“الفاو” تطلق مبادئ توجيهية جديدة لدعم بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا للحد من فقد وهدر الأغذية
فى إطار جهودها الرامية إلى تحقيق انتقال عادل إلى أنماط إنتاج واستهلاك أكثر استدامة ومرونة وكفاءة وخفض الطلب على الموارد الطبيعية، نشرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مبادئ توجيهية جديدة للعمل على الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وتقدم هذه المبادئ التوجيهية، إرشادات ذات صلة ومصممة خصيصًا لدول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لتنفيذ مدونة قواعد السلوك الطوعية للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية بما يتماشى مع خطة عمل 2030 وأهداف أنظمة الأغذية الزراعية الوطنية.
وتوفر المبادئ أساسًا لتطوير الاستراتيجيات والسياسات والتشريعات الوطنية التى تمكّن من الحد من فقد الأغذية وهدرها فى بلدان المنطقة.
وقال أحمد مختار – كبير الخبراء الاقتصاديين فى مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: إن فقد وهدر الغذاء يعكس عدم كفاءة النظم الغذائية الزراعية وعدم استدامتها، وهو ما يترتب عليه آثار سلبية على الاقتصاد والأمن الغذائى والتغذية والبيئة.
وأضاف، أن الحد من الفاقد والمهدر عبر نظام الأغذية الزراعية يمكن أن يولد فرص العمل، ويزيد الدخل، ويدعم النظم الغذائية الصحية، ويزيد القدرة على الصمود فى مواجهة مخاطر المناخ والصدمات الاجتماعية والاقتصادية.
ويشكل هذا الأمر نقطة بداية مهمة للانتقال إلى أنظمة أغذية زراعية أكثر كفاءة وشمولاً ومرونة واستدامة وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.
وقدمت منظمة الأغذية والزراعة، المبادئ التوجيهية الجديدة فى ندوة عبر الإنترنت شارك فيها أصحاب المصلحة المشاركين فى عملية التشاور والمجتمع الأوسع من الخبراء والممارسين وصانعى السياسات فى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الذين يعملون على معالجة فقد وهدر الأغذية.
وخلال الندوة، قدّم متحدثون مدعوون أفضل ممارساتهم وخبراتهم بشأن الإجراءات الرامية إلى إحداث تغيير حقيقى فى تقليل الفاقد والمهدر من الأغذية الزراعية للمساعدة فى تحويل نظام الأغذية الزراعية.
وتوفر المبادئ التوجيهية إطار عمل مصمم خصيصًا لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا مع خمس عوامل تمكينية وثلاث مجالات عمل كنهج شامل ومتكامل لتطوير السياسات التى تؤدى إلى الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية.
ومجالات العمل الرئيسية الثلاث هى:
-تعزيز أطر السياسات والتنظيم والمؤسسية.
-قياس وتقييم ومراقبة الهدر والفاقد وحلول الحد منها.
-تعزيز الممارسات الجيدة على طول سلسلة التوريد.
ويعمل الإطار الجديد، الذى تقوده الحكومات، على تمكين وضمان عملية تشاركية ومتعددة أصحاب المصلحة تعمل على زيادة انخراط وإشراك الجهات الفاعلة فى جميع القطاعات والتخصصات ذات الصلة بفقد وهدر الأغذية على المستويين الوطنى ودون الوطنى.
وتتضمن المبادئ التوجيهية، آلية تنسيق رفيعة المستوى تتولى مسؤولية تطوير وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية الخاصة بفقد وهدر الأغذية وضمان تماسك السياسات والمساءلة.
وقالت مريم رضائى – مسؤولة الصناعات الزراعية فى مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: تم تصميم هذه المبادئ التوجيهية لتكون أداة عملية لبلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التى تسعى إلى معالجة مشكلة فقد الأغذية وهدرها وتسهيل التحول فى نظم الأغذية الزراعية لديها.
وأضافت، نحن نتطلع إلى الخطوات التالية ونحرص على العمل بشكل وثيق مع البلدان الأعضاء، وكذلك مع المؤسسات الإقليمية وشركاء الموارد وأصحاب المصلحة فى جميع أنحاء المنطقة لوضع المبادئ التوجيهية موضع التنفيذ.
وخلال الندوة، عرضت منظمة الأغذية والزراعة أيضًا موقعها الإلكترونى الجديد الذى تم تطويره لدعم التواصل وتبادل المعرفة والخبرات والممارسات الجيدة التى تهدف إلى تعزيز جهود الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية التى يبذلها أصحاب المصلحة فى جميع أنحاء منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.