سفير إيطاليا بالقاهرة: الدبلوماسية الثقافية تُعدّ أداة فعّالة وتقرّب بين الشعوب

قال سفير إيطاليا بالقاهرة ميكيلى كوارونى، إن الدبلوماسية الثقافية تُعدّ أداة فعّالة تتيح لنا التعبير بلغة إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية وتقرّب بين الشعوب.
وأكد، أن الروابط الثقافية المتجذّرة بين البلدين، والتى نشأت من قرون طويلة من التبادل الحضارى عبر ضفّتى المتوسط، ما زالت تنبض بالحيوية من خلال مبادرات مماثلة، مما يعمّق أواصر التفاهم ويعزز مسارات التعاون البنّاء.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الخميس، فى مؤتمراً صحفياً بالمتحف المصرى بالتحرير، نظمته وزارة السياحة والآثار – ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار، للإعلان عن معرض “كنوز الفراعنة” والمقرر افتتاحه بالعاصمة الإيطالية روما فى أكتوبر القادم، وذلك بالتعاون مع كلا من السفارة الإيطالية بالقاهرة وقاعة المعارض الإيطالية “سكوديرى ديل كويريناله”.
وأضاف السفير، يأتى هذا المعرض تجسيدًا حيًا لهذا المفهوم، حيث يجمع تحت مظلته مؤسسات وخبراء ومواطنين من مصر وإيطاليا ليؤكد أن الثقافة ليست مرآة للماضى فقط، بل بوابة تُفتح على المستقبل.
حضر المؤتمر كل من: الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل، ورئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار خالد مؤمن.
ومن جانبه، قال د. فابيو تاليافيرّى رئيس مجلس إدارة شركة ALES – الذراع الثقافى لوزارة الثقافة الإيطالية: إن شركة ALES SpA حققت من خلال شراكتها مع وزارة الثقافة الإيطالية فى إدارة Scuderie del Quirinale، هدفًا استراتيجيًا مهمًا عبر تنظيم هذا المعرض الكبير كنوز الفراعنة، مثمنًا، الدعم الاستثنائى لهذا المعرض، والذى يؤكد الدور المحورى للثقافة فى تعزيز العلاقات الدولية، ويعكس التزام ALES بتنظيم معارض ذات طابع تاريخى وجغرافى بالغ الأهمية.
كما أكد د. ماتيو لافرانكونى مدير قاعات Scuderie del Quirinale فى روما، أن المعرض يشكّل مصدر فخر كبير لـ Scuderie del Quirinale، هذا الفضاء الثقافى التابع لرئاسة الجمهورية الإيطالية والذى أتاح فرصة فريدة لتقديم مشروع ثقافى طموح للجمهور الإيطالي.
وتوجه بالشكر لافرانكونى، لكافة القائمين على تنظيم هذا المعرض، وكذلك المتحف المصرى بتورينو والذى يشارك بواحدة من مقتنياته وهى مائدة إيزيس الشهيرة (Mensa Isiaca)، والتى تُجسّد العلاقة التاريخية المتينة بين مصر وروما، وتُعدّ رمزًا للحوار والتواصل الممتد بين البلدين عبر آلاف السنين.
يضم المعرض، 130 قطعة أثرية تم اختيارها من المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الفن بالأقصر، لتروى قصة الحضارة المصرية العريقة عبر حقب زمنية متعددة، من خلال محاور تشمل الملكية، البلاط الملكى، المعتقدات الدينية، الحياة اليومية، الطقوس الجنائزية، والعالم الآخر، وسيظل مفتوحًا أمام الجمهور حتى مايو 2026، موفّرًا فرصة ممتدة للتواصل مع ماضينا العريق.
ومن بين أبرز القطع الأثرية التى يضمها المعرض والتى من بينها قطع تصل إيطاليا لأول مرة هى التابوت الذهبى للملكة أحمس نفرتارى، الذى يُعد مثالاً لفنون الدفن فى الدولة الحديثة، والمغطى بالكامل بالذهب، مما يعكس مكانة الملكة الرفيعة وعلاقتها الإلهية فى وقت كان يشهد تحولات سياسية كبرى، بالإضافة إلى القناع الذهبى الجنائزى للملك أمنموب، والذى يُجسد مفهوم الخلود الملكى من خلال استخدام الذهب، المعدن المقدس المرتبط بإله الشمس رع.
كما يضم المعرض، ثلاثية الملك منكاورع وهى منحوتة ضخمة تعود لعصر الدولة القديمة، تمثل الملك واقفاً بين الإلهة حتحور والإله المحلى لمنطقة طيبة، فى تجسيد قوى للسلطة المقدسة، والتابوت الذهبى لتويا جدة الملك إخناتون بزخارفه ونقوشه الهيروغليفية التى تروى رحلتها إلى العالم الآخر.
ومن القطع المميزة كذلك قلادة الذباب الذهبى الأسطورية الخاصة بالملكة أحمس نفرتارى، وهى وسام عسكرى لم يُمنح إلا لأعظم محاربى مصر، وتشهد على دورها الحيوى فى حماية استقرار المملكة فى فترة مفصلية من تاريخها.
ويستعرض المعرض أيضًا، المجتمع المصرى القديم، وسلطة الفراعنة الإلهية، والحياة اليومية، والمعتقدات الدينية، والطقوس الجنائزية، وأحدث الاكتشافات الأثرية.
ومن تماثيل الملك رمسيس السادس والملك تحتمس الثالث المهيبة إلى الحُلى الملكية الدقيقة، ومن الأدوات اليومية المصنوعة ببراعة إلى التوابيت المزخرفة بالرموز المقدسة.
يكشف المعرض، عن مدى التطور الفنى والروحانى العميق الذى ميّز الحضارة المصرية القديمة وجعلها واحدة من أكثر الحضارات سحراً وتأثيراً فى التاريخ.
ويخصص، محوراً خاصاً ل”للمدينة الذهبية” والتى تعد من أهم الاكتشافات الأثرية فى السنوات الأخيرة، حيث كشفت الحفائر عن مجمع سكنى كبير يعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث والملك إخناتون، وقدمت رؤى غير مسبوقة حول الحياة اليومية للحرفيين وأسرهم.
يذكر، أن معرض “كنوز الفراعنة” يعد ثانى أكبر معرض أثرى يقام فى إيطاليا بعد المعرض الذى أقيم فى قصر غراسى فى مدينة البندقية بين عامى 2002 و2003، والذى سلط الضوء على دور الملوك فى عصر الدولة الحديثة.
https://shorturl.fm/bODKa