سفير سلطنة عُمان بالقاهرة

أكد سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبى، أن العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان عميقة بشكل فريد تعود جذورها إلى آلاف السنين، إإلى عصر ملوك وملكات مصر القديمة، عندما كانت القوافل تحمل الروائح العمانية عبر المحيط والبحر الأحمر للوصول إلى وادى النيل.
حياستُخدمت تلك الروائح العمانية لإضافة عطر جميل إلى المعابد المصرية، وكذلك لتأسيس تجارة مزدهرة ورابط ثقافى متين، منذ ذلك الحين، ظلت العلاقات بين هذين البلدين مستقرة ومتوازنة، مما يعكس حكمة قادتهما على مر العصور وإصرارهما على استمرار التشاور والتنسيق فيما بينهما.
جاء ذلك خلال كلمته، مساء الخميس، فى حفل نظمته سفارة سلطنة عُمان بمناسبة اليوم الوطنى، وذلك بأحد الفنادق.
وتابع السفير: تُقدّر سلطنة عُمان بشدة الحضور المصرى الكبير وهو حضور لطالما لقى ترحيبًا من حكومة وشعب عُمان وحضور لعب دورًا إيجابيًا للغاية فى مسيرة عُمان نحو التحديث.
وأضاف، فى ظل القيادة الحكيمة لكل من السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسى، تطورت العلاقات بين البلدين من مجرد إيماءات رمزية إلى مصالح متبادلة، ووصلت الآن إلى رؤية مشتركة.
خلال عام 2025، امتلأت العلاقات المصرية – العمانية بلحظات ابتهجت فيها عُمان بمصر، وبلغت ذروتها بمشاركة الشيخ ذى يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير -نيابةً عن سلطان عُمان.
ووجه السفير، التهنئة للمصريين على هذا التصميم التاريخى الذى يعتبر إنجازًا عربيًا نفخر به جميعًا.
كما كانت بداية عام 2025 مناسبة تجلت فيها الروابط العميقة والتقدير المتبادل بين مصر وعُمان من خلال مشاركة عُمان كضيف شرف فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهو معرض دولى تألقت فيه الثقافة العمانية واحتضنت الثقافة المصرية الغنية فى أجواء احتفالية تليق بالبلدين وتاريخهما الغنى.
بالإضافة إلى ذلك، كان اختيار د. خالد العنانى رئيسًا لمنظمة اليونسكو ثمرة تنسيق عربى مشترك، وهو اختيار أسعد كل عربى وأظهر أيضًا قدرة العرب على إثبات وجودهم على الساحة الدولية.
تُوج هذا الدور المصرى بالقمة الدولية التى عُقدت فى شرم الشيخ، وشهدت توقيع مبادرة الرئيس الأمريكى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة من قبل مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وعكست المشاركة الواسعة من القادة الإقليميين والدوليين فى تلك القمة أثر الدبلوماسية المصرية والتزامها بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى.
وأكدت مصر وسلطنة عُمان دائما على ضرورة الوقف الكامل للعدوان وحماية المدنيين ورفضهما أى انتقاص من حقوق الشعب الفلسطينى أو محاولة تهجيره من وطنه.
ومن جهة أخرى، قال السفير: إن اليوم الوطنى المجيد يجسد الاحتفال بتاريخ عُمان الغنى الذى يعود تاريخه إلى تأسيس دولة آل بوسعيد فى 20 نوفمبر 1744، عندما وحّد المؤسس الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدى راية الأمة، وأرسى دعائم الدولة العمانية الحديثة القائمة على السيادة والوحدة والحكم الرشيد.
وأضاف، تُعد هذه المناسبة أيضًا فرصة لتكريم سلاطين عُمان الذين حملوا مسؤوليتهم بإخلاص عبر الأجيال، محافظين على وحدة البلاد وازدهارها، ومعززين حضورها الحضارى والإنسانى إقليميًا ودوليًا.
فى هذا اليوم الوطنى المجيد، نحتفل أيضًا بمسيرة وطننا الحبيب، سلطنة عُمان، والإنجازات العديدة التى تحققت منذ فجر نهضتها عام 1970 التى أرساها جلالة السلطان قابوس بن سعيد.
واستمرت وترسخت اليوم بفخر فى ظل قيادة السلطان هيثم بن طارق الحكيمة التى تحافظ رؤيته المتجددة على التوازن بين الأصالة والاعتدال مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.
وتابع السفير: أرست سلطنة عُمان نهجًا دبلوماسيًا راسخًا قائمًا على الحياد الإيجابى والتوازن والحوار واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى.
وتواصل الدعوة إلى تغليب الحكمة وتهدئة التوترات واستخدام الوسائل السلمية لحل النزاعات دون التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وفى هذا السياق، تؤكد سلطنة عُمان موقفها الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطينى المشروع فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية.
وتدعو عُمان المجتمع الدولى إلى العمل الجاد من أجل تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل العادل والوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم فى الشرق الأوسط، مؤكدةً، أن أى شىء أقل من ذلك يبقى إجراءً مؤقتًا لا يخدم المصالح الجماعية ولا يحقق الاستقرار.
وتابع السفير: ترى عُمان أن الوقف المؤقت للعمليات العسكرية فرصة لإحياء العملية السياسية واستئناف حوار جاد يؤدى إلى سلام عادل يضمن الحقوق المشروعة للجميع ويعزز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما تؤكد رفضها الثابت للانتهاكات ضد سيادة الدول وتدعم جميع الجهود التى تُسهم فى خفض التصعيد والحوار وحماية المدنيين.
ونؤمن بأن مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والبيئية العالمية تتطلب تضامناً دولياً حقيقياً يرتكز على العدالة والتعاون واحترام القانون الدولى بعيداً عن المعايير المزدوجة ومنطق القوة.
وأضاف السفير، فى ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق تتقدم سلطنة عُمان بثقة نحو تحقيق تطلعاتها الوطنية ورؤيتها الاستراتيجية، وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة، وإعلاء قيم العدالة والتسامح، وغرس الإيمان العميق بالعمل والمستقبل فى شعبها.
كما تساهم القطاعات غير النفطية الآن بأكثر من 65% من الناتج المحلى الإجمالى، بينما انخفض الدين العام إلى حوالى 35%، مما يعكس مرونة الاقتصاد العُمانى وثقة المؤسسات الدولية فى أدائه.
وفى مجال الاستدامة البيئية، تتقدم عُمان نحو تحقيق صافى انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050 من خلال مشاريع طموحة فى مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
كما تم إنشاء مركز عُمان للانبعاثات الصفرية الصافية لتنسيق الجهود الوطنية، إلى جانب السياسات الجديدة لتجارة الكربون وإصدار شهادات الأداء البيئى.
علاوة على ذلك، زاد عدد المحميات الطبيعية إلى 31 منطقة محمية، وتم غرس أكثر من ثلاثة ملايين شجرة، مما يؤكد التزام عُمان بالحفاظ على البيئة وحماية الموارد للأجيال القادمة.
حضر الحفل كل من: وزير الشباب والرياضة أشرف صبحى، وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو، د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، الأمير محمد على حفيد الملك فاروق، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر إيلينا بانوفا.
وعدد من الفنانين المصريين منهم: يسرا، صفية العمرى، أحمد بدير، سامح الصريطى، الإعلامى طارق علام.
كما حضر عدد من السفراء منهم: الأردن، المغرب، سنغافورة، الكاميرون، بنجلاديش، السعودية، العراق، فلسطين، قطر، كولومبيا، أرمينيا، سريلانكا، اليمن، الكويت، رومانيا، الفاتيكان، صربيا، لبنان، كازاخستان، بروناى، ألمانيا، بلغاريا، الصومال، الجزائر، رواندا، أستراليا، فنزويلا، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة تونس، القائم بأعمال سفارة ليبيا، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى مصر، قنصل البحرين.




