سلطنة عُمان .. حُضورٌ فاعلٌ ودعمٌ ثابتٌ لتعزيز التضامن العربى والإسلامى

تُشارك سلطنة عُمان، غدًا الإثنين، فى القمّة العربية الإسلامية الطارئة التى تُعقد فى الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلى الغاشم الذى استهدف قيادات رفيعة فى حركة حماس داخل الأراضى القطرية.
تأتى مشاركة سلطنة عُمان فى هذه القمّة تأكيدًا على دورها وحضورها الفاعل، وموقفها الثابت والراسخ فى رفض أى اعتداء على سيادة الدول، وتشديدًا على أنّ الأمن الخليجى والعربى وحدةٌ لا تتجزأ، وأنّ أى مساس به يمثّل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأسرها.
وتعكس هذه المشاركة عمق روابط الأخوّة المتينة التى تجمع سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة، والتضامن التام معها، ونهجها الدائم فى الوقوف إلى جانب أشقائها فى الأزمات، ودعم الجهود الجماعية الهادفة إلى حماية الأمن القومى العربى والإسلامى فى وجه ما تتعرّض له بعض الدول من اعتداءات وانتهاكات تمسُّ استقرارها وسيادتها، وصون مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، والتأكيد على أنّ الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لمعالجة التوترات وتحقيق السلام العادل والدائم.
وتُبرز القمة التى تأتى فى ظل هذه الظروف الاستثنائية الحاجة الملحة إلى توحيد الصف، وبلورة موقف عربى وإسلامى موحّد وقوى، يعكس إرادة واضحة فى الدفاع عن المصالح وحماية المكتسبات.
وأكّد سفير سلطنة عُمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالله الرحبى فى تصريحات له، أنّ عقد القمة فى هذا التوقيت جاء فى لحظة بالغة الدقة والخطورة، تُحتّم على الدول العربية والإسلامية الوقوف صفًا واحدًا فى مواجهة التهديدات التى تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وقال: تأتى القمة فى توقيت حساس وسط تصعيد عسكرى وسياسى غير مسبوق بلغ ذروته بالعدوان الإسرائيلى المتواصل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزّة، وانتهاك سيادة دولة قطر الشقيقة عبر تصريحات ومواقف عدوانية تتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، وما لم يكن هناك موقف عربى وإسلامى موحّد، فإنّ المنطقة بأسرها قد تُدفع إلى حالة من الفوضى تُهدد السلم الإقليمى والدولى.
وأضاف الرحبى، أنّ سلطنة عُمان بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق تؤمن إيمانًا راسخًا بضرورة احترام سيادة الدول، وحلّ النزاعات بالطرق السلمية، وترفض أى انتهاك لأمن دولة شقيقة، سواء كان عسكريًا أو سياسيًا أو إعلاميًا.
وأن ما جرى من استهداف لدولة قطر الشقيقة هو استهداف لكل الخليج ولكل من يؤمن بالسلام العادل، وهو تحدٍّ لا يُواجه بالتصريحات فقط، بل بالتحرّك العربى المشترك والضغط الدولى لوقف هذه السياسات العدوانية.
وشدّد الرحبى، على الدور الحيوى الذى تضطلع به كلٌ من: مصر وقطر فى الوساطة بين حركة حماس ودولة الاحتلال، مشيرًا، إلى أنه لا يمكن تجاهل الدور البالغ الأهمية الذى تقوم به قطر -إلى جانب الأشقاء فى مصر- فى الوساطة الإنسانية والسياسية لتأمين وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة المدنيين، والسعى إلى حلول تُعيد الأمن والاستقرار.
وأفاد، بأنّ هذه الجهود – التى يشهد لها المجتمع الدولى – تؤكّد التزامًا عربيًا صادقًا بمبادئ السلام والعدل، وأصبحت هدفًا لحملات عدوانية من قبل الاحتلال الذى يسعى إلى إفشال كل مسعى عقلانى ومتوازن، والضرب فى الخاصرة عبر التشكيك فى نوايا الوسطاء وتقويض مصداقيتهم.
وذكر الرحبى، أنّ ما جرى ويجرى يؤكّد على أنّ منطق الغدر والخيانة بات متأصلاً فى سياسات الاحتلال، وهو لا يستهدف فقط شعبًا تحت الاحتلال، بل يضرب فى عمق الجهد العربى المشترك من أجل السلام.
ولفت، إلى أن سلطنة عُمان أظهرت عبر اتصالات قيادتها الحكيمة – وكان أبرزها اتصال السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان بأخيه أمير قطر – تضامنًا مبدئيًا وراسخًا، ينطلق من احترام عُمان لسيادة الدول وحرمة أراضيها، ورفض أى تدخل أو استهداف موجه ضدها.
وفيما يتصل بالقضية الفلسطينية، قال الرحبى: إنّ سلطنة عُمان تؤكّد على أنّ السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال، ووقف العدوان على الشعب الفلسطينى، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف، لا يمكن القبول بإزدواجية المعايير الدولية التى تصمت عن إرهاب الدولة المنظم وتدين مقاومة شعب يُقاتل منذ عقود من أجل حريته، فإسرائيل اليوم تمارس العنف بأبشع صوره وتستخدم عقائد متطرفة لتبرير احتلالها، فى حين يُحمَّل الطرف الأعزل وحده المسؤولية، وهذا منطق مرفوض ومُدان.
وأكّد، أنّ سلطنة عُمان – من خلال وزارة الخارجية العُمانية – تواصل العمل مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد حلول عادلة ودائمة تضمن استقرار المنطقة وإنهاء دوامة العنف.
وأضاف، ترى سلطنة عُمان فى هذه القمّة فرصة لبناء موقف عربى إسلامى موحّد، يرفض التهديد بالقوة ويدين الاعتداءات ويدعم جهود الوساطة والمبادرات الإنسانية ويُعيد الاعتبار للعدالة الدولية.
واختتم السفير تصريحه بالتأكيد على أنّ العمل العربى المشترك يحتاج اليوم – أكثر من أى وقت مضى – إلى التماسك وإصلاح منظومة العمل داخل الجامعة العربية، وتغليب المصلحة العليا للأمة على أية اعتبارات أخرى، ودون ذلك، فإننا نُخاطر بترك الساحة فارغة لمنطق التطرف والهيمنة والفوضى.