رأي عام : مقالة دكتورة / نادية مصطفي عبدالحكيم – القاهرة

 

 

 

بقلم دكتورة / نادية مصطفي عبدالحكيم

 

امام تصاعد ازمة وباء كورونا في العالم ، ولامبالاة الناس الشديدة عندنا بما تطلب الدولة منهم الالتزام به وبالأخص الابتعاد ما امكن عن التجمعات وتجنب الزحام وعدم الاختلاط الزائد في اماكن العمل وخارجها ، لحماية صحتهم وارواحهم هم وذويهم من عدوي هذا الفيروس اللعين الذي يفتك بالبشر بلا رحمة في كل مكان ،

اقترح ان تقوم الدولة بتخصيص احدي قنواتها الفضائية الرسمية وبصورة كاملة لادارة ازمة وباء كورونا مع الرأي العام المصري بكل فئاته وشرائحه ومستوياته الاجتماعية والثقافية والتعليمية ، باستراتيجية اعلامية مختلفة وباليات واساليب اعلامية قادرة علي اختراق عقول الناس وقناعاتهم ومشاعرهم لاقناعهم بخطا ما يفعلونه الان بحق انفسهم وذويهم وبحق غيرهم ممن لا ذنب لهم في ما يمكن ان يصيبهم من خسائر وأضرار بسببهم .

اتصورها قناة اعلامية حافلة باحدث تقارير المعلومات الموثقة من مختلف المصادر الطبية والعلمية والبحثية ذات العلاقة بهذا الامر ، وايضا بما يطرحه المفكرون وقادة الراي وعلماء الدين عندنا من اجتهادات ورؤي وافكار ايجابية مفيدة حول دور الفرد والمجتمع في مثل هذه الظروف الصعبة والخطيرة . اري انه لا بد من وضع الناس في صورة ما يجري في العالم من حولنا ليس بهذا الشكل العشوائي الذي نراه ، وانما بصورة انتقائية مدروسة ودقيقة ومؤثرة حتي يحكم الناس لانفسهم بانفسهم علي تصرفاتهم التي نعيبها حاليا عليهم ونطالبهم بالعدول عنها دون تجاوب او اكتراث كاف منهم باهمية وخطورة ادوارهم في التعامل مع هذه الازمة غير المسبوقة في عنفها وتوقيتها .

ان تطوير مثل هذه الاستراتيجية الاعلامية : استراتيجية ادارة ازمة كورونا علي جبهة الاعلام الخطيرة هي في رأيي دور ومسئولية وزير الدولة للاعلام بالتنسيق مع كل الاجهزة الاعلامية المعاونة له او التي تخضع لاشرافه المباشر في الدولة . وهنا لا يكفي ان يعقد وزير الدولة للاعلام كما سبق له ان فعل منذ فترة مؤتمرا صحفيا مع وزير او وزيرين للصحة والسياحة لينتهي الامر بعدها عند هذا الحد لان المهمة المنوطة به صعبة ومستمرة وابعادها تكاد تكون الان بلا حدود مكانية او زمانية معينة . وهو امر ليس موضع اختلاف حتي ننقسم بشانه بين مؤيد ومعارض .

مرة اخري اقول انه لا باس من ان تستمر هذه القناة الاعلامية في البث والارسال والتواصل مع المجتمع وتلقي اراءه ومقترحاته وشكاويه لبعض الوقت الي ان ينزاح هذا الكابوس المرعب عنا وعن العالم . وعندما تعود الحياة بعدها الي طبيعتها فلن نكون وقتها بحاجة الي مثل هذه القناة ولا الي غيرها .

هذه مجرد فكرة متواضعة قد تفيد في ظروف صعبة لا يعيشها شعبنا كما ينبغي من الوعي والحرص والالتزام والذي بدونه سوف تذهب كل هذه الجهود سدي . وفي كل الاحوال تبقي الفكرة قابلة للنقاش ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »