معبد دابود أو معبد ديبود بالقرب من القصر الملكى بمدريد وميثولوجيا النقوش

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

 

 

كلمة (ديبود) مشتقة من اللغة الفرعونية القديمة (ديب) معناها السوق، (ود) بجوار، (ديبود معناها بجوار السوق)، لأنها قريبة من أسوان.

المعبد تم بناؤه في الأصل بالعهد المصرى القديم على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوان بجنوب مصر بالقرب من الشلال الأول بالنيل في منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، والمعبد تم بناؤه لمعبودتهم إيزيس بجزيرة فيلة، في العام الثاني قبل الميلاد قام إدخاليمانى ملك الكوشيين من مروي ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهدها للمعبود آمون، وتم بناءها وتزينها على نفس النمط المتأخر للمعابد في مروي والتي منها معبد الدكة، وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثاني عشر في العصر البطلمى تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة اثنا عشر مترا في خمسة عشر مترا، وتم أهداؤه إلى المعبوده إيزيس في فيله، وقدأكمل الإمبراطوران الرومانيان أوغسطس وطيباريوس تزيين المعبد. معبد ديبود

يبدأ المعبد برصيف يواجهه طريق مواكب طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهى المعبد بقدس الأقداس الذي يحوى ناووسا من حجر الجرانيت الوردى، صحن المعبد قائم على أربعة أعمدة والتي انهارت في عام 1868م، وخلفه يوجد الهيكل الذي أقيم للأله آمون.

بناه الملك النوبى (آزخر آمون) أحد ملوك دولة مروى منذ300عـام قبل الميلاد وبناه على الطراز المصري وزاد فيه بعد ذلك بطليموس الثالث وبعض اباطرة الرومان ومن بعده وكان هذا المعبد يقع في نجع الخالصاب، وهي إحدى نجوع قرية دابود الشمالية ويتكون المعبد من بوابات ثلاثه يتلوها فناء ثم ردهتان وينتهى المعبد بمقدس الاقداس الذي يحوى من الجرانيت وكان المعبد من المعابد الكبيرة في منطقة النوبة، وكان السائح يتمتع ويتذوق حلاوه الفن المعمارى وحلاوه جمال الرسومات المنقوشة داخل الجدران علاوه على النحت البارز، الذي يعد من الدرجة الأولى حيث لاتبقى عليه أي رقعه من اللون تصرف النظر عن رشاقة الخطوط، من بوابات كبيرة ثلاثة يتلوها فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهي المعبد بقدس الأقدس الذي يحوي(نـاووسـا) من الجرانيت ويأتي المعبد في المرتبة الثانية عشر في البناء حسب الفترة الزمنية والمشيدة من الحجر الرملي الذي لم يتحمل عوامل الزمن وقسوة الطبيعة فسقط البهو وتنأثرت الأعمدة علي الأرض

في عام 1960م تقريبا وأثناء بناء السد العالي بأسوان الذي كان يهدد الكثير من المواقع الأثرية والمعابد القديمة قامت اليونيسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية بنداء عالمي لحماية هذا التاريخ الأسطوري من الضياع والتدمير، قامت مصلحة الأثار بفك الحجارة لمعبد ديبود فى شهري أغسطس وسبتمبر 1965م وتقديراُ لمجهودات ومساعدات دولة إسبانيا في المساعدة على إنقاذ والحفاظ على معبد أبو سمبل، قامت الحكومة المصرية بإهداء معبد ديبود إلى دولة إسبانيا عام 1968م.

تم إعادة بناء معبد ديبود في أحد حدائق مدريد حديقة باركي دل أويستي بالقرب من القصر الملكى بمدريد وتم فتح المعبد لللمعبودهم زيارة للجمهور في عام 1972م، وقد تم إعادة ترتيب بوابات المعبد بترتيب مخالف لما كان عليه المعبد في مصر ويظهر ذلك بمقارنة صور المعبد التي تم التقاطها له في مصر حيث أن البوابة التي يعلوها الثعبان المجنح لم تكن الأقرب للمعبد، ويعتبر المعبد أحد الأعمال الهندسية الفرعونية القديمة التي يمكن مشاهدتها خارج مصر والوحيد من نوعه في إسبانيا. تاريخ المعبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »