وكلاء الله فى الأرض.. بقلم المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء

 

لم يعين الله سبحانه وكيلا عنه في الحياة الدنيا ينوب عنه بإصدار أحكام التكفير وتصنيف المشركين؛ ولم يمنح رسوله عليه السلام حق النيابة على الآخر ؛ وحق الرقابة على الناس في أداء شعائرهم ؛كما قال سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام : (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) (الاسراء :٥٤)

فقد اعتدى السفهاء على حق الله في محاسبة عباده؛ وأختطفوا رسالة الإسلام ليتحكموا في رقاب المسلمين؛ وعينوا أنفسهم حكاماً على الناس يصدرون أحكاماً باطلة بالكفر والشرك وهم لايعلمون, وهم أنهم وضعوا أنفسهم في أخطر موقف من المشركين والكافرين؛ حيث بفتاويهم المتهورة جعلوا أنفسهم شركاء مع الله في محاسبة عباده؛ وذلك الموقف يجعلهم أسوأ من الكافرين والمشركين؛ وحسابهم سيكون أكثر شدة وأكثر إيلاماً بما ارتكبوه من معصية وإثم عظيم؛ تجاوزوا كل الخطوط الحمراء التي وردت في آيات الذكر الحكيم؛ فكلمات الله وآياته لا تحتاج إلى مفتين؛ ولا إلى شيوخ الدين .

كلمات الله واضحة وصريحة مباشرة وصادقة لا لبس فيها ولا ألغاز؛ إلا من تلبسه الشيطان فغيب عقله وأعمى بصيرته؛ فتضخمت ذاته التي تجرأت على حق الله في حكمه على الناس ؛ ومصادرة شريعة الله ومنهاجه ليضلوا الناس عن الطريق المستقيم.

ألم يقرأوا القرآن الذي بين لهم بأن الله سبحانه منح الحرية المطلقة للإنسان لاختيار عقيدته ودينه ومذهبه في قوله سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام ليبلغ الناس بلسانه: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) (الكهف :٢٩)

وقوله سبحانه لرسوله أيضا:( لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)(الغاشية:22)

وقوله سبحانه مخاطباً رسوله : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(يونس :٩٩) .

تلك تعليمات الله لرسوله الأمين فمن ياترى منح من يسمونهم العلماء وشيوخ الدين صفة الوكلاء عن الله؛ يحكمون على من يشاؤون كافراً ومشركاً ؛ ويقررون نيابة عن الله من سيدخل الجنة ومن سيلقى في النار .

فياأيها المسلمون لا تسمعوا المفترين على الله ولا تتبعوهم فيضلوكم عن سبيله ؛ فالله وحده سبحانه هو من سيحاسب عباده؛ ويقضي عليهم بحكمه بالعدل المطلق؛ ولا يظلم عنده أحد من عباده؛ فاتقوا الله وارجعوا إليه وإلى كتابه المبين؛ ولاتتبعوا المضلين والظالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »