دور الكُتَّاب فى التعليم ببلاد النوبة القديمة

فصل تمهيدى

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

أسوان

 

المقرأة أو الكُتَّاب (بضم الكاف وتشديد التاء،مكانٌ صَغيرٌ لتعليم الصِّبيان القراءَة والكتابة وتحفيظهم القرآن والجمع : كَتاتِيبُ جمع كتاتيبُ: مكان صغير لتعليم الصّبيان القراءةَ والكتابةَ، وتحفيظهم القرآن اعتاد صبيانُ القرية الذهاب إلى الكُتّاب جمع:

كَتَاتِيبُ يَتَعَلَّمُ فِي الكُتَّابِ : مَوْضِعُ التَّعْلِيمِ الأَوَّلِيِّ، وَيُطْلَقُ خَاصَّةً عَلَى مَدَارِسِ تَعْلِيمِ القُرْآنِ وَتَحْفِيظِهِ والجمع الكتاتيب أو المَكتَب في الدولة العثمانية أصولها ترجع إلى أقدم العصور. وهو الأماكن الأساسية لتعليم الناشئة المسلمين حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة.

بدأ ظهورها في الدولة الإسلامية منذ العصر الأموي وحتى الآن. أما في الحضارات السابقة وجدت كتاتيب ملحقة بالمعابد الفرعونية وعرفت باسم «مدرسة المعبد» وكانت تمنح شهادة للدارس تسمى كاتب تلقى المحبرة. وفي العصر المسيحي استمرت الكتاتيب أيضا لتعليم أجزاء من الكتاب المقدس والمزامير.

وكتاتيب المسلمين بني لبعضها مبان مستقلة ملحقة بالمساجد أو منفصلة أو في بيوت المحفظين وأمامها وخرجت الكتاتيب عظماء الفقهاء والحفظة وعرف معلمي الكتاتيب بالمؤدبين والمشايخ ويساعدهم العرفاء واقتصرت مناهجها على القرآن والحديث ومبادئ القراءة والحساب وتحمل أولياء الأمور نفقات تعليم الأبناء به ولم تحظى بالرعاية الكافية من جانب الحكومات ودخلت الكتاتيب في منافسة شرسة وغير متكافئة مع دور الحضانة والمدارس وأصبج دورها مساعد وليس أساسي في العملية التعليمية وتمتاز بالبساطة والتحق خريجي الكتاتيب المصرية بالمعاهد الأزهرية وبهم بدأ محمد علي باشا نهضته التعليمية في مصر الحديثة ومن طرائف المؤدبين ما أورد صاحب نوادر الحمقى والمغفلين عن ظرفاء معلمي الكتاتيب وما أكثر نوادرهم ويذكر أن معلم الصبيان لم يكن يؤخذ له بشهادة أمام القاضي وبإهمال محفظي القرآن ودفع أولياء الأمور رواتبهم بقليل المال أو البيض والخبز لجأ بعضهم للقراءة في المقابر على أرواح الأموات مقابل الرحمات ثم احترف بعضهم تلاوة القرآن بصوت حسن فأحيوا ليالي المأتم .

الكتاتيب زمان والتي اخرجت لنا خيرة العلماء والأدباء ، الكتاتيب هي الأماكن الأساسية لتعليم الناشئة المسلمين حفظ القرآن الكريم ومباديء القراءة والكتابة بل و كان كثير من المسيحيين يدفعون بأبنائهم للكتاتيب ليتحصلوا على القدر الكافي من مباديء التعليم قبل الالتحاق بالمدارس . ويعود تاريخ ظهور الكتاتيب إلى العصر الاموي وظل مستمرا حتى بدايات القرن الحادي و العشرين .

وكان “الشيخ” او “الفقيه” هو معلم الأطفال في حلقات الكتاتيب و كان المسجد او السبيل او الحوض هو المكان الذي يلقي فيه الفقيه دروسه على تلاميذه وكان الفقيه يتلقى ملابسه سنوياً من هيئة الأوقاف وكان يقدم الأهالي المقتدرين مبلغا شهريا للفقيه نظير تعليم أولادهم .

هذا وبعد أن ينتهى التلميذ من التعليم فى الكُتاب وبعد أن يكون قد حفظ القرآن و تعلم الصلاة والأخلاق الحميدة وهي نواة المجتمع المسلم ، يتوجه التلميذ إما إلى مجال العمل ، او يلتحق بالأزهر كي يصبح شيخاً ، وإن كان ينتمى لطبقة التجار أو الحرفيين ، فهو يتوجه لنفس المهنة التى يعمل بها والده .. و شيئا فشيئا تلاشى دور الكتاتيب و التي كان لها دورا كبيرا في صقل الشخصية المصرية منذ الصغر بالعلم و الإيمان .. عرفنا ليه الناس زمان كانت جميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »