رأي عام : مقالة السيد / سامح موسى – دبي

 

المدير العام التنفيذي

اونست للاستشارات الأمنية ونقل الأموال

 

كورونا وعيد الفصح الحزين

الشعب المسيحى فى كافة أنحاء العالم يحتفلون بعيد الفصح فى أجزاء صامتة حزينة خالية من الاحتفالات والصخب نتيجة تداعيات تفشى وانتشار فيروس كورونا العالمى. سيظهر عيد الفصح هذا العام فى ايام الاحد القادمة بمظاهر تختلف اختلاف كلى فى كافة أشكال الاحتفالات السابقة و يعد عيد الفصح من الاعياد المقدسة والتى تستقبلها جموع الشعوب المسيحية استقبال مبهج و مفرح حيث يأتى خروج المواكب الاحتفالية الى الشوارع والساحات مع تزامن دخول اعياد الربيع و روعة الطقس واذدهار الحدائق والازهار ولكن هذا العام جاء مخالفا لكل هذه المظاهر حيث احتفل البابا فرانسيس فى الفاتيكان احتفال صغير ضم فى القداس المقام داخل كنيسة القديس بطرس مجموعة صغيرة جدا وفى مسافات متباعدة بينهم ولم يضم اى من جموع الشعب الكنسى الذى كان يتواجد بكثرة فى مثل هذا العيد وقد تم الاحتفال بالطقوس الدينية المتعارف عليها والتى تسمى بالليتورجية على المذبح الكرسى وليس تحت المظلة الخارجية وقد قامت الكنيسة باختيار البث على الانترنت العالمى للحفاظ على قدسية التقاليد الاحتفالية.

يوم الخميس القادم سيقام القداس تحت ادارة البابا فرانسيسكو وكما معروف من تقاليد هذا القداس غسل الاقدام وغالبا ما يكون فى احد ملاجئ المهاجرين او احد السجون الرسمية ونظرا لمسافات الأمن والامان والتباعد الاجتماعى لن يتم تنفيذ تقاليد القداس. سيقام قداس الجمعة العظيمة وسيتم الاحتفالية فى ساحة القديس بطرس الخارجية وليس فى الكولاسيوم والذى استمر الاحتفال به منذ عام 1964 وبحلول يوم السبت والواحد لن يستطيع شعب الكنيسة حضور الاحتفال بالعيد مع قيام البابا فرانسيسكو بحمل مباركة اوربى.

ولقد أحببت أن أخذ القراء إلى جولة سريعة تعرج فيها على أهم البلدان العالمية التى تهتم بإقامة شعائر عيد الفصح مثل مدينة القدس وبيت لحم حيث ميلاد السيد المسيح عليه السلام حيث ترى الشوارع خاوية من سياحها ومواطنيها حيث تتردى السياحة بشكل ملحوظ جدا ولا ترى سوى الكمامات والقفازات والحزن كاسى على الوجوه يعلن فى صمت عن غضبه من فيروس كورونا المتفشى ومن الوضع السياحى والتجارى المتهاوى واثره على كافة أنشطة وفعاليات وتقاليد العيد  وأغلقت الكنائس وقد حاول بعض الرهبان ومن يديرون الكنائس بإعداد أغصان الزيتون وتوزيعها من خلال زياراتهم المنزلية للتأكيد على  أهمية استمرار بالإحتفال بالعيد و بركاته على المسيحين والذين يتقون الوباء داخل منازلهم .

مازالنا فى قارة آسيا وفى إحدى البلاد التى تتميز بالميول الشديدة إلى الدين المسيحى والذى يمكن أن أقول إن ٧٠ بالمئة من السكان يدينون بالديانة المسيحية نظراً لاشتراكهم اغلبهم من الجد والجدود مع الثقافة الإسبانية القديمة والتى تنتمى إلى الديانة المسيحية بقوة فترى أنه منع إقامة المواكب الضخمة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية و تم قصر الاحتفالات إلى داخل المنازل فقط واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي فى التواصل بين الجميع كما تم تعليق مؤتمر الأساقفة المسيحيين الكاثوليك CBCP لتفادى الازدحام الشديد المتوقع للاحتفال بعيد النخيل والاقتصاد فعليا على الشعائر داخل منازلهم أو من خلال إقامتها واذاعتها بواسطة الإنترنت أو الراديو أو التلفزيون حيث ان الحكومة تتخذ إجراءات عنيفة ضد من يحاول كسر الحجز المنزلى ولكن رغم تلك الإجراءات حاول بعض المتدينين بشدة الذهاب إلى الكنائس في مانيلا العاصمة مثل كنيسة Quiapo التى تتميز بتجمع الشعب المسيحى أمامها للصلاة بأوراق النخيل في أيام الاحاد فى هذا التوقيت . أن وجود أكثر من ٩٠ مليون من الشعب الفلبينى مسيحى كاثوليك جعل الفلبين الدولة رقم ٣ على العالم بعد البرازيل والمكسيك فى شعبية المسيحيين الكاثوليك . 

أن الاسبوع المقدس في الفلبين له تقاليد قديمة تشتمل على ضرورة التنقل بين المدن والقرى فى جميع أنحاء الدولة لتحقيق عدد سبع زيارات إلى سبع كنائس مختلفة كما كان يقوموا بعمله أسلافهم السابقون تلك الزيارات التى لن تتم هذا العام بسبب الأحكام المشددة التى أعلنها فيروس كورونا وهى الالتزام بالمنازل وعدم الخروج والتباعد الاجتماعى وعدم التعرض للاختلاط واستخدام أدوات ومواد الوقاية ومكافحة العدوى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »