كازاخستان .. إحدى أكبر دول العالم وتتمتع بطبيعة خلابة وساحرة وموقع جغرافى متميز

 

تعد كازاخستان إحدى أكبر دول العالم، حيث تقع فى وسط قارة آسيا وتصنف كأحد الدول التركية مثل أذربيجان، تركيا، أوزبكستان، قرغيزستان، تركمانستان.

تتمتع بطبيعة خلابة وموقع جغرافى متميز إضافة إلى تاريخ عريق، وتحظى بثقافة غنية تتجلى فى عمارة العصور الوسطى والأضرحة العتيقة.

وتشترك حدودها مع خمس دول هى: روسيا وتركمانستان والصين وقيرغيزستان وأوزبكستان.

تتمتع الفنادق والمرافق السياحية بتنوع كبير يناسب متطلبات الجميع، كما يوجد عدد كبير من الفنادق الفاخرة التى تضاهى الفنادق العالمية، وتحتوى البلاد على العديد من المنتجعات الفاخرة.

صنفت كازاخستان من بين أجمل الوجهات السياحية بفضل موقعها الجغرافى المتميز بين قارتى أوروبا وآسيا، إذ تمتد من سيبيريا حتى صحارى أوزبكستان وتركمانستان ومن بحر قزوين حتى الصين، كما أنها محاطة بخمس مناطق مناخية.

ويتوفر فى كازاخستان تضاريس متنوعة من أنهار جليدية وقمم جبلية ووديان صخرية وأنهار جبلية فى مختلف الأماكن السياحية التى تزخر بها مدنها.

“تاريخ الكازاخ”

الكازاخ هم خليط من القبائل التركية والمنغولية البدوية، تأثروا ثقافيا بالفرس وهاجروا إلى المنطقة التى تعرف اليوم بكازاخستان فى القرن الثالث عشر، واحتلت روسيا هذه المنطقة فى القرن الثامن عشر، وأصبحت كازاخستان جمهورية سوفيتية عام 1936.

تعرض الكازاخ للقمع والمجاعات تحت وطأة العمل الزراعى القسرى، مما أدى إلى عدد كبير من الوفيات خلال ثلاثينيات القرن الماضى.

وفى الخمسينيات والستينيات أدى برنامج “الأراضى العذراء” الزراعى السوفيتى إلى تدفق المهاجرين (خاصة الروس) حتى استقلال كازاخستان عام 1991 وكان الكازاخ فى هذا الوقت أقلية فى البلاد.

أحد أسباب انخفاض عدد الكازاخ هو الترحيل الإجبارى للأقليات غير المسلمة بأعداد كبيرة منذ مطلع التسعينيات وحتى أواسط العقد الأول من الألفية الثانية، لكن برنامجا وطنيا أطلقته الحكومة أعاد نحو مليون كازاخى إلى وطنهم مجددا، وبالتالى زاد عدد الكازاخ الآن إلى نحو الثلثين.

“الثقافة”

لا تزال الثقافة الكازاخية تحمل الكثير من حياة البدو، فلا زالت أطباق لحم الأحصنة والغنم تحتل حيزا كبيرا فى المطبخ الكازاخى.

يتحدث مواطنوها اللغة الكازاخية وهى إحدى اللغات التركية، كما يتحدث الكثير اللغة الروسية بصفتها اللغة الرسمية السابقة خلال الحقبة السوفيتية.

تعتبر كرة القدم هى الرياضة الأشهر فى كازاخستان، ونجح الكازاخيون فى رياضات فردية مثل: ركوب الدراجات، الملاكمة، رفع الأثقال، الرجبى.

الحيوان الوطنى لكازاخستان هو “النسر الذهبى” الذى يعد أحد أسرع النسور على مستوى العالم وأفضلها من حيث الصيد، كما تحتل الأحصنة مكانة هامة فى الثقافة الكازاخية، ويعد ركوب الفرس أحد أهم الرياضات هناك.

تصل نسبة المسلمين إلى 70%، فيما تصل نسبة المسيحيين إلى 26%، أما على مستوى المجموعات العرقية يبلغ المواطنون الكازاخ نحو 65%، فيما تصل نسبة الروس إلى 21%.

“نظام الحكم”

نظام الحكم جمهورى رئاسى رئيسها الحالى قاسم جومارت توكاييف، والعاصمة هى “أستانا”، وكلمة كازاخ مشتقة من كلمة “كاز” والتى تعنى تجول، إذ تشير الكلمة إلى نمط الحياة البدوية، أما “ستان” فهى لاحقة بمعنى المكان، واسم الدولة كاملا يعنى “أرض المتجولين”.

“الاقتصاد”

يعد اقتصاد كازاخستان الأكبر فى دول آسيا الوسطى، ويرجع ذلك إلى الموارد الطبيعية الهائلة التى تتمتع بها البلاد.

ويتمتع الجزء الشمالى من البلاد بوفرة فى المعادن والذهب والحديد، بينما تتركز عمليات إنتاج النحاس والمنجنيز وسط كازاخستان، أما فى الجنوب المنطقة غنية باليورانيوم، أما الجزء الغربى غنى بالنفط والغاز الطبيعى، حيث يصل احتياطها من النفط إلى 30 مليار برميل، ويصل احتياطى الغاز إلى 2.7 تريليون متر مكعب، كما تصل نسبة الأراضى الزراعية حوالى 40% من إجمالى مساحتها.

كما يعتمد الاقتصاد الكازاخى على الزراعة وبشكل خاص البطاطس والبطيخ، والاعتماد على الثروة الحيوانية، حيث تضم كازاخستان عدد كبير من المراعى والأراضى الصالحة لتربية الحيوانات، ويقوم على هذا المورد عدد كبير من الصناعات منها الألبان والجلود والصوف واللحوم، كما أنها رائدة فى عدد من الصادرات منها: القمح والقطن والشعير.

وتعتبر كازاخستان أكبر عاشر بلد على مستوى العالم من حيث المساحة، إذ تقدر مساحتها بـ إثنين مليون و724 ألف كيلو متر مربع.

“السياحة”

تساهم السياحة بنحو 1.6 من الدخل القومى الكازاخى وتتمتع البلاد بطبيعة ساحرة سواء جبال أو غابات أو أنهار أو بحيرات، بالإضافة إلى مدنها التى لا زالت تحتفظ بطابع سوفيتى.

وتحتوى على العشرات من الأضرحة لكبار الشعراء ورجال الدين وتتميز هذه الأضرحة بمعمار فنى مميز.

أحد أهم المواقع السياحية هى مدينة بايكونور والتى تحتوى على أكبر محطة إطلاق صواريخ للفضاء حول العالم، حيث تم إطلاق الصاروخ الذى حمل أول رجل يطير فى الفضاء وهو السوفيتى يورى جاجارين.

تلتزم كازاخستان بمبدأ تعزيز العلاقات الدولية والشراكات مع كافة دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والمصداقية وتوسع العلاقات الناجحة التى تؤدى إلى تحول حقيقى فى كافة مجالات الحياة، ومن أجل مواكبة التغيرات السريعة فى العالم.

حيث أقامت علاقات أخوية حقيقية وتعاون وتفاعل وثيق مع دول العالم العربى، وتنظر إلى الشرق الأوسط كشريك واعد فى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.

كما أقامت تعاونًا وثيقًا مع منظمة التعاون الإسلامى والبنك الإسلامى للتنمية ووسعت نطاق التعاون، وتم إنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى، ومقرها العاصمة السابقة نور سلطان، وفتح مجال جديد للتعاون بين البلدان ذات الدين نفسه.

“مصر وكازاخستان”

تتمتع كازاخستان بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة الجذور مع مصر، ويعتبر “السلطان بيبرس” حاكم مصر وسوريا فى القرن الثالث عشر رمز صداقة وتاريخ البلدين المشترك.

تم افتتاح سفارة كازاخستان بالقاهرة فى أبريل 1993، وكانت مصر هى الدولة العربية الأولى التى افتتحت سفارة لها فى ألماتى فى أغسطس عام 1992.

“الغابات الغارقة”

تعتبر الغابات الغارقة فى بحيرة كاندى فى كازاخستان إحدى عجائب الدنيا السبع وواحدة من المقاصد السياحية المهمة.

كاندى، بحيرة تمتد مسافة 400 متر وعمق 4000 متر وتقع على امتداد طول جبال تيان شان الواقعة على بعد 129 كيلومترا من مدينة ألماتى، حيث تكونت البحيرة بعد زلزال عام 1911 الذى أدى إلى انهيار أرضى كبير وشكل فجوة غمرتها مياه الأمطار لتتشكل البحيرة.

تشتهر بجمال مناظرها وخاصة الغابات المغمورة وجذوع أشجار الصنوبر الطافية على مياه البحيرة والأشجار الغارقة تظهر.

تسبب الانهيار الأرضى الكبير فى إنشاء سد طبيعى، وبمرور الوقت وهطول الأمطار امتلأ الوادى بكميات كبيرة من المياه وتكونت البحيرة.

لا تزال أشجار الصنوبر الكبيرة موجودة فى قاع المياه منذ أكثر من 100 عام، وبسبب مياه الجبال النقية يمكن رؤية قاع البحيرة وعمقها، وفى الشتاء يتجمد سطح البحيرة ويصبح مكان لصيد أسماك السلمون والتزلج الجليدى.

“حليب أنثى الحصان”

بدأ استخدام أنثى الحصان فى القرن التاسع عشر بدلاً من حليب الأبقار، ويستخدم الكازاخ ومعهم الكثير من سكان دول آسيا الوسطى هذا الحليب على شكل رائب، فيما يتم فى حالات أخرى استخراج الزبدة منه بعد تخميره، تضم كازاخستان مليونين من أنواع الخيول فى مناطق السهوب المختلفة.

يتميز الحليب بإستخداماته الهامة فى العديد من المجالات كما أنه يعد علاجا مهما وطبيعيا فى بعض المناطق حتى الآن.

ويحتوى على نسبة قليلة من البروتين والدهون مقارنة بالألبان الأخرى، وخصائصه الفيزيائية والكيميائية تجعل منه الأفضل للأطفال مقارنة بالألبان الأخرى، كما يحتوى على نسب عالية من المضادات الحيوية وفيتامين سى وعنصر الحديد.

“الفارابى”

هو فيلسوف ولد قبل 1150 سنة على أرض كازاخستان ويعتبر مصدر إلهام الكازاخيين فى القرن العشرين.

عندما أصبحت كازاخستان مستقلة عام 1991 أعيدت تسمية جامعتها الرائدة (الجامعة الوطنية الكازاخية) تكريما للمفكر فى العصور الوسطى ذو الجذور الكازاخية أبو نصر الفارابى.

قضى الفارابى حوالى 80 عامًا من حياته البدوية فى جميع المدن الإسلامية الأكثر أهمية فى حياته (870-950) بما فى ذلك دمشق وبغداد وعاش أيضًا فى الإسكندرية، وتحدث اليونانية وترجم النصوص اليونانية القديمة وكان على دراية جيدة بكل من اللاهوت المسيحى والفكر اليونانى واللاتينى للعالم القديم.

كتب الفارابى عن الفلسفة والموسيقى وما يمكن تسميته الآن بالكيمياء، حيث كان مهتمًا أيضًا بالعديد من مجالات العلوم الأخرى التى يمكن تسميتها الآن علم النفس والتاريخ.

قام بتأليف حوالى 100 عمل علمى، لكن إنجازه الأعظم كان عمله فى الترجمة، حيث ترجم من اليونانية القديمة وبالتالى أنقذ من نسيان العصور الوسطى أعمال أعظم فلاسفة العصور اليونانية القديمة مثل أرسطو وأفلاطون وغيرهم.

كانت لإسهامات الفارابى تأثيرًا مؤكدًا على العالم العربى مثل إسهامات الطبيب ابن سينا وعلى موسى بن ميمون -أكبر فيلسوف دينى يهودى فى العصور الوسطى.

“مجاعة الثلاثينيات”

تحيى كازاخستان سنويًا فى 31 مايو ذكرى ضحايا المجاعة المصطنعة والقمع السياسى الذى تعرض له الشعب الكازاخى خلال الفترة 1931-1933 من جانب الحكم السوفيتى المسيطر على البلاد فى ذلك الوقت، وفى عام 1993 صدر القانون الخاص بإعادة تأهيل ضحايا القمع السياسى.

بلغ عدد ضحايا مأساة الجوع التى ضربت البلاد وعددًا من دول الاتحاد السوفيتى ما يقرب من مليونين ومائتى ألف شخص فى السهوب الكازاخية كان أغلبهم من العرقية الكازاخية، وماتوا نتيجة سياسة الاضطهاد الجماعى للفلاحين التى انتهجها الاتحاد السوفيتى ونهب المواشى من الأهالى لتشكيل ملكية عامة للزراعة، مما أدى إلى حرمان الكازاخ من مواشيهم وكل وسائل المعيشة ومات جوعًا ثلاثة من كل أربعة كازاخ، وسبقت تلك المجاعة أخرى وقعت فى أعوام 1921-1922 أودت بحياة 30% من الكازاخ.

يذكر، أن الشعب الكازاخى عانى من ثلاث مآسٍ فى القرن العشرين وهى المجاعة والقمع السياسى والحرب العالمية الثانية.

ويصف الخبراء مجاعة الثلاثينيات بأنها إبادة جماعية تم ارتكابها ضد الشعب الكازاخى والشعوب الأخرى على يد الزعيم السوفيتى ستالين، فضلًا عن التطهير الفكرى من خلال إعدام النخبة الثقافية والسياسية من كتاب وشعراء والتهجير القسرى للقوميات الأخرى إلى كازاخستان.

وكان من ضمن مقررات البرنامج الزراعى القسرى للزعيم السوفيتى ستالين، قيام الفلاحين بتسليم ممتلكاتهم ومواشيهم للمزارع الحكومية بثمن زهيد تحدده الدولة، وهو ما أدى إلى تذمر الفلاحين، ورفض الفلاحين البرنامج الزراعى.

“نور سلطان”

تعتبر ثانى أكبر مدن البلاد، وهى مثالاً حياً للمدينة الحديثة حيث تضم أشهر المعالم السياحية فى البلاد بعدما كانت فى السابق بلدة صغيرة، حيث أصبحت اليوم مليئة بالعديد من المحلات والمطاعم إضافة إلى المراكز التجارية ذات الهندسة المعمارية الرائعة والمبانى المتأثرة بالحقبة السوفيتية.

وأصبحت الأماكن القديمة والعصرية على حد سواء أماكن جذب رئيسية فى المدينة، حيث تجذب الأماكن القديمة أعداداً هائلة من السياح، ومن ضمنها برج بايتريك بإطلالته البانورامية على المدينة، فى حين تشمل عوامل الجذب الحديثة على سبيل المثال مجمّع دومان الترفيهى.

“ألماتى”

هى أكبر مدن كازاخستان، وتقع فى جنوب شرق البلاد بين السهول والجبال، لتبرز جمال وتنوع السياحة فيها، إضافة إلى ما تحتوى عليه من ثقافة غنية تتجلى فى المسارح والمتاحف وصالات العرض والمعارض الفنية ومجموعة واسعة من المجمّعات الترفيهية بما فى ذلك دور السينما.

كما أن المدينة مليئة بالمعالم العمرانية والساحات والحدائق والنوافير المائية إضافة إلى المناظر الجبلية التى تتميز بها مدينة التفاح خصوصاً فى فصلى الخريف والربيع.

“أكتاو”

هى مدينة تطل على ضفاف بحر قزوين غرب كازاخستان وتجمع بين الفن المعمارى القديم والمعالم السياحية التى تستحق الزيارة.

وتتمثل أبرز معالم الجذب السياحى فى النصب التذكارى للحرب العالمية الثانية والجبال الملونة بالمتنزه الوطنى ألتين-ايميل وتمثال تاراس شيفشينكو والشواطئ الجميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »