سفارة دولة فلسطين بالقاهرة توقد شعلة الإنطلاقة الـ58

 

أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، وحركة التحرير الوطنى الفلسطينى “فتح” – إقليم مصر، اليوم الخميس، الذكرى 58 لإنطلاقة حركة “فتح” والثورة الفلسطينية المعاصرة.

وأوقد سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، شعلة الانطلاقة بمقر السفارة بالقاهرة، بحضور أمين سر حركة فتح بجمهورية مصر العربية محمد غريب، وممثلى المؤسسات الشعبية الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد من مستشارى وكوادر سفارة ومندوبية فلسطين، وعدد من الشخصيات الإعتبارية وأبناء الجالية الفلسطينية بالقاهرة.

ورحب السفير، بالضيوف الكرام، مثمنا، حرص أبناء شعبنا فى كل مكان على إحياء الذكرى الثامنة والخمسين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة – إنطلاقة حركة التحرير الوطنى الفلسطينى – فى يناير عام 1965م، وإيقاد شعلة هذه الثورة المُظفرة، وهذه الحركة العملاقة، التى انطلقت من بين ثنايا النكبة والتشرد وسلب جزءٍ كبيرٍ من أرض فلسطين التاريخية، والتى أعادت الاعتبار للشخصية والهوية والكرامة الوطنية الفلسطينية، والتى اكتملت بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى فى مايو عام 1964م .

وأكد السفير فى كلمته لهذه المناسبة التاريخية المجيدة، الوقوف إجلالاً وإكباراً أمام أرواح وقامات القادة الشهداء وكافة الشهداء من المناضلين والمجاهدين وفى مقدمتهم القادة المؤسسين، وعلى رأسهم القائد الشهيد المؤسس ياسر عرفات (أبو عمار)، ومن بينهم القائد المؤسس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الوطنى السابق الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب)، والشهيد القائد الأسير ناصر أبو حميد الذى أستشهد نتيجة الإهمال الطبى المتعمد من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى، قائلا: ننحنى إجلالاً وإكباراً أمام شهداء أبناء شعبنا الفلسطينى المناضل وأمام شهداء الشعب المصرى الشقيق من جيشه العظيم وشرطته وأجهزته الأمنية، وأمام شهداء أمتنا العربية المجيدة، الذين قضوا دفاعاً عن فلسطين وعن أمتنا العربية، ونتذكر بكل آيات الفخر والاعتزاز شهداء الشعب الجزائرى الشقيق الذى قدم مليون ونصف المليون شهيد ونحن كنا ولازلنا نرى فى الثورة الجزائرية المجيدة ومسيرة الشعب الجزائرى المُظفرة القدوة، للمُضى قدماً على طريق الثورة وتقديم المزيد من التضحيات للخلاص من هذا الإحتلال الإسرائيلى العسكرى- الإستيطانى، والعمل بكل جدٍ واجتهاد واخلاص لاستكمال مشروعنا الوطنى الفلسطينى ونيل استقلالنا الوطنى وحقنا فى تقرير مصيرنا وعودتنا إلى وطننا وأرضنا وبيوتنا.

وأكد السفير، استمرار القيادة الفلسطينية فى جهودها قدما للدفاع عن أسرانا البواسل فى سجون الإحتلال الإسرائيلى مُبرقا التحيات لعوائل الشهداء جميعاً، ولأسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات قائلا: سنبقى مدافعين عن قضاياهم ونخص بالذكر قضايا جثامين الأسرى والشهداء المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الإحتلال الإسرائيلى فى مقابر الأرقام والثلاجات والتى يبلغ عددها 374 جثماناً، فى تحدٍ سافر لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، فى جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية التى أرتكبت بحق أبناء شعبنا المناضل، ونجدد العهد والوعد والقسم، لقيادتنا التاريخية والوطنية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس- رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقائد الشهيد المؤسس الأخ ياسر عرفات، وكل إخوانه من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ورفاقه من قادة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، بأن تظل جذوة هذه الشعلة، هذه الثورة، وهذا الحركة متقدة ومستمرة، وأن نستمر على ذات الدرب، درب الكفاح الوطنى، درب الشهداء، درب القادة المؤسسين، درب ياسر عرفات، وأخيه وخلفه محمود عباس، الممسك بالراية الوطنية بكل شجاعة والثابت على الثوابت، حتى تتحقق نبوءة الرئيس الخالد ياسر عرفات، بأن يرفع شبل وزهرة، علم وراية فلسطين فوق أسوار وقباب ومآذن وكنائس القدس الشريف، وأن ينعم الشعب الفلسطينى المناضل بحريته وأن يعيش بكرامة وأمن وسلام كاملين فى كنف دولة فلسطين المستقلة، ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية على قدم وساق مع دول وشعوب المنطقة والعالم.

وثمن، دور الشقيقة الكبرى مصر لرعايتها وإنجاحها واحتضان ورعاية الكفاح الوطنى الفلسطينى فى مراحله التاريخية المتعاقبة، مؤكدًا، على وصف الرئيس الخالد جمال عبد الناصر لثورة الفتح بأنها أنبل ظاهرة ثورية فى التاريخ المعاصر، وأنها وُجدت لتبقى، وأن القائد المؤسس أبو عمار، أكد أنها وجدت لتبقى ولتنتصر، مقدما، الشكر باسم دولة فلسطين رئيساً وحكومة وقيادة وشعباً لمصر الشقيقة الكبرى رئيساً وحكومة وجيشاً وشرطة وأجهزة أمنية على كل ما تقدمه من دعم وإسناد تاريخى مستمر للشعب الفلسطينى المناضل وقضيته الوطنية العادلة، وتحركنا السياسى والدبلوماسى والقانونى المستمر لإنهاء الإحتلال الإسرائيلى الغاشم بكافة أشكاله لأرض دولة فلسطين.

واختتم حديثه، بمطالبة المجتمع الدولى بكافة دوله، ومؤسساته ومنظماته وفى مقدمتها مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياتهم التاريخية والسياسية والقانونية والإخلاقية والإنسانية لإنصاف الشعب الفلسطينى ورفع هذا الظلم التاريخى الواقع عليه، وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية والسياسية والمشروعة وتوفير حماية دولية عاجلة له من أعمال القتل والإعدامات الميدانية التى تنفذها قوات الإحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه وعصاباتهم المسلحة، ودفع كل الجهود للضغط على حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأن لا تكون دولة فوق القانون الدولى، وأن تستجيب لنداء السلام، وبناء السلام العادل والشامل فى المنطقة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، ورؤية حل الدولتين، والمرجعيات الدولية كافة، متمنيًا، أن يكون عام 2023 عام الوحدة عام الإنتصارات والإنجازات، حتى إعلان القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.

ومن جهته، أكد د. غريب أن حركة فتح ستبقى مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ورائدتها وقائدتها عبر 58 عاما ومسيرة من العطاء والتحدى أمام محاولات سرقة الهوية وإهدار الحقوق المشروعة والمروية بدماء أبناءها وحرية أسراها وسلامة جرحاها، لتحافظ على إنجازات الدولة المرفرف علمها خفاقا فى كل مكان، وأنها ستبقى الممثل الوحيد للقرار الفلسطينى حتى إنجاز الدولة والتى حتما ستنال حريتها وستظل فتح قائدة المسيرة حتى الحرية والاستقلال والعودة.

تخلل الفعالية، لوحات من الأهازيج التراثية والدبكة الفلسطينية التى أحيتها فرقة الفالوجا، وسط تفاعل كبير من الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »