيس الأسيزى وسلطان مصر الملك الكامل منذ 800 عام تقريبا، والثانى بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الذى عقد فى أبوظبى ووقع كلاهما على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك وهى رسالة مؤثرة للعالم أجمع.

وعرضت منصّة «غيانا»، وهى إحدى دول الساحل الشمالى لأمريكا الجنوبية، مجموعة لحيوانات مختلفة، تمثل انعكاساً للغابات المطيرة التى تغطى ثلاثة أرباع أراضيها، لذا استعرض جناح هذه الدولة التنوّع الرائع لنباتاتها والحيوانات التى تتخذ من هذه الأرض موطناً لها، منها: آكل النمل الكبير، وببغاء مكاو ذو الألوان الزاهية، وثعبان أناكوندا العملاق، وغيرها.

وتستعرض المقتنيات، عملاً فنياً مبهراً ورمزاً بارزاً لتمكين المرأة من العمل، والذى نسجته أكثر من 200 امرأة من المكسيك من بلدة فى ولاية خاليسكو المعروفة، محطمى أرقاما قياسية فى غزل النسيج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »