شَعْب قديم احتفظ بموتاه على مقربة منه

كشف تحليل أُجري على قِطع أثرية جُمعت من عشرات المواقع التي تعود إلى ما قبل التاريخ أن البريطانيين القدماء كانوا يُجْرُون تعديلات على عظام موتاهم، ويحتفظون برُفاتهم تلك على مقربةٍ عنهم، وكثيرًا ما كان يمتدُّ احتفاظهم بأجزاء من الهيكل العظمي لأحد الأشخاص لعقودٍ بعد رحيله.

فقد أجرى توماس بووث، وجوانا بروك –عندما كانا يعملان في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة- تأريخًا جديدًا، باستخدام الكربون المشع، لعظام بشرية، وأخرى حيوانية مرتبطة بها، بلغ عددها 54 عظمة، إضافةً إلى فحم نباتي، وقشرة بندق واحدة، جُمعت من مواقع أثرية بريطانية تعود إلى الفترة الممتدة بين عامي 2500، و600 قبل الميلاد. ويُعتقد أن تلك الأشياء جميعها قد وُضعت عن قصد فوق سطوح أُعدت لها خصّيصًا.

اكتشف الباحثان في 26 موقعًا، من بين 60 موقعًا شملها البحث، أن العظام البشرية كانت أقدم عمرًا من الأشياء المحيطة بها؛ ما يشير إلى أنها قد دُفنت هناك بعد موت أصحابها بوقت طويل. وعلى سبيل المثال، عُثر في قبر أحد الأشخاص، بالقرب من موقع ستونهينج، على صافرة (موضَّحة بالصورة) صنُعت من عظمة فخذ بشرية، تعود إلى شخص آخر، كما عُثر في قبر امرأة بالغة، يقع في مقاطعة يوركشاير، على جمجمتين تعودان إلى مرحلة زمنية أقدم بكثير.

ويرى الفريق البحثي أن تلك الطريقة في التعامل مع رُفات البشر تشير إلى أنها كانت تحظى بالتبجيل في أغلب الأحيان، ولا تثير في النفس رعبًا أو تقزُّزًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »