مقالة عمرها أكثر من 20 عامًا .. اليونانيون يصوتون ضد خطة الوحدة القبرصية

 

وضع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إكليلا من الزهور على نصب أتاتورك التذكارى فى لفكوشا ووقّع على الكتاب الخاص بالنصب التذكارى، ثم شارك برفقة رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار فى فعاليات “عيد السلام والحرية 20 يوليو” التى تقام فى شارع د. فاضل كوتشوك.

وفى إطار هذه المناسبة ننشر مقالة عمرها أكثر من 20 عامًا بعنوان “اليونانيون يصوتون ضد خطة الوحدة القبرصية” جاء فيها:

تم نسف محاولة تاريخية لإعادة توحيد قبرص بعد ثلاثة عقود من الانقسام الليلة الماضية عندما تحدت الأغلبية القبارصة اليونانيين فى الجزيرة بأغلبية ساحقة الضغوط الدولية ورفضت خطة السلام التى وضعتها الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من المناشدات التى وجهها الرئيس بوش، وتونى بلير، وكوفى عنان، والاتحاد الأوروبى، فقد صوت ثلاثة أرباع الجالية اليونانية لصالح رفض الاتفاق.

وقال دبلوماسيون: إن حجم الرفض لم يترك مجالا يذكر لإجراء استفتاء ثان مما يؤكد أسوأ مخاوفهم، وهى أن قبرص ستنضم إلى الاتحاد الأوروبى فى الأول من مايو كدولة مقسمة، وسوف تنتهى الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبى الآن فى “المنطقة الميتة” سيئة السمعة.

وفى تناقض صارخ مع التصويت اليونانى، أيد 69.1% من القبارصة الأتراك الاتفاق المعقد، مما فتح الطريق أمام المجتمع الدولى لرفع الحصار التجارى المعوق.

الليلة الماضية، فيما سيكون بمثابة ضربة لثلاثين عاماً من الجهود اليونانية لمنع الاعتراف الدولى بقبرص التركية، أعلن مفوض التوسيع بالاتحاد الأوروبى غونتر فيرهيجن أنه سيبحث على الفور عن طرق لتخفيف الحظر.

إن احتمال انتهاء حدود الاتحاد الأوروبى عند حدود شديدة التحصين سوف يلقى بظلاله على الاحتفالات المقبلة بمناسبة توسعه شرقا.

وقال نائب زعيم الحزب الاشتراكى الحاكم فى الجمهورية التركية الانفصالية فيدر سويير، لصحيفة “الأوبزرفر” من مكتبه فى شمال نيقوسيا: يبدو أن المشكلة القبرصية ستستمر وهذا يجعلنا حزينين للغاية.

وأضاف، نحن القبارصة الأتراك نريد إعادة التوحيد، إن الرفض من جانب القبارصة اليونانيين سيكون خبراً سيئاً للغاية، سيؤدى ذلك إلى حدوث جميع أنواع السيناريوهات المخيفة، هنا وفى تركيا.

وفيما يبدو أنها أولى علامات الأزمة السياسية فى الدولة المعلنة من جانب واحد، أصر رؤوف دنكطاش، زعيمها المخضرم والمعارض لخطة الأمم المتحدة، بغضب على أنه سيحتفظ بمنصبه على الرغم من النتيجة.

وكان مسؤولو الأمم المتحدة والدبلوماسيون الغاضبون، الذين عملوا على مدار الساعة لوضع خطة السلام المكونة من 9000 صفحة، يأملون بشدة أن يؤيدها الجانبان فى الوقت المناسب لانضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبى.

وفي رده على خيبة الأمل الدولية بشأن النتيجة، قال زعيم أكبر حزب فى الحكومة الائتلافية للقبارصة اليونانيين، ديميتريس كريستوفياس: النتيجة لا تعنى أننا لا نريد تسوية .. ما نحتاجه هو استئناف المفاوضات.

لتوضيح النقاط [فى الخطة] التى تحتاج إلى توضيح لجعلها مقبولة ومع الضمانات الأمنية التى نشعر بأنها حيوية للغاية.

وعلى الرغم من أن القانون الأوروبى سوف يمتد من الناحية الفنية عبر الجزيرة بأكملها بموجب معاهدة الانضمام، إلا أنه سيتم تعليق قوانين ومزايا الاتحاد الأوروبى فى الجيب الشمالى حتى يتم العثور على حل.

وتوخت خطة الأمم المتحدة إنشاء اتحاد فضفاض من دولتين تتمتعان بالحكم الذاتى إلى حد كبير، ومتساويتين سياسيا، فى الجزيرة في ظل حكومة مركزية ضعيفة، لكن القبارصة اليونانيين شعروا بأن الخطة غير عملية وغير عادلة.

وقالت بانايوتا باناييدو، زوجة أحد الخبازين، بعد أن أدلت بصوتها: “نريد حلاً ولكن ليس هذا الحل”.

وأضافت، نحن الأغلبية فى هذه الجزيرة والأتراك أقلية، بموجب مخطط الأمم المتحدة هذا، سيتعين علينا مشاركة كل شىء معهم بنسبة 50-50، ولا أعتقد أن هذا عادل.

وكان المسؤولون والسياسيون فى الاتحاد الأوروبى الذين يدعمون الخطة يأملون فى الفوز بنسبة كبيرة بما يكفى من الأصوات لإجراء استفتاء ثان فى الخريف، قبل القرار الحاسم بالسماح لتركيا ببدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبى.

وقد أُبلغت أنقرة بعبارات لا لبس فيها أن عليها أن تظهر استعدادها بشأن قبرص إذا أرادت الحصول على موعد لبدء المحادثات.

وعلى الرغم من أن التهديد ضمنى، إلا أنه كان مسؤولاً جزئياً عن التغيير غير العادى الذى اتخذته أنقرة فى سياستها المتشددة التى اتبعتها تقليدياً بشأن قبرص.

وقال أحد الدبلوماسيين فى الاتحاد الأوروبى: صحيح أن اليونانيين اضطروا إلى مواجهة واقع الحل للمرة الأولى وأن العملية برمتها كانت سريعة للغاية، ولكن بصراحة كان هناك أيضًا الكثير من المعلومات الخاطئة حول الخطة أيضًا، ومقرها فى نيقوسيا.

وأضاف، هذه خيبة أمل كبيرة وكبيرة، فى نهاية المطاف من المفترض أن يكون الاتحاد الأوروبى أكبر مشروع سلام على وجه الأرض، إن أكياس الرمل والأسلاك الشائكة ليست هى ما يدور حوله الأمر.

وقال وزير الخارجية جاك سترو: “أشعر بالحزن” لتصويت القبارصة اليونانيين، فى حين أصدرت المفوضية الأوروبية بيانا قالت فيه إنها “تأسف بشدة لمشاركة القبارصة اليونانيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »