وقعت إسبانيا والمملكة المتحدة إطارًا استراتيجيًا ثنائيًا يعزز التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين البلدين

وقّع رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هذا الأربعاء في لندن إطارًا استراتيجيًا ثنائيًا يُعزز العلاقات بين البلدين ويُعمّق التعاون والتنسيق في مجموعة واسعة من القضايا، مُقسّمًا إلى سبعة أقسام:
النمو المستدام، والسياسة الخارجية والإنمائية، والعلاقات بين المجتمعين، وسياسة المناخ والطاقة، والأمن والدفاع الأوروبيين، والتعاون القضائي والهجرة، والنقل.
وفي لقائه مع ستارمر قبل توقيع الإطار، أشاد الرئيس سانشيز بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران الماضي بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وإسبانيا بشأن جبل طارق.
كما أكد أن حكومتي البلدين “متوافقتان في العديد من السياسات؛ فنحن نوقع اليوم اتفاقية ثنائية بالغة الأهمية من شأنها تعزيز تعاوننا في قضايا عديدة، مثل المساواة بين الجنسين، والتنمية المستدامة، والانتقال إلى الطاقة الخضراء. علاوة على ذلك، نحن في وئام تام بشأن النقاشات العالمية، مثل تغير تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي، يهدف الإطار إلى تعزيز النمو المستدام، مدعومًا بشراكة تجارية واستثمارية بين إسبانيا والمملكة المتحدة، والتي سيتم تطويرها من خلال حوار تجاري واستثماري جديد.
وفي هذا الصدد، من المقرر عقد منتدى اقتصادي بقيادة ممثلين عن كلا الحكومتين، بهدف تهيئة بيئة أعمال مواتية وفتح آفاق جديدة للاستثمار والابتكار.
كما يلتزم البلدان بالتعاون في سياساتهما الخارجية والتنموية، وتعزيز نظام متعدد الأطراف، والعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين والدفاع عن حقوق النساء والفتيات.
في مجال الأمن والدفاع، تتفق إسبانيا والمملكة المتحدة على تعزيز تعاونهما لضمان الأمن الأوروبي الأطلسي، مع التركيز بشكل خاص على التهديدات مثل الأمن السيبراني والإرهاب والهجمات الهجينة، ويؤكدان التزامهما بتطوير صناعة دفاع أوروبية.
وفي مجال التعاون القضائي، يلتزمان بتعزيز التعاون في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، والجماعات الإجرامية والإرهابية، والاتجار بالمخدرات والبشر، والعنف ضد النساء والفتيات.
في مجالات المناخ والطاقة والسياسات الخضراء، تعكس الاتفاقية الرغبة في زيادة الطموح في مكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث. يُدرك الطرفان ضرورة حماية البيئة البحرية، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتسريع عملية التحول إلى الطاقة النظيفة، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
ولتعزيز العلاقات بين المجتمعين، ينص الإطار على توسيع التعاون في مجالات مثل السياحة والتعليم والفنون والإعلام والرياضة والصناعة. وفي هذا الصدد، يلتزم الطرفان بالتعاون لتعزيز فرص التنقل لمواطنيهما، وحماية حقوقهم، وتسهيل الوصول إلى الجامعات، وتقوية العلاقات بين البلديات المختلفة، وزيادة تعلم اللغتين الإسبانية والإنجليزية، وتطوير نموذج جديد للسياحة المستدامة قائم على الابتكار والرقمنة. وأخيرًا، وبصفتهما رائدتين عالميتين في قطاع النقل، تلتزم إسبانيا والمملكة المتحدة بضمان انسيابية حركة الشحن والركاب. كما ينص النص على أن يعقد رئيسي وزارتي الخارجية حوارًا استراتيجيًا سنويًا لتعزيز الشراكة بين البلدين.
سيُطلب من البلدين ضمان تنفيذ هذه الاتفاقية ومتابعة التقدم المحرز.
اجتماع عمل
في إطار هذه الزيارة الرسمية إلى المملكة المتحدة، سيُعقد اجتماع مائدة مستديرة للأعمال يوم الأربعاء القادم مع كبار المسؤولين التنفيذيين من كبرى الشركات في كلا البلدين. سيشارك الرئيس سانشيز ورئيس الوزراء ستارمر في هذا الاجتماع، الذي سيرأسه وزير الاقتصاد والتجارة والمشاريع الإسباني، كارلوس كويربو، ووزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز.
https://shorturl.fm/chwsv