إستمرار المظاهرات فى بروكسل ضد الإبادة الجماعية فى غزة

 

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، مظاهرة سلمية ضد حرب الاحتلال الإسرائيلى والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة، وتجمهر المتظاهرون فى حراسة الشرطة البلجيكية أمام محطة القطار فى بروكسل، وافترش بعضهم الأرض تعبيرا عن جثث الضحايا الفلسطينيين، ورددوا هتافات مؤيدة لفلسطين وغزة.

وذكرت الشرطة فى بلجيكا، أن نحو 21 ألف شخص شاركوا فى مسيرة سلمية مؤيدة للفلسطينيين فى أنحاء العاصمة بروكسل، وردد كثير منهم شعارات مثل «فلسطين حرة»، وطالبوا بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

ورفع متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية» و«حقوق الإنسان للفلسطينيين»، وطالب بعضهم باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب ما اعتبروه جرائم حرب.

وأعلنت بلجيكا على لسان وزيرتها للتعاون الإقليمى كارولين جينيز، عن قرارها دعم محكمة الجنايات الدولية للتحقيق بجرائم حرب فى غزة، متهمة الاحتلال الإسرائيلى بجرائم ضد النساء والأطفال.

وقالت: إن بلجيكا تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإن العديد من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى وحتى الدول الكبيرة، بما فى ذلك إسبانيا، تشاطر بلجيكا التفكير نفسه، وقدم البرلمان الاتحادى البلجيكى مسودة قانون لحظر التجارة مع المستوطنات فى الأراضى المحتلة.

وأعلن رئيس الوزراء البلجيكى، ألكسندر دى كرو، أن على الاتحاد الأوروبى أن يدرس منع الإسرائيليين المتطرفين الذين يدعون إلى العنف ضد الفلسطينيين من زيارة أوروبا.

وقال أمام البرلمان البلجيكى: يجب على بلادنا ضمان منع أولئك الذين يرتكبون جرائم خطيرة، على سبيل المثال أولئك الذين يرتكبون أعمال عنف فى الضفة الغربية، من دخول بلادنا ودول الاتحاد الأوروبى.

وأشار دى كرو، إلى إمكانية فرض عقوبات على أفراد، بما فى ذلك وزير يدعو إلى استخدام الأسلحة النووية ضد شعب لا يستطيع فعل أى شىء، ويعيش اليوم فى ظروف مروعة.

كما أعلنت إسبانيا نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وتعتبر إسبانيا ثانى دولة غربية بعد كولومبيا تعترف بدولة فلسطين، حيث كشف الرئيس الكولومبى بدء بلاده تحركات لتقديم مقترح باعتراف أممى كعضو كامل فى الأمم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز: إن حكومته تعمل على الاعتراف بقيام دولة فلسطين المستقلة.

ومنذ الهجوم الذى شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر، كان هناك دعم قوى وتعاطف مع إسرائيل من جانب الحكومات الغربية والعديد من المواطنين.

لكن الرد العسكرى الإسرائيلى أثار أيضًا الغضب وخرجت احتجاجات فى العديد من المدن فى أنحاء العالم، للمطالبة بوقف إطلاق النار، وفى لندن خرج أكثر من 100 ألف متظاهر مؤيد للفلسطينيين إلى الشوارع.

وفى باريس، سار عدة آلاف من المتظاهرين، ومنهم بعض المشرعين اليساريين، حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات للمطالبة بوقف إطلاق النار فى غزة.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إنها رصدت تغيرا فى الرأى العام الغربى، خاصة الولايات المتحدة، حيال إسرائيل والفلسطينيين بعد اندلاع حرب غزة فى 7 أكتوبر الماضى.

وأضافت، أن الهجوم الذى شنته حركة حماس فى 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية “الانتقامية” ضد غزة المستمرة منذ 6 أسابيع، دفعا نحو مزيد من الاستقطاب فى وجهات النظر، خاصة مع سيطرة المشاهد المروعة من الحرب على الأخبار وشبكات التواصل حول العالم.

واعتبرت أنه “على الرغم من أن الرأى العام كان بعيدا عن التوقع أو الوضوح، إلا أنه كانت هناك تحولات مهمة من الولايات المتحدة إلى أوروبا امتدت أصداؤها عبر السياسة الوطنية”.

وقالت الصحيفة: إنه قبل 7 أكتوبر فإن هناك اتجاها ملحوظا فى الولايات المتحدة يحمل تداعيات سياسية كبيرة، ويتمثل الأمر فى أن الديمقراطيين بدأوا بالتوجه نحو التعاطف مع الفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن المواطنين الأمريكيين بشكل عام متعاطفون مع إسرائيل، أظهر استطلاع للرأى فى مارس الماضى أجرته مؤسسة “غالوب” أن تأييد الفلسطينيين بين الديمقراطيين فاق تأييد إسرائيل للمرة الأولى.

هناك تأييد كبير للفلسطينيين أكثر وضوحا بين الشباب الأمريكى بنسبة تفوق نسبة تأييد إسرائيل.

وقال 28% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 29 عاما، إنهم يؤيدون الفلسطينيين، أما نسبة مؤيدى إسرائيل من هذه الفئة العمرية فلم تتجاوز 20%.

وذكر31% أنهم يتعاطفون بشكل متساو مع الطرفين، ولم يعلن 22% موقفهم.

ويرتفع تأييد إسرائيل بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، إذ يؤيد المسنون الأمريكيون إسرائيل بعشرة أضعاف أولئك الذين يؤيدون الفلسطينيين.

وقالت الصحيفة: إن أحد التطورات المحتملة فى السياسة الأمريكية هو تغير وجهات نظر الأميركيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، وإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين عن النزوح عن منازلهم، مما أحدث أزمة إنسانية رهيبة.

ووجد استطلاع للرأى أجرته وكالة “إبسوس” فى منتصف نوفمبر الجارى أن الأمريكيين يرون أن بلادهم يجب أن تتصرف فى هذه الحرب كوسيط، وليس كداعم لإسرائيل.

وبينما أيدت غالبية المشاركين فى الاستطلاع رد إسرائيل على هجوم حماس، إلا أن اثنين من بين كل ثلاثة شاركوا فى الاستطلاع قالوا إنه يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات مع حماس لإعادة المحتجزين.

وتحركت مسيرات عارمة فى أمريكا خلال الحرب على غزة وسط غضب متزايد فى الولايات المتحدة بسبب دعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلى الذى قتل أكثر من 14 ألف فلسطينى وشرد أكثر من مليون خلال ستة أسابيع من الحرب أحادية الجانب.

وتجمع المتظاهرون المؤيدون لفلسطين بالقرب من محطة الاتحاد فى واشنطن، مطالبين بوقف إطلاق النار فى غزة المحاصرة وأن تتوقف الولايات المتحدة عن إرسال الأموال والجيش لإسرائيل الصهيونية كيان الاحتلال الغاصب للأراضى، كما تظاهر آلاف الأشخاص وسط مدينة نيويورك وداخل محطة القطار الرئيسية لنيويورك للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى والتنديد بدعم الولايات المتحدة للدولة العبرية.

وشهدت أغلب مدن وعواصم أوروبا والعالم مظاهرات سلمية ضد الإبادة الجماعية فى غزة وقصف المدنيين وقتل الأطفال والمرضى والمسعفين والأطباء والصحفيين وموظفى الأمم المتحدة وإقتحام وقصف المستشفيات وقتل الأسرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »