حفتر المستهدف .. أجندات خارجية تحرك المشهد في ليبيا .. وتركيا وراء الستار

تفاهمات ملتقي الحوار الليبي وضعت دبيبة والمنفي عمي مصالح الليبيين تقرير :

كلّ يوم يمرّ يرسّخ التأكيد لدى عموم الليبيين والملاحظين بأنّ ” تفاهمات” ملتقى الحوار الليبي التي أفضت إلى تركيز حكومة عبد الحميد دبيبة على رأس الحكومة ومحمد يونس المنفي كرئيس للمجلس الرئاسي لم تكن خطوة في الاتجاه الصحيح .

ويعتقد المتابعون للشّأن الليبي أنّه لا حكومة دبيبة كانت حكومة كلّ الليبيين ولا المنفي قام بالدور المنوط به كرئيس لكلّ ليبيا شرقها وغربها.

ولعلّ أكثر ما يُقلق المواطن الليبي هو الإحساس المتعاظم بأنّ “التفاهمات ” المنبثقة عن ملتقى الحوار الليبي عمّقت تبعية ليبيا للأجندات الخارجية وبأنّ دبيبة والمنفي هما حارسان أمينان للمصالح التركية بالخصوص ومكلّفان لفرض أمر واقع سياسي جديد في ليبيا تتبوّأ فيه جماعات “الإسلام السياسي” في بلد خسروا فيه كلّ الإنتخابات التي أجريت إلى حدّ الآن. 

وقد عاد الجدل حول هذا الموضوع بمناسبة تعيينات في الجيش الليبي قام بها المشير خليفة حفتر رفضها رئيس المجلس الرئاسي بادّعاء أنّه القائد العام للقوات المسلّحة وهو الشيء الذي أثار ردود فعل غاضبة في الشارع الليبي وبالخصوص في شرق البلاد محمّد يونس المنفي تمّ تعيينه لغايات تنسيقية وإدارية الهدف منها الحفاظ على التوازنات الجهوية بالخصوص وعلى مصالح عموم الليبيين ، وقد وقع إختياره على أساس أنّه من الشرق الليبي حتى أنّ بعض السياسيين لا يرون له كفاءة سياسية أو فضيلة أخلاقية سوى أنّه من شرق ليبيا وكانت هذه الفضيلة في تعيينه سفيرا في اليونان وهي التي جعلت منه رئيسا للمجلس الرئاسي. 

وما يُعاب أساسا على محمد يونس المنفي هو تخلّيه عن صلاحياته المقرّة في تفاهمات الحوار الليبي ويُرجع الملاحظون هذا التخلّي إلى إبتزاز قد يكون تعرّض له بخصوص ملفّ أخلاقي وهي سياسة دارجة لدى جماعات الإسلام السياسي وقد تكون وراءه أيضًا مصالح مادية ذات المصادر تؤكّد أنّ رفض المنفي الترقيات في الجيش التي قام بها المشير هي محلّ تنذّر وسخرية في الشارع الليبي لأنّ الكلّ على علم بأنّه لا يمتلك فرض قراراته على الجيش الليبي الذي يسيطر على الأرض وهو في تقدير الجميع لا يمتلك شرعية الأرض وهو ما أكّدته الأحداث لاحقا إذ قام المشير خليفة حفتر بتعيينات وترقيات إضافية في تحدّ صارخ لرئيس المجلس الرئاسي محمد بونس المنفي ختاما قد يكون المنفي أُمِرَ بإعلان رفضه قرارات حفتر ولكنّ ما جري كشف هشاشة التفاهمات الليبية والتي قد تنهار نتيجة عدم قدرة الحكومة والمجلس الرئاسي على التصرّف كمؤسّسات تمثّل كلّ الليبيين ،

وقد يكون المنفي قام بما قام به لخلق أجواء متوتّرة من شأنها أن تُطيل أمد المرحلة الإنتقالية وتؤجّل ما أمكن الإستحقاق الإنتخابي ، هُمْ لا يريدون الإنتخابات لأنّ من يمثّلون مصالحهم خاسرون مسبقا
ليس حفتر قائد الجيش هو المقصود ولكن حفتر الذي يريد إنجاح الإستحقاق الإنتخابي وخلاص ليبيا هو المستهدف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »