وزير الخارجية الباكستانى يسلط الضوء على دور بلاده فى خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل

أعرب نائب رئيس الوزراء/وزير الخارجية الباكستانى إسحاق دار، اليوم الإثنين، فى مجلس الشيوخ عن قلقه العميق إزاء انتشار معلومات كاذبة ومحتوى مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعى على وسائل التواصل الاجتماعى بعد أحداث 13 يونيو محذرًا من أن مثل هذه المعلومات المضللة قد تُهدد الأمن القومى وتُقوّض الجهود الدبلوماسية.
وقال دار: إن المقابلة التى انتشرت على نطاق واسع مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والتى زُعم أنها حديثة، هى فى الواقع من عام 2011، وقال أمام مجلس النواب: هذا المحتوى المُضلّل يُسبب ارتباكًا، وتراقبه وزارة الخارجية عن كثب.
وأشار، إلى رسم بيانى إخبارر مُلفّق زعم زورًا أن باكستان يُمكن أن تُلغى 70% من ديونها من خلال التراجع عن برنامجها النووى قائلًا: هذه كذبة صارخة، وهى نتاج الذكاء الاصطناعى، مشيرًا، إلى مقطع فيديو مُفبرك يظهر فيه وزير الدفاع خواجة آصف والرئيس الأمريكى ترامب كمثال آخر على التضليل الرقمى.
وحثّ الشعب ووسائل الإعلام على توخى الحذر، مضيفًا، هذه فترة حساسة، نشر محتوى مزيف قد يكون كارثيًا.
وفيما يتعلق بدور باكستان فى تهدئة التوترات بين إيران والولايات المتحدة، كشف دار أن وزيرى خارجية إيران وسلطنة عمان أطلعا باكستان على آخر المستجدات خلال المفاوضات، مضيفًا، عُقدت أربع جولات من المحادثات فى مسقط وروما.
وأشار، إلى أنه نظرًا لأن إيران ليست عضوًا فى الأمم المتحدة، سهّلت باكستان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولى، مضيفًا، شكرت إيران رسميًا باكستان وروسيا والصين والجزائر على دعمها دبلوماسيًا.
وقال دار: إن إيران أعربت عن نيتها الرد بعد الهجوم، لكنها أعربت أيضًا عن استعدادها لاستئناف الحوار إذا امتنعت إسرائيل عن شن المزيد من العدوان.
وردًا على الصراع الإيرانى – الإسرائيلى قال دار: إن باكستان اتخذت خطوات سريعة لمساعدة رعاياها، وأنشأنا وحدة لإدارة الأزمات فى وزارة الخارجية، وفعّلنا خطًا ساخنًا على مدار الساعة فى سفارتنا فى طهران، مُضيفًا، يجرى حاليًا إعادة 251 طالبًا باكستانيًا من إيران إلى كويتا.
ويتم أيضًا تقديم المساعدة لأكثر من 500 حاج باكستانى فى العراق، من بينهم 209 سافروا برًا، ويجرى اتخاذ الترتيبات اللازمة لعودتهم سالمين.
وأشار دار، إلى أن إيران طلبت مساعدة باكستان فى إعادة حوالى 20 ألف حاج إيرانى يتواجدون حاليًا فى المملكة العربية السعودية، وقال: أكدنا لهم أن هؤلاء الحجاج سيُستقبلون فى كراتشى ويُعادون بكل احترام – إنهم ضيوفنا.
وأضاف، أن المملكة العربية السعودية أعلنت أيضًا أن هؤلاء الحجاج الإيرانيين سيبقون ضيوفًا حتى تستقر الأوضاع.
ودحض دار بشدة مقطع فيديو مُفبركًا انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، نقل زورًا عن جنرال إيرانى قوله إن باكستان ستهاجم إسرائيل إذا استُهدفت إيران، وحذر قائلاً: هذا كلام زائف ومصطنع تماماً، حتى صحيفة ديلى ميل نشرته، إنه خطير وغير مسؤول.
وتطرق إلى التاريخ النووى لباكستان، مذكّراً المجلس بالتجارب النووية التى أُجريت عام 1998، وقال: فى ذلك الوقت، فرض السلام والأمن الإقليميين ذلك، وكان قراراً جريئاً اتخذه رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وأضاف دار، أن الهند طلبت لاحقاً وقف إطلاق النار فى السنوات الأخيرة، مؤكداً، بذلك موقف باكستان القوى، وصرح قائلاً: لسنا من الموقعين على معاهدة حظر الانتشار النووى، ولا الهند ولا إسرائيل، الدفاع الوطنى حقنا السيادى.
كما حذّر من أى هجوم على المنشآت النووية، مؤكدًا، أن استهداف الأصول النووية لأى دولة لن ينتهك المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فحسب، بل سيُعتبر أيضاً جريمة دولية خطيرة، وقال: مثل هذا العمل قد يؤدى إلى عواقب وخيمة على السلام الإقليمى والعالمى.
ردًا على سؤال من زعيم المعارضة فى مجلس الشيوخ، السيناتور شبلى فراز، قال دار: لا نستخف بأى خبر أو موقف، الأمة متحدة، وإذا رمى أحدٌ باكستان بنظرة شريرة، سوف نرد بكل قوة، أصولنا النووية أصول وطنية – بُنيت بتضحيات جسام – وسنحميها مهما كلف الأمر.