أحمس بن أبانا وحملاته على بلاد النوبة

 

مقالة كتبها د/حمدي الدالي

إستشاري فى التاريخ القديم

 

 

أحمس بن إبانا (بالمصرية القديمة ينطق : إياحمس سا إبانا) عاش أحمس بن أبانا في زمن الأسرة الثامنة عشرة ولد في مدينة الكاب، وإبانا لم يكن اسم أبيه بل اسم أمه،

كان قائداً في الجيش المصري و شخصية كبيرة المقام في البلاط الملكي في أوائل الأسرة الثامنة عشرة، وقد كان يحمل الألقاب التالية : رئيس بحارة الملك ورئيس بحارة ملك الوجه القبلي و الوجه البحري جسر كا رع (أمنحتب الأول) وحاجب الملك عائلة القائد “أحمس بن إبانا” محور البحث فيعد “أحمس” من أبرز القادة العسكريين الذين بزغ نجمهم في عصر الإمبراطورية.

وقد عاصر ملوك عدة حقق بمرافقتهم العديد من الانتصارات وقد عرفت عائلته من خلال النقوش المدونة علي جدران مقبرته بالكاب والتي تتكون من جده ووالده ووالدته وابنه “أحمس” وابنتيه “كم و سات إمن” و تزوجا من الكاتب “إتف ارري” وقد أنجبا كثير من الأبناء كان من أشهرهم “باحري” عمدة نخب و تزوج من “حنوت إير نحح” و أنجبا ثلاثة من الذكور و ثلاث من الإناث.

عمل تحت قيادة الملوك سقنن رع الثاني وأحمس الأول وأمنحتب الأول وتحتمس الأول، وقد سجلت سيرة أحمس بن إبانا على جدران مقبرته بمدينة الكاب كما سجلت أيضا معلومات هامة عن الأسرة السابعة عشر والأسرة الثامنة عشرة، حيث كان ظابط بحرية واحد نبلاء مدينة الكاب والتي تقع شمال ادفو في أسوان.

وانه خدم في عهد الملك أحمس الأول وامنحتب الأول وتحتمس الأول وهو قد ولد في مدينة نخب (الكاب) وانه اصبح ظابط بحرية مكان والده وادى وظيفته بشكل شجاع لدرجة وجود قائمة في مقبرته تشرح ممتلكاته من اماء وعبيد وبالاضافة للذهب الذي منح له 7 مرات بفضل شجاعته.

وسيرته الذاتية مهمة بشكل كبير وذلك لان لها أهمية تاريخية كبرى، حيث تعتبر المصدر الرابع المعاصر التي تعلمنا عن طرد الهكسوس من مصر.
حيث أنه يعتبر مصدرا هاما جداً في أنه يخبرنا عن الحروب التي خاضها اوئل ملوك الاسرة السادسة، وقد أرسل أحمس في عدة حملات الى النوبة وحملة وحيدة الى بلاد الشام.

ففي عهد الملك أحمس الأول تم ارساله جنوبا الى خنت حين نفر (بلاد النوبة) وذلك من اجل تأديب العصاه والمتمردين فى بلاد النوبة وكانت الحملة بقيادة الملك احمس الاول وحارب احمس بن ابانا بشجاعة واسقط اسرى لذلك كوفئ بالذهب. فى عهد الملك «أمنحتب الأول»، شارك «أحمس إبانا» في حملات هذا الفرعون على بلاد النوبة، ومُنح الذهب وبعض العبيد كمكافأة بسبب شجاعته في القتال.

وفى الحملة البحرية ضد القبائل النوبية في وادي النيل، ورُقى أثناء هذه الحملة إلى رتبة «رئيس البحارة»، كما شارك في حملة الفرعون الأسيوية على نهر (ميتانى)، والتي بلغت نهر الفرات.

والقائد «أحمس إبانا» قد نال تقدير الملك «أحمس الأول»، فأنعم عليه بمنحه ذهب الشجاعة في سبع مناسبات، كما أغدق عليه عدة أفدنة من الأرض الزراعية، فضلا عن تسعة عشرة من الرقيق؛ تقديرا لشجاعته وبطولاته العسكرية التي قدمها خلال خدمته بالجيش المصري.

وايضا حارب بشجاعة في الحملات الأخرى الى الجنوب مع الحملات التي كانت بقيادة كلا من الملك امنحتب الاول والملك تحتمس الاول والتي من خلالها كانوا يأمنون حدود مصر الجنوبية استكمالا لما بدأ به أحمس الأول بل انهم ضموا اراضي جديدة من الجنوب الى المملكة المصرية ، وهذا بالإضافة إلى حملته مع الملك تحتمس الأول الى سوريا حيث حارب بشجاعة لدرجة ان الإسرى كان عددهم لا حصر لهم.

وعلى الرغم من أن «أحمس بن ابانا» وصل الى سن الكهولة ولم يستطيع أن يحارب بسبب كبر سنه الا انه كان يكأفأ مثل الماضي وكان محبوبا وكان مثال الى الظابط الباسل الشجاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »