خبراء يؤكدون الترابط العربى – الصينى

 

أكد خبراء وباحثون، قوة العلاقات التى تربط العالم العربى والصين، مشيرين، إلى قوة ومتانة وتاريخية العلاقات بين الجانبين.

وأضاف الخبراء والباحثون فى دراسة حول “العلاقات العربية – الصينية فى إطار مبادرة الحزام والطريق”، أن الجانبين يرتبطان بعلاقات قوية ومتينة تضرب بجذورها فى عمق التاريخ، كما يشهد الحاضر تنامى أوجه التعاون بين الجانبين العربى والصينى باعتبارهما شريكين استراتيجيين.

وأوضحت الدراسة والخبراء والباحثون المشاركون، أن العلاقات العربية – الصينية تبنى على قيم ومحاور أساسية قوامها تعزيز السلام والتنمية والتعاون الدولى من أجل بناء مجتمع الإنسانية المشترك فى إطار مبادرة “الحزام والطريق” التى أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينغ ويشهد العام الجارى عشرة أعوام على إعلانها، فتؤكد الدلائل والمؤشرات أن مستقبل العلاقات العربية – الصينية سيشهد طفرات وتطورا ملموسا فى كافة مجالات وبما يشمل أوجه التعاون بين الجانبين فى ظل نظام عالمى يعج بالأحداث والتطورات الجسيمة.

كما أشارت دراسة أجرتها قناة CGTN شملت خمسة دول عربية “مصر والسعودية والإمارات والعراق والجزائر”، أن العلاقات العربية – الصينية قوامها الشمول وتحقيق المصلحة المتبادلة وتجسد فى قيم عديدة أكدت معانى الصداقة الحقيقية والتعاون الشامل والتنمية الفعلية التى تشمل مشروعات البنية التحيتة والتكامل الاقتصادى والتقارب الثقافى والتنمية المستدامة، وجاء ذلك مقترنا بأحداث تاريخية وعالمية أثرت بشكل جلى على المشهد العالمى والإقليمى وكان آخرها أزمة كوفيد – 19 والتى تجلت فيها أوجه التعاون العربى – الصينى وكانت علاقة الصين وتعاونها مع العالم العربى مثالا لقيم الصديق الحقيقى والتكاتف من أجل مصلحة الدول والشعوب.

وأكدت الدراسة والخبراء المشاركون فيها، النظرة الايجابية لمبادرة “الحزام والطريق” ومدى فائدتها للشعوب العربية، وحيث ذهبت نسبة 80.96% لتؤكد أن المبادرة تأثيرها يتراوح بين الإيجابى جدا والإيجابية فقط، كما جاءت نسب مقاربة لتؤكد مدى فائدة بنسبة 87.92 % مقسمة بين تقديرات بالمفيدة جدا والمفيدة، كما تبنت نسب أخرى موقف توسط الفائدة والحياد، ويتماشى هذا مع التقارير التى صدرت عن المنظمات والجهات الدولية ومنها تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ” الإسكوا” والتى تؤكد أن مبادرة “الحزام والطريق” لها العديد من الدواعى والتأثيرات الإيجابية على الدول العربية.

كما أشار الخبراء، إلى أن المبادرة تعزز التعاون فى المشروعات الاقتصادية وفى الاستثمار وإقامة مشروعات البنية التحتية، حيث يرى 77.48% أن المبادرة سيكون لها تأثير إيجابى وهام فى هذا الصدد، ويرى 17% التأثير المتوسط لها، خاصة أن الدول العربية تشهد تطورا وتنفذ العديد من المشروعات الجديدة والمهمة، وكذلك يتعزز التعاون فى مجال الطاقة والبيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

ويرى الخبراء والمشاركون فى الدراسة، أن المشروعات الاقتصادية للمبادرة تحقق تنمية تكاملية وتوفر مزيدا من فرص العمل بنسبة 82.44%، كما تؤكد الدراسة أن المبادرة سوف تنعكس بشكل إيجابى على الأوضاع الاقتصادية للدول العربية، فتؤكد المؤشرات والمعدلات الأخيرة أن حركة التجارة بين العالم العربى والصين تسير بخطى واسعة، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين الصين والعالم العربى نحو 431.4 مليار دولارا فى العالم الماضى، بما يجعل الصين حاليا أكبر شريك تجارى للدول العربية.

كما أكدت الدراسة، على الترابط الحضارى بين العالم العربى والصين، حيث رأت نسبة 53.16% أن المبادرة تساهم فى تعزيز التبادلات الثقافية، كما ذهب 57.48 % إلى أنها تحقق التقارب بين الجانبين، فهناك قواسم مشتركة عديدة تجمع بين الجانبين وهناك إقبالا على تعلم اللغة الصينية وتعززت حركة الترجمة المتبادلة وتزايدت أوجه التعاون الثقافى والفكرى والإعلامى بما يلعب دورا فعالا فى تعزيز التواصل والتقارب الحضارى.

كما أوضحت، أن المبادرة تحقق الترابط بين الاقتصاد العربى والصينى وتشارك الصين فى المناطق الصناعية بالدول العربية لتعزيز المشروعات بها ومنها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمدينة الصناعية الصينية – العمانية فى الدقم، والمنطقة الصناعية السعودية – الصينية فى جازان، والمنطقة التجريبية الصينية – الإماراتية للتعاون الطاقوى، وكذلك استحداث آليات تمويل واستثمار جديدة بما يعزز التعاون فى الجانبين، وفى هذا السياق أتاحت الصين بعض الآليات الرئيسية ومنها: بنك التنمية الجديد، وصندوق طريق الحرير، والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الطاقة بين الجانبين، خاصة وأن الطلب على النفط الخام فى الصين سجل رقمًا قياسيًا خلال مارس الماضى وبلغ 16 مليون برميل يوميًا – وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ويُرجح أن يزيد اعتماد الصين على الدول العربية كأحد المصادر الطاقوية بالنسبة لها، خاصة وأن البيانات الرسمية الصينية تُشير إلى أن منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا تعدان المصدر الرئيسى لواردات الصين النفطية.

كما أشارت الدراسة، إلى أن الصين تسعى إلى توسيع تعاونها مع الدول العربية فى مجالات: الزراعة والاستثمار والبنية التحتية وصناعات التكنولوجيا الفائقة والتمويل والغذاء والطاقة بما يحقق التنمية المتكاملة، فهى تساعد وتعزز مبادرات البيئة الخضراء الجانب الذى يمثل قضية بالغة الأهمية فى عالمنا المعاصر من أجل تحقيق التنمية المستدامة مستقبليا، وتعد تلك القضية من أبرز و أهم القضايا خاصة بالنسبة للمجتمعات العربية ودول العالم النامى بصفة خاصة وهذا ما تؤكده أحدث الوقائع و الكوراث البيئية التى تصنف الأًصعب عالميا.

ولفتت الدراسة، إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” تنتهج مع العالم العربى خططا ومشروعات كبرى تهدف إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة وتعزيز توظيفها وفى مقدمتها الطاقة الشمسية وإستخدامتها خاصة أن الدول العربية غنية فى هذا الصدد وتتوفر فيها الشمس طوال العام الأمر الذى تؤكد معه الشركات الصينية رغبتها فى تنفيذ مشروعات كبرى فى الدول التى شملتها الدراسة فى مصر والسعودية ودول الخليج العربى وغيرها من الدول العربية التى يتمتع جميعها بمناخ معتدل يعزز من توظيف واستخدام الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة.

كما أكدت الدراسة، أن التعاون الثقافى والترابط الحضارى مثل ركيزة أساسية فى تعزيز العلاقات العربية – الصينية تعززت فى إطار مبادرة الحزام والطريق من خلال تزايد أوجه التعاون الثقافى والفكرى والإعلامى وحركة الترجمة بما يلعب دورا فعالا فى تعزيز التواصل والتقارب الحضارى والإنسانى بين الشعبين العربى والصينى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »