سفير فنزويلا بالقاهرة: سيمون بوليفار قائد استقلالنا الذى لا مثيل له

 

نظمت سفارة فنزويلا بالقاهرة، ندوة عن حياة وأعمال سيمون بوليفار، وذلك بحضور السفير أشرف منير- نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أمريكا اللاتينية، وعفراء باراجواى، كوبا، بنما، الإكوادور، القائم بأعمال سفارة المكسيك.

وقال سفير فنزويلا بالقاهرة ويلمر بارينتوس فى كلمته عن سيمون بوليفار وعن حياته وعمله:

إن بوليفار رمز لفنزويلا مثله مثل علمها وشعارها ونشيدها الوطنى، محفور فى عقولنا وقلوبنا.

إنه قائد استقلالنا الذى لا مثيل له، عاش 47 عاماً فقط، بالطبع كانت الأعوام الـ27 الأول لتشكيل شخصيته، إذ بدأت حياته العامة عام 1810، حيث كرس عشرين عاماً من حياته جسداً وروحاً للوطن، ليس لفنزويلا فقط، لأن أمريكا بالنسبة له كانت هى الوطن.

كان فى الثلاثين من عمره حين منحته الشعوب، فى احتفالية مبهرة لقب “المحرر”.

خلف ورائه خمس جمهوريات – ستة فى وقتنا الحالى – والتى تُعرفه كلاً منهم بأبى الأمة وهم: فنزويلا، بوليفيا، كولومبيا، إكوادور، بنما، بيرو.

بوليفار، ابن كاراكاس، إسمه الكامل سيمون خوسيه أنطونيو دى لا سانتّيسيما ترينيداد بونتا إى بالاسيو.

ولد فى 24 من يوليو 1783، فى مدينة كاراكاس، حين ولد كان هناك شاب فى الرابعة عشر من عمره يعيش فى كورسيكا، هذا الشاب هو نابليون بونابرت.

والده خوان بيسنتى بوليفار، عقيد بالجيش الإسبانى، ترجع أصوله إلى إقليم الباسك وقشتالة وجاليسيا وجزر الكنارى.

توفى عندما كان يبلغ سيمون عامين ونصف، وتوفيت والدته كونسبسيون بالاسيوس عندما بلغ التاسعة من عمره، كان أصغر إخوته الخمسة.

تولى تعليمه معلمون من الدرجة الأولى، من بينهم: سيمون رودريجيز، أندريس بيّوس، كذلك كان الأب أندوخار معلمه الذى علمه الرياضيات.

سافر فيما بعد إلى أوروبا لاستكمال دراسته للرياضيات فى أكاديمية سان فرناندو.

تعلم الإنجليزية والفرنسية والإيطالية من أفضل معلمى مدريد، تحت إشراف الحكيم ماركيس دى أوستاريس، الذى عاش بوليفار فى منزله، وتلقى منذ صغره دروساً فى الرقص وركوب الخيل.

قبل أن يكمل الرابعة عشرة من عمره، إنضم إلى كتيبة قوات أراجوا، وفى السادسة عشرة من عمره سافر إلى إسبانيا.

بدأت شخصيته تبرز، إذ أنه كان يبدى مع مرور الوقت ذكاءً متقداً وشخصية جذابة غير عادية ومزيج نادر من الشجاعة والحزم، الذى فى الأوقات الحاسمة يتخذ القرارات الأكثر جرأة لخدمة الأهداف الأكثر عناداً والمشاريع المدروسة بدقة.

استغرقت هذه الرحلة إلى أوروبا ثلاث سنوات فقط، تحررت شخصيته خلالها من المكون الأمريكى، بالتعامل مع البلاط الملكى الإسبانى رفيع الشأن.

ليمعن النظر عن قرب فى الحكم الملكى لعائلة البوربون وبدأت فكرة تحرر أمريكا الإسبانية تتولد فى عقله.

أحب ماريا تيريسا قريبته المدريدية التى وقع فى غرامها وتزوجها.

عاد إلى كاراكاس برفقة زوجته التى انجذبت إلى العالم الجديد، وذهبت معه إلى كاراكاس ثم إلى ممتلكات العائلة فى سان ماتيو، بآراجوا.

لكن سوء الحظ كلفهما مغامرتهما الرومانسية، بعد عدة أشهر فى يناير 1803، انتزعت الحمى الصفراء من الشاب بوليفار حب حياته.

عاد إلى فرنسا، حيث التقى بمعلمه سيمون رودريجس، وسافرا معاً إلى إيطاليا ومرا بآثار الأسلاف، وشاهدا مسيرة جيوش نابليون المهيبة التى تسيطر على أوروبا بيد من حديد سعياً لتوحيدها.

استغرقت هذه الرحلة أربع سنوات، وفى طريق عودته زار الولايات المتحدة.

أصبحت لديه رؤية شاملة عن العالم الجديد، عاد إلى فنزويلا عام 1807 وتستحوذ على عقله فكرة واحدة: “الاستقلال”.

كان ما يشغله هو بناء نظام قضائى وسياسى جديد قائم على الحرية والعدالة، طبقاً لما هو عليه العالم الجديد.

فى الـ19 من إبريل 1810، أعلن بوليفار صيحة الاستقلال، فأرسلته حكومة كاراكاس، التى كانت تحمى حقوق الملك فرناندو السابع، على رأس بعثة دبلوماسية أمام بلاط سانت جيمس الملكى، بالمملكة المتحدة.

لم تحقق البعثة هدفها، ولكنها أتاحت سبلاً ستمد فيما بعد الكفاح المسلح فى فنزويلا بدعم حقيقى.

عاد إلى فنزويلا، ليس فقط عضواً فى البرلمان، بل شخصية بارزة فى المجتمع الوطنى، ومركز أضواء كل المصالح الثورية للاستقلال والعمل الوطنى.

فى الخامس من يوليو 1811، وقع البرلمان وثيقة الاستقلال ما نتج عنه رد من جانب القوات الإسبانية بقيادة دومينجو دى مونتبردى، قائد القوات الإسبانية فى فنزويلا آنذاك، تمكن من استعادة السلطة، بمساعدة الخائنين الموالين للاستعمار الذى دام لقرون.

أُعلِن فرانسيسكو دى ميراندا ديكتاتوراً، وهو عسكرى فنزويلى له مسيرة عالمية، شارك فى حرب الولايات المتحدة الأمريكية والثورة الفرنسية ولهذا يظهر كواحد من الأبطال على قوس النصر، كما أنه خدم فى جيش كاترين، إمبراطورة روسيا.

فشل ميراندا فى السيطرة على الوضع واستسلم أمام مونتبردى.

ألقى الشباب الثوريون وعلى رأسهم سيمون بوليفار القبض على ميراندا لفشله فى واجبه وهو البقاء كضامن للشروط المتفق عليها وبالتالى مُنع من المغادرة كما كان مخطط.

غادر بوليفار فنزويلا وتوجه إلى اتحاد غرناطة الجديدة الكونفيدرالى (كولومبيا)، وبمساعدة وطنى، وهو الجنرال الغرناطى نارينيو، نظم جيشاً استكشافياً لدخول فنزويلا.

عام 1813 تجلت عبقريته العسكرية للجميع، إذ دخل الدولة من الغرب فى مارس، وفى السادس من أغسطس دخل كاراكاس منتصرًا، بعد انتصارات رائعة حققتها الحملة العسكرية التى عرفت بـ”الحملة المثيرة للإعجاب”.

وهى أيضًا السنة التى حصل فيها على لقب “المحرر” الذى منحته إياه بلديتا كاراكاس وميريدا.

وقال بوليفار عن لقب “المحرر”: محرر فنزويلا، بالنسبة لى هو أعظم لقب وأكثر إرضاء من حكم كل إمبراطوريات الأرض.

أصدر فى العام نفسه مرسوم الحرب حتى الموت وظهر مفهوم الهولوكوست.

عام 1814، كان عام النكبات، بعد كل الجهد الذى بذل ضاعت الجمهورية الثانية.

قاد بوليفار التهجير المأساوى لأهل كاراكاس إلى الشرق، حيث استولى الإسبان على العاصمة من جديد.

عاد بوليفار إلى غرناطة الجديدة للمثول أمام البرلمان، حيث قال له كاميلو تورّس، رئيس برلمان غرناطة الجديدة: “لن يموت وطنك طالما سيفك موجود”.

سافر إلى كينجستون – جامايكا، ونشر هناك فى 6 سبتمبر 1815 وثيقة أخرى تعرف بـ”رسالة جامايكا”، وثيقة تنبؤية حلل فيها أسباب ثورة أمريكا الإسبانية ووصف بخط يده مصير أوطاننا.

وبينما كان فى كينجستون، هرب من محاولة اغتيال ضده، بعد ذلك سافر إلى هايتى، وبمساعدة رئيس هايتى ألكسندر بيتيون، نظم بوليفار “حملة لويس كايس” من أجل العودة إلى فنزويلا، باءت المحاولة الأولى بالفشل لأسباب شتى.

أما الثانية فكانت ناجحة، حيث كان على “المحرر” أن يواجه قائداً عسكرياً إسبانياً جديداً، ألا وهو القائد العسكرى ذو الخبرة الكبيرة الجنرال بابلو موريّو، أحد المنتصرين فى الحروب النابليونية.

ومن هنا يبدأ المرحلة النهائية فى ملحمة التحرر، بدخول ولاية بوليفار من جهة الشرق تحديداً، حيث جعل مدينة أنجوستورا (بوليفار حالياً) مركز نشاطه السياسى والعسكرى.

حاولت بعض الشخصيات البارزة ممن حاربوا من أجل الاستقلال عقد مؤتمر للإعتراض على قيادة بوليفار للحرب.

وفى هذه الأثناء، دعى “المحرر” لعقد مؤتمر يحاط بكل الجلالة فى الـ15 من فبراير 1819 وألقى أمام هذا المؤتمر خطابه الشهير خطاب “أنجوستورا”، أحد أهم الوثائق التى كتبها وأحد أكثر النصوص ثراء فى الأدب السياسى، ليس فى أمريكا اللاتينية فقط، بل فى العالم أجمع حسب ما قاله المؤرخون.

كرس نفسه لتنظيم الدولة، أسس جريدة “بريد الأورينوكو” لنشر معلومات عن الحياة القومية والدفاع عن أهدافه.

فى 1819، حقق أعظم إنجازاته العسكرية، وهو عبور سلسلة جبال الأنديز، عبر نهر بيسبا الذى يستحيل عبوره، وبخسارة كبيرة فى الأرواح والموارد، فاجأ القوات الإسبانية كلياً وانتصر عليهم فى جاميثا ومعركة مستنقع بارجاس.

واختتم انتصار بوياكا، فى الـ7 من أغسطس، استقلال كولومبيا وفتحت له أبواب بوجوتا، إحدى المدن التابعة للتاج الإسبانى، بكل ما تحتويه من موارد.

لم يعد من الممكن أن يُنظر إليه كونه محارباً يملك ثروة وحظ، أصبح رئيس دولة لأمة تنهض.

وفى الـ17 من ديسمبر (يصادف هذا اليوم يوم وفاته فى الـ17 من ديسمبر بعد 11 عاماً من هذه اللحظة)، صدق البرلمان على القانون التأسيسى لجمهورية كولومبيا.

قيم الجنرال الإسبانى بابلو موريّو، الوضع واقتنع بأن الاستقلال أمر واقع لا محالة.

وبناء على ذلك، وقِعت اتفاقيتى “تروخيّو”، كما دفعه إعجابه الشخصى ببوليفار إلى دعوته إلى مقابلة تاريخية، جرت فى الـ27 من نوفمبر 1820، فى قرية سانتا آنا بمقاطعة تروخيّو – فنزويلا.

بعد ذلك، ظل يتقدم دون توقف، يحقق انتصاراً تلو الأخر.

وفى الـ24 من يونيو 1821، فى سهول كارابوبو، حرر فنزويلا نهائياً.

وفى الثانى من أكتوبر 1821، أدى اليمين رئيساً لكولومبيا أمام المجلس الذى اجتمع فى منطقة بيّا ديل روساريو بمقاطعة كوكوتا.

فى 7 إبريل 1822 انتصر فى معركة بومبونا، وفى الـ24 من مايو 1822، ظفر بالنصر أكثر ضباطه ذكاءً، الجنرال الشاب أنطونيو خوسيه، الذى أصبح فيما بعد مارشال أيّاكوتشو.

ضمن لهم هذا النصر الذى حققه استقلال كيتو، التى أصبحت جزءاً من كولومبيا العظمى فى الـ13 من يوليو.

فى الـ27 من يوليو، عقد بوليفار لقاء فى جواياكيل مع محرر الجنوب، الجنرال خوسيه دى سان مارتين.

أرسل قوات دعم إلى حملة بيرو العسكرية، حيث تمت دعوته لاحقاً بشكل رسمى.

وصل إلى كاياو فى الأول من سبتمبر 1823، وبعد أن تخطى عقبات كثيرة، نال النصر فى معركة جونين فى الـ6 من أغسطس 1824.

أثناء حملة الجنوب هذه، كان على “المحرر” أن يواجه مرض خطير أصابه فى مدينة باتيفيلكا، ولكن شجاعته، كما يروى خواكين موسكيرو القاضى والدبلوماسى ورجل الأعمال والسياسى الكولومبى، فى خضم حربه مع المرض تحلل الوضع السياسى ونقص الموارد وحالة الوهن التى يمر بها، وحين سُئل ما الذى تخطط لفعله؟، أجاب إجابة قاطعة من كلمة واحدة: “أنتصر”، كلمة سُجِلت بأحرف لا تمحى.

فى الـ9 من ديسمبر 1824، فى بامبا دى لا كينوا، بالقرب من أياكوتشو، نال الجنرال سوكرى النصر النهائى، حيث سلم نائبُ الملك “لا سيرنا” مع سيفه السيادة الإسبانية على أمريكا.

قبل يومين، أرسل “المحرر” من ليما دعوة إلى حكام أمريكا الإسبانية إلى مجلس بنما، من أجل إبرام اتفاقية ائتلافية للوحدة السياسية بين الدول الجديدة وتأسيس أمة من الجمهوريات.

بعد انتصار أياكوتشو، بناءً على رغبة شعب بيرو، تأسست جمهورية جديدة وسميت بوليفيا، تخليداً لذكرى البطل، هذا هو التكريم الأكبر والدائم الذى منحوه إياه وهو فى قمة مجده.

هذه هى السنوات التى حصل فيها بوليفار على أعلى درجات التكريم وعانى من أفظع خيبات الأمل.

فى ذلك الوقت كانت تهاجم الانقسامات والنزعة القومية طموحاته، ولذلك لم يسفر مجلس بنما عن النتائج المرجوة.

عاد إلى كولومبيا لحل مشكلاتها، أما فى فنزويلا، كان الجنرال بايس، الذى منحه بوليفار ترقية إلى منصب القائد الأعلى للقوات لأدائه الاستثنائى فى معركة كارابوبو، يدير شئون الحكم فى فنزويلا.

كانت حركة “لا كوسياتا” الانفصالية سبب عودة بوليفار إلى كاراكاس فى 1827 وحين وصول إبن كاراكاس، ضعفت وتقلصت الحركة الإنفصالية.

كان بوليفار يعيش أسعد أوقات حياته، لكن كان يتحتم عليه العودة إلى عاصمة كولومبيا ومنذ رحيله عاد المحرضون أصحاب المناصب يزرعون من جديد سخط النزعة الانفصالية فى فنزويلا، وظلوا يُنّمون هذا الشعور حتى نالوا غرضهم فى 1830، أى الانفصال النهائى عن كولومبيا، ملقين خلف ظهورهم حلم المحرر بتأسيس كتلة تخلق قوة موازنة أمام العملاق الشمالى (الولايات المتحدة الأمريكية).

وفى هذه الأثناء، دعى لانعقاد جمعية تأسيسية لتجديد أسس الدولة، وهى جمعية أوكانيا التأسيسية، التى انتهت بالإنشقاق والخلاف، مما دفعه إلى تولى حكم ديكتاتورى لا مفر منه.

أطلق عليه المعارضون “طاغية”، وكادت محاولة الإغتيال تنجح، فى ليلة الـ25 من سبتمبر 1828، نجى “المحرر” بمعجزة بسبب وجود مانواليتا ساينس فى الوقت المناسب، وهى إكوادورية سجلها التاريخ باسم “محررة المحرر”.

فى 1830، دعى إلى مجلس جديد عقد فى بوياكا فى شهر يناير، ترأسه الجنرال سوكرى، الذى بذل قصارى جهده ليمنع الانفصال ويعيد الوحدة مع فنزويلا.

ولكن بات كل شىء دون طائل، وقال القدر كلمته، وكان الأمر مروعاً، إذ قُتل الجنرال سوكرى فى الرابع من يونيو، فى جبل برويكوس، عندما كان فى طريقه متجهاً إلى الإكوادور.

ومن ناحية أخرى، كان يخشى برلمان فنزويلا من أن يبدد وجود “المحرر” المشاريع الانفصالية مرة أخرى، فأقصاه عن أرض الوطن، ليكون ذلك هو الإساءة الأكثر قسوة وأكثر الأحداث التاريخية حزناً بجمهوريتنا.

فى كولومبيا، قَبلَ البرلمان استقالة “المحرر” وتولى الرئاسة صديق الكفاح الحميم، الجنرال رافايل أوردانيتا، الذى ألح عليه بالعودة، ولكن المحرر كان فى طريقه إلى ساحل المحيط الأطلسى ليسافر إلى أوروبا.

لم يعد يرغب فى العودة وتدهورت حالته الصحية السيئة، حتى بلغ نهاية حياته فى كينتا سان بيدرو أليخاندرينو، فى سان مارتا، كولومبيا، حيث استضافه نبيل إسبانى يدعى، خواكين دى ميير واعتنى به الطبيب الفرنسى أليخاندرو بروسبيرو ريفيروند.

كان بوليفار يعلم أنه سيموت، فاستعد لذلك تاركاً أخر رسالة له التى أعرب فيها عن أخر أمنياته، وعرض التضحية بحياته فى سبيل الإبقاء على اتحاد كولومبيا.

توفى بوليفار فى الـ17 من ديسمبر 1830، وهو فى السابعة والأربعين من عمره فقط، ولكن تترد عبارة تشوكى وانكا البليغة، من بيرو: “مع مرور الوقت سيزداد مجدك كما يزداد الظل عند غروب الشمس”.

ترقد رفاته اليوم فى البانثيون (مقبرة العظماء) الوطنية فى فنزويلا.

لم يتمكن المحرر من ترسيخ الحياة الدستورية فى الدول الجديدة، وفى عامه الأخير أعرب فى رسالة إلى البرلمان: “أخجل حين أقول: أن الاستقلال هو الخير الوحيد الذى حققناه على حساب الآخرين”.

إن دراسة أفكاره تصفه بأنه أحد أروع أصحاب الرؤى فى المجال السياسى وواحد من أذكى مؤسسى فلسفة الدولة، كما أنه أحد أكثر من فطنوا لواقع الشعوب.

ولا يزال فكره حى حتى اليوم أكثر من ذى قبل إزاء واقع زماننا.

إن الوثائق التى كتبها المحرر محفوظة فى الأرشيف القومى التابع للأمة، فى 280 مجلداً، ويقدر المؤرخون عدد هذه الوثائق بخمسة آلاف وثيقة بين رسائل مراسيم وإعلانات.
أما بالنسبة للأمم التى حررها، فنزويلا، كولومبيا، إكوادور، بيرو، بوليفيا، بنما، فهو والد الأمة وسيظل كذلك.

إن صوته عند أمريكا اللاتينية كلها رسالة وصورته نموذجاً لأكثر الطموحات نبلاً وسخاءً.

من النحاس أو الرخام، إن بوليفار موجود، فى كل القارات تقريباً، وفى كثير من عواصم العالم.

هنا نراه فى قلب القاهرة، واقفاً بنظرته التى تحلق نحو المستقبل، أراه بفخر، ها هو “والد الأمة”.

شكراً لك يا مصر على استضافة رجل قارتنا الأمريكية، المحرر سيمون بوليفار فى كنفكِ، ابن كاراكاس الذى أصبح عالمياً.

واختتم السفير كلمته قائلًا: يحيا بوليفار، بوليفار هو فنزويلا، بوليفار هو أمريكا اللاتينية.

وتوجه بالشكر، إلى وزارة الثقافة المصرية، والوزيرة نيفين الكيلانى، ومدير قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة د. إيمان نجم، على تنظيم هذه الندوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »