قطاع البناء والتشييد: فرنسا فى عصر الاستدامة والمسؤولية البيئية خلال معرض “الخمسة الكبار” 2022

 

فى إطار المشاركة الفرنسية فى نسخة 2022 من معرض “الخمسة الكبار” المنعقدة فى الفترة من 5 – 8 ديسمبر 2022، يسجل 23 متخصصًا فرنسيا حضورهم فى دبى، لتمثيل قطاع البناء والتشييد الفرنسى فى أكبر المعارض فى هذا القطاع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدفوعين فى ذلك بطموحهم لإقامة شراكات استراتيجية جديدة.

مدعوما بأسعار النفط والغاز، يسهم قطاع البناء المزدهر، فى منح فرص استثمارية أكبر فى المنطقة، مما يمثل فرصة سانحة لفرنسا، المشهود لها عالميا بخبرتها فى هذا المجال.

الشرق الأوسط – منطقة فرص لقطاع البناء والتشييد الفرنسى، حيث تقوم الشركات الفرنسية بعرض أفضل ما لديها من قدرات فى مجال البحث والتطوير خلال معرض “الخمسة الكبار”، مع إعطاء الأولوية للرقمنة والتطوير الصناعى طويل الأجل من أجل رفع وثيرة الكفاءة والإنتاجية إلى أقصى حد بالموازاة مع تحقيق هدف- الصافى الصفرى.

بالفعل، فإن سوق البناء لا تزال تمثل محركًا رئيسيًا للاقتصادات الفرنسية والأوروبية، بدعم من الشركات الوطنية الرائدة مثل شركة “بويغ” (Bouygues ) وشركة “فينسى” وشركة “إيفاج”.

المواد الجديدة، تقنيات البناء الذكية، رقمنة العمليات، المبانى الذكية للحفاظ على الموارد وتثمينها، إدارة المخاطر، حلول التخطيط الحضرى والمناظر الطبيعية، ستكون من بين الحلول العديدة المعروضة خلال هذه النسخة من معرض “الخمسة الكبار”.

ويشهد جناح فرنسا، الذى يقام تحت علامة “لا فرنش فاب”، الرائدة فى تجديد القطاع الصناعى الفرنسى والالتزام بنهج صديق للبيئة، سيشهد حضور ومشاركة شركات مشهود لها دوليا بخبرتها فى مجالات تطوير وتصنيع المعدات، المواد والحلول والتى سبق لها بالفعل أن أثبتت وجودها.

يذكر، أن دول مجلس التعاون الخليجى تحظى بمجموعة كبيرة من المشاريع الجديدة فى مجال البناء، منها المشاريع العقارية السكنية والتجارية، وكذا مشاريع ترقية أنظمة النقل والطاقة والمياه، بما فى ذلك مشاريع صناعية كبرى.

وتحتل كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، الصدارة فى مجال مشاريع البناء الضخمة على مستوى العالم من خلال مشاريع العملاقة مثل “ذا لاين” و “نيوم” فى المملكة أو “جزر العالم” فى دبى و”اللوفر أبوظبى ريزيدنسز”، و”مشاريع حتا السياحية” فى الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال لا الحصر.

وبلغت قيمة سوق البناء فى دولة الإمارات العربية المتحدة ما قيمته 340 مليار دولار أمريكى فى الربع الأول من عام 2022، وذلك بفضل ما يشهده قطاع السياحة من تنمية، حيث لا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل الوجهة الأولى للسفر والسياحة فى المنطقة، إذ بلغت نفقات زوارها ما يقرب من 30 مليار دولار عام 2021 وحده.

فى حين ترغب المملكة العربية السعودية فى تحسين جودة الخدمات فى قطاع السياحة والترويج للمملكة كواحدة من بين أفضل خمس وجهات عالمية، من خلال استقبال أكثر من 100 مليون زائر والإسهام بنسبة 10٪ من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030، وذلك بفضل مناطق ومشاريع سياحية جديدة فى مناطق مثل نيوم والبحر الأحمر وبوابة الدرعية والعلا.

من خلال هذه التطورات الصناعية الكبرى والمشاريع السياحية الطموحة، تعد المنطقة على أتم الاستعداد لأن تكون فى طليعة الابتكار والاستدامة، ويعد مخطط دبى الحضرى الجديد حتى العام 2040 الذى أطلقه الشيخ محمد بن راشد فى مارس 2021، خير مثال على هذا الطموح لجعل دبى المدينة الأفضل للحياة فى العالم.

تعليقا على هذه المشاركة، قال أكسيل بارو، المفوض التجارى الفرنسى لدى دولة الإمارات والمدير الإقليمى لوكالة “بيزنس فرانس” – الشرق الأوسط: يسر فرنسا أن تشارك فى هذه الدورة الـ 43 من معرض “الخمسة الكبار” الدولى للبناء والتشييد، حيث يقدم الجناح الفرنسى حلولا مبتكرة فى قطاعات متنوعة مثل تقنيات البناء الذكى، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعى، مواد البناء.

على سبيل المثال لا الحصر، مع الإعلان عن مشاريع بقيمة 4 مليارات دولار، تعد المنطقة سوقا ذات أولوية قصوى للشركات الفرنسية الباحثة عن شراكات جديدة، كجزء من هيكلة المشاريع وبناء مدن الغد معا.

“خبرة فرنسية راسخة بالفعل فى المشاريع الإقليمية الكبرى لقطاع البناء”

العديد من الشركات الفرنسية مثل: “فريسينى” و “فى أس أن” و “سولطانش-باشى” و “لافارج” و “سان غوبين” و”بويغ” موجودة بالفعل فى الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، بعد أن حصلت على العديد من العقود أو وقعت مشاريع مشتركة مثل:

•منحت شركة الاتحاد للقطارات عقدا بقيمة 230 مليون دولار أمريكى لشركة فينسى للإنشاءات لبناء منشأة لتشغيل وصيانة السكك الحديدية.

أعقب ذلك، توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية-الفرع الدولى، وشركة ألستوم وتاليس وبروغريس ريل، التابعة لشركة كاتربيلر والتى تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، خلال فعالية “إينو ترانس” 2022 فى ألمانيا.

•توقيع كل من بويج للمقاولات الدولية، وشركة المبانى السعودية للمقاولات عقدا بقيمة مليار دولار مع شركة القدية للاستثمار (QIC) لبناء متنزه “6 فلاجر القدية”، الترفيهى الضخم الذى تبلغ مساحته 32 هكتارا على مشارف من العاصمة السعودية الرياض.

•وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومجموعة من الشركات الهندسية الفرنسية سيتيك وإيجيس وأسيستيم مذكرة تفاهم لدعم تطوير البنية التحتية فى المدينة التاريخية.

ويشهد التحالف الذى يمتد لعشر سنوات، نمو القوى العاملة فى الكونسورتيوم فى العلا من 40 إلى 200 شخص، ويشمل أنشطة التشغيل والصيانة، فضلا عن تطوير القدرات المهنية لشركة العلا.

بعد سنوات مليئة بالتحديات، يتمتع قطاع البناء والتشييد فى دول مجلس التعاون الخليجى بنظرة إيجابية مع ارتفاع فرص المشاريع بفضل المشاريع المدعومة من الحكومة والتى تقودها زيادة الإيرادات من صادرات النفط وعودة السفر الدولى.

وترغب فرنسا التى تحتل المرتبة 12 بين الدول الأكثر ابتكارا فى العالم وفقًا لمؤشر الابتكار العالمى لعام 2020، فى لعب دور نشط فى تطوير مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية هذه.

قطاع البناء فى فرنسا – المعطيات الرئيسية:

-سوق البناء محرك رئيسى للاقتصاديات الفرنسية والأوروبية.

-فرنسا هى الرائدة أوروبيا فى مجال البناء، بفضل 3 شركات رائدة: فينسى، بويغ ، إيفاج.

-يضم القطاع 394,000 شركة و1,477,000 موظف بإيرادات تبلغ 140 مليار يورو بدون ضريبة القيمة المضافة، ومن المتوقع أن يحقق قطاع البناء إيرادات بقيمة 193 مليار يورو بدون ضريبة القيمة المضافة بحلول عام 2024.

-تحتل فرنسا المرتبة 12 بين أكثر دول العالم ابتكارًا وفقًا لمؤشر الابتكار العالمى لعام 2020.

-تعتبر فرنسا أكثر الدول الأوروبية جاذبية للاستثمار الأجنبى وفقًا لدراسة أجرتها شركة ايرنست ويونغ.

“التزام فرنسا المتزايد بالاستدامة”

-خطة تحفيزية بقيمة 2 مليار يورو لجعل قطاع الصناعة الفرنسى خالى من الكربون لمساعدة الشركات الصناعية على الاستثمار فى المعدات التى تنبعث منها كميات أقل من ثانى أكسيد الكربون.

-تبلغ قيمة سوق كفاءة الطاقة السكنية 6 مليار يورو.

-من المتوقع تحقيق توفير للطاقة بنسبة 28% فى قطاع البناء بحلول عام 2030 وتحييد الكربون بحلول عام 2050.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »