الاتحاد الأفريقى يدعم موقف غوتيريش من مذابح إسرائيل فى غزة

 

قال موسى فقى محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، اليوم الخميس، أنه يدعم بشكل كامل الموقف المبدئى والقيادة التى يتمتع بها أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، وعمل الأمم المتحدة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وأشار فقى، إلى أن موقف غوتيريش يتماشى مع القانون الدولى ومع موقف منظمة الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وكان غوتيريش قد أثار غضب إسرائيل عندما قال: إن هجمات حماس “لم تحدث من فراغ”، وإن الفلسطينيين تعرضوا إلى “احتلال خانق” على مدى 56 عاما.

وقال فى كلمته أمام مجلس الأمن الدولى فى نيويورك، إنه يشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنسانى الدولى التى نشهدها فى غزة.

وأضاف، حماية المدنيين لا تعنى الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار فى قصف الجنوب نفسه.

وتابع قائلًا: دعونى أكون واضحًا .. لا يوجد طرف فى نزاع مسلح فوق القانون الإنسانى الدولى.

وأضاف، أن معاناة الفلسطينيين لا تبرر هجمات حماس المروعة، وتلك الهجمات لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعى للفلسطينيين.

وحذر غوتيريش أمام جلسة لمجلس الأمن، من أن الحرب فى غزة قد تنتشر فى كامل المنطقة، مشيرًا، إلى مقتل ما لا يقل عن 35 من موظفى الأمم المتحدة جراء قصف غزة.

وأعرب متحدث باسم الحكومة الألمانية، عن ثقة الحكومة فى الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بعد مطالبة سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة باستقالته.

فيما قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى: إن سوناك لا يتفق مع تعليقات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن غزة، ولا يمكن أن يكون هناك أى مبرر لهجوم حماس.

وطالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، باستقالة الأمين العام للمنظمة الدولية غوتيريش.

ورد كوهين إيلى الذى كان حاضرًا أيضًا فى القاعة، على غوتيريش قائلًا: فى أى عالم تعيش؟ بالتأكيد، هذا ليس عالمنا.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلى، إنه لن يجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، بعد أن انتقد القصف الإسرائيلى على غزة.

وقال كوهين فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى: لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، بعد مذبحة 7 أكتوبر لا يوجد مكان لمقاربة متوازنة، يجب محو حماس من على وجه الكوكب.

ودعا السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، غوتيريش إلى “الاستقالة فورًا” بعد تصريحاته، وكتب إردان على وسائل التواصل الاجتماعى أن غوتيريش “ليس مناسبا لقيادة الأمم المتحدة”.

وأضاف إردان، الإسرائيليون منزعجون من خطاب الأمين العام الذى قال إن العنف فى غزة لم يحدث من فراغ، وأن الفلسطينيين يتعرضون لـ 56 عامًا من “الاحتلال”.

وتحدث وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكى فى جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الشرق الأوسط، وقال: يجب أن نكون على نفس الجانب، كل من يؤمن بالعدالة يعيش فى سلام، وفى ضوء القانون الدولى، وقيمة وقدسية الحياة البشرية، وعلينا أن نقف جنبا إلى جنب فى هذه اللحظة.

وأدان المالكى، المجازر التى ترتكبها إسرائيل، مشددًا، على أنه “من واجب الهيئة وقفها”، مؤكدًا، أن “إخفاق مجلس الأمن لا يغتفر”.

وأضاف، من واجب مجلس الأمن وقف هذه المجازر، كما أن المجتمع الدولى ملزم بموجب القانون الدولى بوقفها، ومن واجبنا الإنسانى الجماعى أن نوقفها، مشددًا، على أن “فشل مجلس الأمن المستمر أمر لا يغتفر”.

وتابع المالكى: لكن هذا لن يكون ممكنا إلا إذا أدرك الجميع قيمة الحياة الفلسطينية، والحاجة إلى دعم حقوقنا.

وأكد، أن الرسالة كانت دائمًا واضحة، ولا شىء يمكن أن يبرر قتل المدنيين الإسرائيليين، ولا شىء يبرر قتل المدنيين الفلسطينيين.

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى قد أكد فى كلمته أمام قمة السلام بالقاهرة، أن الحرب على غزة وما ينتج عنها من تدمير غير مسبوق لأى مدينة فى التاريخ، فقتل المدنيين من أطفال ونساء وعجزة ومرضى هو ظرف يستدعى الإحجام عن الكلام والدخول الفعلى فى ترتيب الرد المناسب.

وأشار، إلى أن الاتحاد الأفريقى ومنذ اللحظة الأولى طالب بالوقف الفورى وبدأ أمس تعبئة الدعم الإنسانى من غذاء وماء ودواء، كما دعا إلى مضاعفة جهود التنسيق بين كل مناصرى هذا الموقف.

ودعا فقى، إلى إطلاق سراح الرهائن المدنيين خاصة النساء والأطفال، موجها، التحية لجهود دولة قطر فى هذا الصدد وتمنى أن توفق فى مزيد من الإفراج عن الرهائن.

يذكر، أن أنطونيو غوتيريش تولى منصبه الحالى فى الأول من يناير2017، خلفاً لسلفه بان كى مون.

ودرس غوتيريش الفيزياء والهندسة الكهربائية فى المعهد العالى للتكنولوجيا التابع لجامعة لشبونة، وتولى التدريس فيه برتبة أستاذ مساعد بعد تخرجه.

بعد قضاء ثلاث سنوات فى التدريس، تخلى عن التدريس وانتقل إلى حلبة السياسة بعد انتسابه إلى صفوف الحزب الاشتراكى البرتغالى عام 1974.

انتقل غوتيريش (74 عاماً) الذى يتحدث عدة لغات (البرتغالية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية) إلى الدبلوماسية الدولية، عندما أصبح مفوض الأمم المتحدة السامى لشؤون اللاجئين من عام 2005 إلى 2015، وهى الفترة التى شهدت أخطر أزمات اللاجئين فى العالم، مثل أزمات لاجئى سوريا والعراق وأفغانستان.

وخلال إدارته لمفوضية اللاجئين، تضاءل عدد العاملين فى المكتب الرئيسى فى جنيف، بينما زاد عددهم فى مناطق التوترات والنزعات، مما ساهم فى تحسين أداء المنظمة.

وتوجه خلال فترة إدارته أكثر من مرة إلى الدول الأكثر ثراء، مناشداً، إياها بعمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين الذين يفرون من مناطق النزاعات.

وأدت الصراعات فى سوريا والعراق، والأزمات فى جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن، إلى زيادة كبيرة فى أنشطة المفوضية، إذ ارتفع عدد النازحين واللاجئين بسبب الصراعات والاضطهاد والحروب من 38 مليون عام 2005 إلى 110 مليون نازح ولاجئ فى مايو 2023.

قبل انضمامه إلى المفوضية، أمضى غوتيريش أكثر من 20 عاماً فى العمل الحكومى والخدمة العامة فى مسقط رأسه، وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، وخلال هذه الفترة شارك بشكل كبير فى الجهود الدولية لحل أزمة تيمور الشرقية.

وكان غوتيريش عضوا فى مجلس الدولة البرتغالى من عام 1991 إلى عام 2002، وتم انتخابه نائباً فى البرلمان البرتغالى لأول مرة عام 1976 وبقى عضواً فى البرلمان لمدة 17 عاماً، ورأس خلال تلك الفترة اللجنة البرلمانية للاقتصاد والمالية والتخطيط، ومن ثم اللجنة البرلمانية لإدارة الأراضى والبلديات والبيئة، وكان أيضاً زعيماً للمجموعة البرلمانية لحزبه.

كما كان عضواً فى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا فى الفترة ما بين عامى 1981 و1983، حيث رأس لجنة الديموغرافيا والهجرة واللاجئين.

ولسنوات عديدة، كان غوتيريش نشطاً فى الاشتراكية الدولية، وهى منظمة دولية تضم الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية، وتولى منصب نائب رئيس المنظمة من عام 1992 إلى عام 1999، وشارك فى رئاسة اللجنة الأفريقية ثم لجنة التنمية فى وقت لاحق فى المنظمة.

وشغل منصب رئيس مؤسسة الاشتراكية الدولية من عام 1999 حتى منتصف عام 2005.

بالإضافة إلى ذلك، أسس مجلس اللاجئين البرتغالى، وكذلك جمعية المستهلكين البرتغاليين، وشغل منصب رئيس مركز العمل الاجتماعى الجامعى، وهى جمعية كانت تنفذ مشاريع التنمية الاجتماعية فى الأحياء الفقيرة فى لشبونة، فى أوائل السبعينيات.

كما أنه عضو فى نادى مدريد، وهو عبارة عن تحالف قيادى يضم رؤساء، ورؤساء وزراء ديمقراطيين سابقين من جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »