ترامب – الأنتخابات الأمريكية 2024

هل يعيد الامريكيون، واعني تحديدا الخصوم السياسيين للمرشح الرئاسي والرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، اكتشافه ليعرفوا عنه ما لم يكونوا يعرفوه، وهو من كان بينهم طيلة اربعة اعوام كشف فيها لهم عن كل ملامح ومعالم شخصيته كرئيس وكسياسي ورجل دولة وانسان.؟
الم يكونوا ينتقدوه، ولم يكونوا في ذلك وحدهم، علي مزاجيته وتقلباته ونرجسيته المفرطة وعلي انفراده باتخاذ قراراته دون الرجوع فيها. الي اقرب معاونيه ومستشاريه.؟. والم يكن هو من ياتي بوزرائه وكبار مستشاريه ثم يقصيهم من مواقعهم بقرارات مفاجئة لهم دون توجيه كلمة شكر واحدة لهم علي عملهم الي جانبه لان مثل هذه الدبلوماسية الشخصية لم تكن احدي سمات شخصيته؟. والم تنتهي علاقته مع نائبه مايك بنس كأسوأ ما تكون.؟ وقبلها مع وزير خارجيته تيلرسون ومستشاره للامن القومي جون بولتون.؟
وهل كان الرئيس ترامب غامضا في مواقفه وتوجهاته من تحالف الناتو واصراره علي ضرورة تحميل الدول الاوروبية الاعضاء فيه بالعبء الاكبر من التكاليف والاعباء ومطالبته لها بتخصيص نسبة اكبر من موازاناتها للدفاع باعتبارها المستفيد الاول من هذا التحالف الدفاعي وليس الولايات المتحدة التي يمكنها الاستغناء عنه ولديها من قدراتها الذاتية ما يمكنها ان تدافع به عن امنها، واعفاء نفسها مما يفرضه عليها هذا الحلف من التزامات،مجحفة وغير عادلة بالنسبة لها والم يصرح بذلك مرارا تحت شعار امريكا اولا واحدث به ازمة حقيقية في دائرة العلاقات الامريكية الاوروبية.؟
والم يكن نمط علاقاته مع كل من روسيا والصين معروفا،. والم تكن علاقته بهما قائمة علي مهادنتهما ولكن ضمن حدود معينة لا يسمح لهما بتجاوزها؟. واما عن سياساته الحمائية في ادارته لعلاقاته التجارية والاقتصادية مع الصين بما يضع المصالح الامريكية في المقام الاول، فهي كلها امور معروفة. وكان وما يزال واضحا تماما فيها. ولن يتحول عنها اذا ما قدر له ان يعود الي البيت الابيض من جديد.. والاكثر من ذلك اننا لم نسمع من روسيا والصين طوال فترة رئاسته عن التعددية القطبية في النظام الدولي، ولم يثيرا هذه القضية الا مع خلفه الرئيس الحالي جو بايدن.. والمغزي واضح…
واما عن سياساته في الشرق الاوسط فكانت واضحة هي الاخري كل الوضوح حيث كانت تضع اسرائيل علي قمة اهتماماتها واولوياتها وكان انحيازه لها بلا حدود، وهو صاحب مبادرات صفقة القرن والسلام الابراهيمي وغيرهما لادماج اسرائيل في الشرق الاوسط من خلال ترتيبات امنية واقتصادية اقليمية يكون لها دور محوري فيها.. الم يكن ذلك معروفا لخصومه وللعالم كله.؟.
وكذلك الحال بالنسبة لسياساته الداخلية، وهي الاصل والاساس ومحور برنامجه الانتخابي الرئاسي كله.. فهي معروفة ومعلنة ويدافع عنها ولا يخفيها، كما ان موقفه من مشكلة المهاجرين غير القانونيين ومن ضرورة ابعادهم والتخلص منهم لما يشكلونه من خطر علي امن وسلامة المجتمع الامريكي ، وهذا الموقف ليس جديدا عليه، وان كان تركيزه عليه يبدو مبالغا كثيرا فيه، حتي ان ترحيل المهاجرين الاجانب يكاد يكون الشعار الابرز لحملته الانتخابية..وهي قضية حساسة وشائكة ومعقدة وتثير خلافات حادة حولها ما بين مؤيد ومعارض لها..لكن ما يعنينا هو انه يرفضهم ولا يخفي كراهيته لهم.
واجمالا، فان مفاتيح شخصية ترامب معروفة وشفرته ليست سرا غامضا حتي نحتار في فهمه او في ما سوف نتوقعه منه.. لكنه وبرغم كل عيوبه، فان مما يحسب للرئيس السابق ترامب ، ان فترة رئاسته كانت من اكثر الفترات هدوءا ومن اقلها صراعات مسلحة، اقليمية كانت او دولية، وذلك بخلاف بايدن الذي جاء بعده ليشعل الحرائق وبثير الحروب بالوكالة بتحريضه عليها او بتواطئه فيها، وليدمر الشرق الاوسط كما لم يفعل اي رئيس امريكي سابق.. هذا بينما كان ترامب يسعي لتحقيق السلام في هذه المنطقة من العالم وان كان بمفهومه وبطريقته ولو قدر له ان يبقي لفترة رئاسية ثانية لما كان قد حدث الكثير مما حدث، او هذا هو تصوري…. ويبقي الامر في النهاية بيد الناخبين الامريكيين ليقولوا كلمتهم فيه عندما يذهبون الي صناديق الاقتراع ليختاروا رئيسهم الجديد في الخامس من شهر نوفمبر المقبل..اي بعد ثلاثة اسابيع من الآن بالتمام والكمال…..؟