الاسباب التى جعلت السوفيتى يدفع مصر نحو صدم الحرب مع إسرائيل

ملاحظاتي حول الاسباب التي جعلت السوفيت يدفعون مصر والرئيس عبدالناصر في المسار الذي كان لا بد وان يفضي الي الصدام والحرب مع اسرائيل ، بدلا من ان يقوموا بدورهم في التهدئة وخفض التوتر ومنع الحرب ؟. واوجزها في الآتي. :
( اولا). انه رغم كل تلك العلاقات بين الاتحاد السوفيتي ومصر في مجال التسليح والاقتصاد ، وفي غيرهما من المجالات، فان الرئيس عبد الناصر لم يكن هو رجل السوفيت في الشرق الاوسط، ولم يكن لسنوات طويلة بعد ثورة يوليو موضع رضائهم لموقفه الثابت المعادي للشيوعية والشيوعيين في مصر وكانوا ضيوفا دائمين علي سجونه ومعتقلاته ، وهو ما سبب احراجا شديدا للقيادة السياسية السوفيتية في عهد الزعيم السوفيتي خروشوف بسبب الدور الذي قامت به لتسليح الجيش المصري وبناء السد العالي وفي تشييد قاعدة صناعية ضخمة في مصر بالتمويل والخبرة السوفيتية.
وكان ذلك احد الاسباب المهمة التي اطاحت بخروشوف وفي اتهامه في المحاكمة الحزبية السريعة التي جرت له بعد الاطاحة به ، بانه قدم كل هذه المساعدات الاقتصادية والمالية لمصر علي حساب الشعب السوفيتي، دون ان يجني الاتحاد السوفيتي شيئا بالمقابل.. ولذلك لم يكن غريبا ان تكون القيادة الثلاثية التي حلت مكانه في رئاسة الدولة والحكومة والحزب ، غير متعاطفة مع عبد الناصر او مع مواقفه وسياساته.. وكان اكثرهم عدم تقبلا له هما الثنائي كوسيجين رئيس الحكومة وبودجورني رئيس الدولة، اما بريجنيف زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي فكان اقلهم تطرفا في مواقفه. اريد ان اقول ان العلاقات المصرية السوفيتية مع بريجنيف فقدت الكثير من حرارتها عما كانت عليه مع خروشوف رغم ما شابها احيانا من خلافات وتوترات.. ودخلت من جانبهم في مرحلة جديدة من المراجعة واعادة التقييم الذي ياخذ المصالح السوفيتية في اعتباره اولا..ومن هنا اختلف النمط والاسلوب.
( ثانيا) ان القيادة السوفيتية الجديدة بزعامة ليونيد بريجنيف كانت تبحث عن حلفاء لها في الشرق الاوسط ، كما في غيره، موثوق فيهم، ويمكنها الاعتماد عليهم في تنفيذ استراتيجيتها العالمية الجديدة عند هذه المرحلة من تطور الحرب الباردة ، ولم يكن الرءيس عبد الناصر بالتاكيد واحدا من هؤلاء ، فهو لم يكن ليقبل بدور الشريك التابع او المنقاد للسوفيت او لغيرهم وان يكون مجرد منفذ لسياساتهم ليفقد مكانته وسمعته الدولية الكبيرة ، وهو الزعيم القومي العربي الكبير ، واحد القادة الكبار لمجموعة عدم الانحياز ، وابرز زعماء افريقيا.. وهو ما لم يكن يلائم شروطهم او يستجيب لموصافاتهم في من يمكن ان يضعوا ثقتهم فيه او في ان يقوم بالدور المطلوب منه.. وربما كان هناك بديل للرئيس عبدالناصر يجري تجهيزه وقتها ، ولم يكشفوا النقاب عنه تاركين الامر لمجريات الظروف.
( ثالثا.). انه في التوقيت السابق علي حرب يونيو، وطيلة خمس سنوات كاملة، كانت حرب اليمن قد انهكت الرئيس عبدالناصر والجيش المصري وضاعفت متاعب مصر الاقتصادية التي زادت حدتها مع قطع المعونات الاقتصادية والمالية الامريكية عنها من قبل الرءيس جونسون، وهو ما فسره السوفيت بانه قد يكون بداية النهاية لحقبة الرئيس عبدالناصر ونظام حكمه ،بعد ان استهلك عبدالناصر كل طاقاته الثورية ولم يعد لديه ما يمكن ان يقدمه او يعطيه لمصر او للمنطقة العربية، وانه كان عليهم بالتالي ان يبحثوا لانفسهم عن خيارات اخري يعقدون رهاناتهم عليها.
(. رابعا.). ان اقحام مصر في حرب خاسرة ضد اسرائيل كان يمكن ان يهيئ لمرحلة جديدة في مصر تساعد السوفيت علي تحقيق اهدافهم.. او بمعني آخر ان هزيمة مصر في حرب ضد اسرائيل كان من المحتمل في توقعهم ان تاتي بنظام حكم آخر يكون اكثر اعتمادا علي الاتحاد السوفيتي. واكثر ارتماء في احضانه وانصياعا لسياساته من نظام عبد الناصر.. اقول ربما كان هذا هو تصورهم اذا ما وقعت مثل هذه الحرب وانتهت بخسارة مصر لها..وهذا مجرد اجتهاد في التفسير ،وربما كانت هناك اسباب ودوافع اخريزغابت عني..وكانت وراء الكثير مما حدث وقتها.
يبقي القسم الآخر من هذا العرض حول ما فعله الاتحاد السوفيتي لتحريك الامور باتجاه الصدام والحرب.
Istanbul walking tour Learned a lot about Ottoman history. https://www.dscc.lk/?p=2764
المقال ممتاز جداً جداً جداً وتحليل قوى
https://shorturl.fm/Pk0XC
https://shorturl.fm/3KDuM
Sultanahmet walking tour The Bosphorus cruise included in the city tour was unforgettable. https://www.lowriskperu.com/?p=13053
https://shorturl.fm/Lh6Wg