نميرة نجم: المرصد الإفريقى للهجرة يحقق نقلة نوعية فى بيانات الهجرة بالقارة

أكدت السفيرة د. نميرة نجم خبيرة القانون الدولى ومدير المرصد الإفريقى للهجرة بمنظمة الاتحاد الإفريقى، أن المرصد تمكن خلال السنتين الماضيتين من تحقيق طفرة غير مسبوقة فى مجال حوكمة بيانات الهجرة على مستوى القارة رغم التحديات الهيكلية والموارد المحدودة.
جاء ذلك خلال كلمتها لعرض تقرير الحالة حول التقدم وإنجازات المرصد فى أعمال الجلسة الوزارية للدورة الخامسة للجنة المتخصصة المعنية بالهجرة واللاجئين والنازحين داخلياً بالاتحاد الأفريقى (MRIDP)، والتى عقدت بمقر منظمة الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا لمدة يومين، وسبقها اجتماعات اللجنة (STC) على مستوى الخبراء خلال الفترة من 10 – 12 نوفمبر 2025.
وقالت السفيرة: إن المرصد يعمل وفق تفويض واضح يقوم على تحسين حوكمة الهجرة، وسد فجوات البيانات، وبناء قدرات الدول الأعضاء، ودعم السياسات المبنية على الأدلة، وحماية المهاجرين وذلك انسجاماً مع أجندة 2063 والاتفاق العالمى للهجرة والإطار الإفريقى للهجرة.
وأضافت، نفّذ المرصد منذ 2021 أكثر من 20 ورشة تقنية فى مختلف الأقاليم الإفريقية شملت دولاً مثل تنزانيا والكونغو وأوغندا وناميبيا وتوجو عام 2025 إضافة إلى التعاون الوثيق مع تجمعات إقليمية مثل الإيفاد وإقليم شرق إفريقيا.
وأوضحت، أن هذه الأنشطة ركزت على مواءمة منهجيات جمع البيانات وبناء قدرات الهياكل الوطنية وتعزيز التنسيق بين الفاعلين فى مجال الهجرة.
وأبرزت د. نميرة، أن المرصد لعب دوراً محورياً فى إعداد معجم موحد لمصطلحات الهجرة سيتم عرضه على الدول الأعضاء لاعتماده كما طوّر وحدة خاصة لمساعدة الدول على إنشاء مراصد وطنية للهجرة، مشيرة، إلى أن عدداً من الدول تقدم بالفعل بطلبات للاستفادة من هذا الدعم.
كما لفتت، إلى التطور الكبير الذى أحرزه المرصد على مستوى التعاون الدولى حيث يعمل مع منظمات كبرى مثل المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والاتحاد الأوروبى، والبنك الدولى، والإيسيسكو.
وكشفت، عن قرب إطلاق مركز بيانات الهجرة فى المغرب العربى بعد استكمال بنيته التقنية فى انتظار المصادقة الإحصائية الإقليمية إلى جانب بلورة مفهوم مركز بيانات الإيغاد تمهيداً لبدء تنفيذه.
وأكدت، أن فريقها يعمل حالياً على مشروع قارى ضخم لمواءمة بيانات ومنهجيات الهجرة، إضافة إلى دعم قضايا نوعية تشمل الهجرة والبيئة وتغير المناخ، وتأنيث الهجرة، وحماية الأطفال، وإنقاذ الأرواح فى البحر، والهجرة والتنمية.
وفى سياق متصل، أشارت السفيرة إلى جهود المرصد فى إعادة تشكيل السردية العالمية حول الهجرة الإفريقية من خلال مبادرة “تحدى السرديات” التى تهدف إلى تقديم صورة واقعية مبنية على البيانات بعيداً عن القوالب النمطية السائدة.
وأوضحت، أن المرصد شارك بفعالية فى منتديات دولية كبرى مثل أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأجندة الهجرة الإفريقية–الأوروبية، وقمم المناخ COP 27 و 28 COP، لدعم صوت إفريقيا فى مفاوضات التنقل المناخى والسياسات العابرة للحدود.
ورغم الإنجازات أكدت السفيرة أن المرصد يواجه تحديات أبرزها محدودية الموارد البشرية والمالية، وضعف البنية الرقمية فى بعض الدول، وتباين أنظمة البيانات الوطنية، ودعت الدول الأعضاء إلى تعيين ممثليها فى مجلس إدارة المرصد، ودعم تعديل قرار المجلس التنفيذى بما يسمح بإدراج متخصصين فى تحليل الهجرة والأطر القانونية.
وأكدت، التزامها وفريق العمل بـ تعزيز القدرات الوطنية وإنشاء مراكز بيانات إقليمية وتطوير بوابة الهجرة الإفريقية لتوفير بيانات لحظية وموثوقة، مؤكدة، أن الهجرة الإفريقية يجب أن تُفهم وتُدار من خلال بيانات دقيقة وصوت إفريقى موحد.
ناقشت الاجتماعات هذا العام عدداً من القضايا الملحة فى مجال الهجرة واللجوء والنزوح فى القارة، بما فى ذلك تحديات الحماية، والعودة وإعادة الإدماج، وسبل دعم الجهود الإقليمية لمكافحة الإتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، فضلاً عن متابعة الالتزامات القارية والدولية ذات الصلة.
وفى ختام المناقشات، اعتمدت اللجنة حزمة من المخرجات الهامة بما يمثل خطوة متقدمة لتعزيز العمل القارى المشترك فى مجال الهجرة ودعم الدول الأفريقية فى تنفيذ السياسات الرامية إلى تعزيز الحماية، وبناء القدرات، وتحقيق معالجة مستدامة لتحديات الهجرة فى القارة.
شارك فى اجتماعات الجلسة ممثلاً عن مصر د. عبيدة الدندراوى سفير مصر فى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقى -رئيس الوفد المصرى- الذى ضم سكرتير أول كريم عواد عضو شئون الهجرة واللاجئين ومكافحة الاتجار بالبشر بوزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وسكرتير أول منار الشيخ من البعثة المصرية فى أديس أبابا.




