تراثنا الشعبي والإعلام الرقمي بقلم الصحفي والباحث: محمد أبوشنب

 

بقلم الصحفي والباحث: محمد أبوشنب

 

عندما نتحدث عن تراثنا الشعبي، فإننا نتحدث بالطبع عن كل ما يدور في ذهن الإنسان – المصري الأصيل – من أفكار وتصورات، وما يصدر عنه من أقوال وأفعال، وما يبدع في انتاجه فكريًا وماديًا من مؤلفات ومصنوعات، وجميعها – بلا استثناء – مصادر أساسية مباشرة لعناصر ذلك التراث وأجزاءه الثقافية الدقيقة التي تجمع بين كل ما هو مادي (ملموس) وغير مادي (محسوس)، وقد أشار “سانتيف” إلى هذا الأمر قائلًا «إن التراث لا يشتمل فقط على ما يقال أو ما يحكى، وإنما يشتمل أيضًا على ما يفعل، وما يظهر للعيان، وليس دور النموذج (السلوكي) بأقل من دور الكلام، فالنموذج جزء متكامل من التراث الشعبي».  

فتراثنا الشعبي يعد جزءًا أصيلًا من تراثنا الإنساني، يتصل به ولا ينفصل عنه، بل أسلوبًا متميزًا – على حد قول “جوجن” – من أساليب الحياة، ولا تخلو مواقفنا المختلفة في حياتنا اليومية العادية من عناصر ذلك التراث الإنساني الثقافي الذى نشير إليه ونتحدث عنه، والذى يتضمن – وفقًا لميادين علم الفولكلور – خمس ميادين رئيسية كبرى (كالمعارف والمعتقدات الشعبية، العادات والتقاليد الشعبية، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية، الثقافية المادية)، وجميعها تتفق تمام الاتفاق – من حيث الموضوع – مع مجالات (التراث الثقافي غير المادي) التي وضعتها منظمة (اليونسكو) في الاتفاقية الخاصة بشأن (صون التراث الثقافي غير المادي) لعام 2003، تلك المجالات التي تتمثل في: (التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، فنون وتقاليد أداء العروض، الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات، المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية).

فالميدان الأول الذى يرمز له بالرقم (1) يقابله – من حيث الترتيب – المجال الرابع الذى يرمز له بالحرف الأبجدي الإنجليزي (D)، والميدان الثاني الذى يرمز له بالرقم (2) يقابله المجال الثالث الذى يرمز له بالحرف الأبجدي (C)، والميدان الثالث الذى يرمز له بالرقم (3) يقابله المجال الأول الذى يرمز له بالحرف الأبجدي (A)، والميدان الرابع الذى يرمز له بالرقم (4) يقابله المجال الثاني الذى يرمز له بالحرف الأبجدي (B)، والميدان الخامس الذى يرمز له بالرقم (5) يقابله المجال الخامس الذى يرمز له بالحرف الأبجدي (E)، وهنا يمكننا الجمع بين (الرقم) الذى يرمز لكل ميدان مع (الحرف) الذى يرمز لكل مجال، وليكن بهذا الشكل الافتراضي (D1)، (C2)، (A3)، (B4)، (E5)، بحيث يعبر كل رمز من هذه الرموز المطروحة عن الميادين والمجالات التي يتضمنها هذا التراث.

وفي اطار مجال الإعلام الرقمي على وجه الخصوص، تنشر العديد من الموضوعات الثقافية، مرئية أكانت أم مصورة، لكنها لم توضع – من حيث التصنيف العلمي الدقيق – في اطارها الصحيح، لذا يمكننا تصنيف مختلف الموضوعات – الاجتماعية والثقافية – المجموعة ميدانيًا أو المراد جمعها مستقبلًا، وفقًا لميادين ومجالات هذا التراث – الذى تعتز به مختلف الأمم والشعوب في شتى بقاع الأرض – وذلك عن طريق إدراج قسم (Section) أو تبويب خاص – يحمل هذا المصطلح (تراثنا الشعبي) – بجانب الأقسام الأخبارية الأخرى، والهدف من ذلك يتمثل في عدة محاور أساسية هامة، منها على سبيل المثال: (امكانية حصر عناصر ذلك التراث من مختلف المناطق المصرية الثقافية – تعزيز الدور الحيوي الفعال الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة، وخاصًة في اطار نشر المعرفة الثقافية، مما يساهم ذلك على زيادة درجة الوعي الثقافي وإبراز ما يعرف اصطلاحًا بـ (التنوع الثقافي) – التأكيد على مدى أهمية ذلك التراث، والحرص على حفظه والحفاظ عليه بمختلف الوسائل والامكانيات المتاحة في ظل وجود التطور التكنولوجي الحديث، وذلك لما له من مكانه مرموقة عظيمة الشأن على المستوى العلمي (النظري) والعملي (التطبيقي) – زيادة نسبة المشاهدات والمتابعات من قبل الجمهور المتلقي،

وخاصًة المهتمين وغيرهم من الباحثين الذين ينتمون إلى هذا التخصص العلمي)، وجميعها أهداف – قومية إنسانية علمية – تجعلنا ننظر إليه بعين اعتبار واهتمام واعتزاز وتقدير.

وقد أشار المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المصرية، إلى ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي المصري، وذلك عن طريق تحويل أرشيف الصحافة القومية إلى رقمية في ظل وجود التطور التكنولوجي الحديث، وهذا ما نشرته جريدة الجمهورية أمس (يوم السبت الموافق 2 مارس 2024) تحت عنوان (المهندس عبد الصادق الشوربجي يؤكد.. الصحافة الورقية لن تختفي.. و”رقمنة الأرشف القومي” حفاظًا على التراث).  


مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »