تفاصيل زيارة الرئيس السيسى إلى صربيا

 

قام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بزيارة صربيا لمدة يومين، استقبله الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، بمطار العاصمة بلجراد.

وقامت المقاتلات الصربية شرفياً بمرافقة طائرة الرئيس ترحيباً به منذ دخول المجال الجوى الصربى وحتى الهبوط فى مطار بلجراد، ثم قام الرئيس الصربى باستقبال الرئيس السيسى بقصر صربيا الرئاسى.

“تفاصيل الرحلة”

عقد الرئيس السيسى فى بلجراد مباحثات على مستوى القمة مع نظيره الصربى، الذى أعرب عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، مشيداً، بالعلاقات الثنائية الوثيقة التى تربط البلدين، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لاسيما فى ضوء دور مصر المحورى كركيزة للاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

من جانبه، توجه الرئيس السيسى بالشكر للرئيس فوتشيتش على دعوته لزيارة صربيا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مجدداً، التهنئة على إعادة انتخابه رئيساً لجمهورية صربيا لولاية ثانية، بما يعكس ثقة المواطنين الصرب فى قيادته فى مرحلة تاريخية تتسم بالعديد من التحديات السياسية والاقتصادية.

وأشاد، بمتانة العلاقات الممتدة بين البلدين ومدى تميزها، خاصةً على صعيد حركة عدم الانحياز، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.

شهدت المباحثات، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس الصربى بالطفرة التنموية الملحوظة التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً، تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية – الصربية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات الصربية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر.

ورحب الرئيس السيسى، بتعظيم التعاون مع الجانب الصربى فى مختلف المجالات، خاصةً على مستوى التعاون العسكرى والاقتصادى والتجارى والسياحى، بما يتماشى مع التوافق فى الرؤى بين البلدين حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التى تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذى يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك من الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصةً فى مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمى. 

وتطرقت المباحثات كذلك، إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمى، إلى جانب الأوضاع فى كل من اليمن وسوريا وليبيا.

حيث أشاد الرئيس الصربى، بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلاً عن جهودها فى مكافحة الفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.

“وسام جمهورية صربيا”

قام الرئيس الصربى، بتقليد الرئيس السيسى وسام جمهورية صربيا، الذى قدم خالص شكره وامتنانه للرئيس الصربى لتلقى هذا الوسام، بما يعكس الصداقة بين البلدين، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التى جمعت زعماء البلدين على مختلف المستويات، وأبرزها علاقات الصداقة بين الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر، وجوزيف تيتو.

وأكد السيسى، تطلع مصر إلى تعزيز علاقات التعاون مع صربيا فى كافة المجالات، فى ضوء ما يربط البلدين من علاقات تاريخية ثرية سواء على المستوى الثنائى منذ بدء العلاقات الدبلوماسية عام 1908 أو على المستوى متعدد الأطراف من خلال دورهما البارز فى تأسيس حركة عدم الانحياز، والتى احتفلت صربيا فى شهر أكتوبر الماضى بالذكرى الستين لأول مؤتمر استضافته بلجراد للحركة. 

وأعرب، عن تقديره للحرص الذى لمسه من الجانب الصربى على تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات بين البلدين، والزخم الذى شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الماضية والذى انعكس فى عدد من الزيارات رفيعة المستوى من قبل مسئولى البلدين، والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بما يتناسب مع إمكانات وقدرات البلدين ويحقق مصلحة شعبيهما. 

وتابع السيسى: جاء اجتماعنا اليوم، تتويجا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية، لدفع التعاون الثنائى بين البلدين ووضع إطار استراتيجى متكامل تضمنه الإعلان المشترك الصادر عن الزيارة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والذى يحمل أيضاً تصوراً مشتركاً لمختلف أوجه ومجالات التعاون فى كافة المجالات، وسبل دفعها الفترة المقبلة بما يؤكد إرادتنا السياسية المشتركة فى هذا الشأن ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التى تربط البلدين. 

وأضاف، توافقت رؤانا خلال المباحثات، على أهمية مواصلة آلية المشاورات السياسية بين البلدين، واللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى والعلمى، وذلك لأهميتها فى دفع وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين فى شتى المجالات، بالإضافة إلى النظر فى إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات التجارة والاستثمار والتبادل التجارى فى المنتجات الزراعية والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 

وقال: على الصعيد الدولى تبادلنا الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك للبلدين، وعلى رأسها التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا.

كما تم، مناقشة قضايا موضوعية متعددة تشمل سبل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها المتعددة على اقتصادات دول العالم، وجهود البلدين فى التغلب على تلك التداعيات بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائى وأمن الطاقة فى هذا التوقيت الحيوى، بما يحقق مصالح شعبى البلدين.
 
وفى هذا الصدد، يقوم الموقف المصرى على أساس تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة، والتوصل إلى حل سلمى للنزاع وبذل كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك، سواء على المستوى الثنائى أو الإقليمى أو الدولى، ومن ثم تم التأكيد على أهمية إيجاد البدائل والحلول، التى تضمن تجنيب الشعوب، الآثار السلبية للأزمة الروسية – الأوكرانية.

وفى هذا السياق، تم استعراض الجهود المصرية المبذولة، للمساهمة فى تسوية الأزمة، من خلال المبادرة المصرية لتشكيل مجموعة اتصال وزارية فى إطار الجامعة العربية، والتى قامت فى إبريل الماضى، بزيارة إلى كل من موسكو ووارسو، للالتقاء بوزراء خارجية الدول المعنية، لحث جميع الأطراف على التهدئة، وتغليب لغة الحوار والتفاوض، وصولا إلى تسوية تجنب الجميع ويلات الحرب، وآثارها الاقتصادية الوخيمة. 

وتناولت المباحثات أيضاً، جهود مصر فى حشد المجتمع الدولى لمكافحة تغير المناخ، وهو ما انعكس فى حرص مصر على استضافة قمة المناخ العالمية فى نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ،، مضيفًا، نتطلع لمشاركتكم فيها فى سبيل المساهمة فى وضع العالم على الطريق الصحيح نحو تحويل التعهدات والوعود إلى تنفيذ فعلى على الأرض. 

“منتدى الأعمال المصرى – الصربى”

شارك الرئيس السيسى فى افتتاح منتدى الأعمال المصرى – الصربى، وذلك بمشاركة الرئيس ألكسندر فوتشيتش، إلى جانب عدد من كبار المسئولين الصرب، وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة.

أعرب الرئيس السيسى، عن ترحيبه بهذا الحدث الذى يجسد روح التعاون المتميز بين البلدين، مؤكداً، حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الصربية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر، وذلك فى إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة، وخاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر، لاسيما فى قطاعات السياحة والصناعات الدوائية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والإسكان العقارى والإدارى، فضلاً عن تعزيز التبادل التجاري بين البلدين فى المنتجات الزراعية.

وأكد، أن النقلة النوعية التى شهدتها مصر مؤخراً فى القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة، بمكونيها الحكومى والشعبى، على تحقيق التنمية المستدامة، وهو ما سيكون له انعكاسات ايجابية على العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا، مشيراً، إلى أن علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين هى المظلة الحقيقية لدعم جهود تطوير التعاون المشترك فى المجالات الاقتصادية المختلفة من خلال توافر الإرادة السياسية اللازمة لذلك.

وأعقب ذلك، عرض فيلم تسجيلى عن مختلف الإنجازات التنموية والاقتصادية فى مصر خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة فى كافة القطاعات.

من جانبه، أعرب الرئيس الصربى عن ثقته فى وجود فرصة كبيرة للتعاون المشترك بالنظر إلى العلاقات الصادقة المتبادلة بين البلدين الصديقين، مؤكداً، بذل الجهد اللازم خلال الفترة المقبلة لافتتاح خط طيران مباشر بين القاهرة وبلجراد لتسهيل عملية الاستثمار، فضلاً عن الانتهاء من اتفاقية عدم الازدواج الضريبى التى ستعظم من التبادل التجارى.

وأضاف، أن الشعب الصربى يحترم الشعب المصرى الصديق، ويقدروا الاستمرارية فى العلاقات التاريخية المشتركة، وأفتخر شخصياً بوجود قائد بحكمة الرئيس السيسى لمساهمته المباشرة فى تعزيز العلاقات، فضلاً عن تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة بقيادته، والتى من شأنها تقديم مصر كشريك تنموى هام على الساحة الدولية.

“جلسة مباحثات”

تم خلال الزيارة، عقد جلسة مباحثات موسعة بين وفدى البلدين برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس الصربى.

وشهد الرئيسان، مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون بين البلدين فى مجالات الزراعة، البيئة، الاستثمار، الثقافة والفنون، الإعلام، التعليم، التعليم العالى، التقييس ودعم المعلومات، تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التعاون بين المتحف القومى للحضارة المصرية ومتحف الفنون الأفريقية فى صربيا، الإعفاء المتبادل من الحصول على التأشيرات لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة.

“رئيس البرلمان الصربى”

التقى الرئيس السيسى خلال زيارته صربيا، مع إيفيتسا داتشيتش رئيس البرلمان الصربى، الذى أعرب عن ترحيبه بزيارة الرئيس إلى بلجراد، منوهاً، إلى العلاقات المتميزة التى تربط الشعبين المصرى والصرب، موضحاً، حرص بلاده على دعم مصر فى جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التى شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين فى مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلمانى.

من جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره لزيارة البرلمان، وتطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التى تربط بين مصر وصربيا على مختلف الأصعدة، خاصةً فى شقها البرلمانى من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، وذلك على غرار زيارة رئيس البرلمان الصربى إلى القاهرة فى ديسمبر 2021، بما يساهم فى تعزيز التواصل بين الشعبين والارتقاء بالتعاون الثنائى المشترك.

تناول اللقاء، بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة.

“حفل عشاء”

وفى ختام الزيارة، أقام الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش حفل عشاء رسمى للرئيس عبد الفتاح السيسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »