نتائج البيان المصرى – الأمريكى المشترك بعد لقاء السيسى وبايدن

 
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس جوزيف بايدن، اليوم السبت، فى جدة لإعادة التأكيد على التزامهما المشترك بالشراكة الاستراتيجية المصرية – الأمريكية، والتشاور حول مجموعة واسعة من التحديات الأمنية العالمية والإقليمية، وتعزيز العلاقة بين مصر والولايات المتحدة. 

واحتفالًا بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة، أعرب الرئيسان عن عزمهما اللقاء مرة أخرى فى المستقبل القريب لتعزيز الشراكة متعددة الأوجه بين البلدين. 

وجددا، التزامهما بالحوار الاستراتيجى المصرى – الأمريكى الذى يترأسه بشكل مشترك وزيرى الخارجية سامح شكرى، وأنتونى بلينكن ورحبا باستمرار تنفيذ نتائجه.
 
تعزيز أمننا المشترك

تظل الشراكة فى مجال الدفاع بين مصر والولايات المتحدة التى استمرت عقودًا ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمى. 

وأكد الرئيسان، أهمية هذه الشراكة التى تخدم مصالح البلدين، وأن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعم مصر للدفاع عن نفسها، بما فى ذلك من خلال استمرار تقديم المساعدات الأمنية بالتشاور مع الكونجرس الأمريكى. 

كما أكد الرئيسان، التزامهما بالتعاون فى مكافحة الإرهاب ورحبا بالإنجازات البارزة التى حققها التحالف الدولى لهزيمة داعش. 

وأعرب السيسى، عن تقدير مصر للمعدات العسكرية والمساعدات الأمنية من الولايات المتحدة.
 
دفع الازدهار الاقتصادى

أعرب الرئيسان، عن التزامهما بتعزيز التعاون الاقتصادى الثنائى من أجل المصلحة المتبادلة للشعبين المصرى والأمريكى، وقررا استكشاف طرق جديدة لتوسيع التجارة الثنائية، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون فى مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ. 

ورحبا، بزيارة البعثة الأمريكية الخضراء إلى مصر مؤخراً، وهى الأكبر تاريخياً، والتزما بإطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة رفيعة المستوى.
 
تداعيات الحرب فى أوكرانيا

أكدت مصر والولايات المتحدة على أن السلام والأمن والنظام متعدد الأطراف القائم على القواعد يقع فى صميم شراكتهما طويلة الأمد. 

واستذكرا قرارى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2 و24 مارس بشأن أوكرانيا، اللذان صوتا لصالحهما، وأكدا مجددًا على مبادئهم المشتركة المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة، بما فى ذلك احترام القانون الدولى، وسلامة الأراضى، والسيادة الوطنية. 

وأبرز الرئيسان، ضرورة الامتناع عن استخدام القوة، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان فى مناطق الصراع. 

تشترك مصر والولايات المتحدة فى مخاوفهما خاصة بشأن العواقب العالمية الوخيمة الناجمة عن الحرب فى أوكرانيا، بما فى ذلك سلاسل التوريد العالمية وأسعار الطاقة والسلع. 

على سبيل المثال، أدى حصار موانئ البحر الأسود إلى زيادة انعدام الأمن الغذائى وفرض ضغوطًا اقتصادية كبيرة على مصر.

أكد بايدن، دعم الولايات المتحدة للشعب المصرى فى الاستجابة لهذه التحديات. 

ولهذا الغرض، تثنى الولايات المتحدة على مشاورات مصر مع صندوق النقد الدولى وتدعم توفير تمويل إضافى لمصر من خلال الصندوق الاستئمانى للصلابة والاستدامة التابع لصندوق النقد الدولى، كما تقدم الولايات المتحدة دعمها الكامل لانخراط مصر مع البنك الدولى للبحث عن خيارات تمويل لتحقيق استقرار اقتصادها وتعزيز رفاهية الأسر المصرية، خاصة من خلال حزمة تمويل الاستجابة للأزمات التى أعلنها البنك مؤخرًا. 

وأكد بايدن، أن الولايات المتحدة ستقدم مليار دولار مساعدات جديدة لمعالجة وضع الأمن الغذائى فى الشرق الأوسط، بما فيها 50 مليون دولار لمصر تحديداً. 

تهدف هذه المخصصات إلى تعزيز الأمن الغذائى وتعويض آثار الاضطراب فى سلاسل التوريد الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب حصار الموانئ. 

وأكد بايدن للسيسى، أن الولايات المتحدة تدعم مصر لتأمين احتياجات أمنها الغذائى.
 
تعزيز الاستقرار الإقليمى

تتعاون مصر والولايات المتحدة بشكل وثيق للتوسط لإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية وتعزيز السلام. 

وشدد الرئيسان، على أن حل الدولتين لا يزال هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلى – الفلسطينى وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر وكريم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. 

وأعرب بايدن، عن دعمه لقيادة مصر الحيوية ودورها التاريخى فى تعزيز السلام وإنهاء الصراع، وبالتالى توسيع دائرة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب والعالم، وكذلك الحفاظ على هدوء مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأكدا، على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2570 و2571 (2021)، وأكدا على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة فى أقرب وقت ممكن فى ليبيا. 

وأبرزا، أهمية الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، والدور المحورى للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 فى هذا الصدد، بما فى ذلك وضع جداول زمنية بشكل سريع. 

وجه بايدن، الشكر للسيسى على دور مصر فى المساعدة على تثبيت الهدنة اليمنية، لا سيما من خلال تسهيل الرحلات الجوية التجارية من صنعاء إلى القاهرة، وهو عنصر مهم فى ترتيبات الهدنة بوساطة الأمم المتحدة. 

والتزم الرئيسان، بإجراء مشاورات منتظمة لحل النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية فى سوريا ولبنان والسودان. 

وفيما يتعلق بسد النهضة، جدد الرئيس بايدن التأكيد على دعم الولايات المتحدة للأمن المائى لمصر وإبرام تسوية دبلوماسية تحقق مصالح جميع الأطراف وتساهم فى أن تصبح المنطقة أكثر سلامًا وازدهارًا. 

وجدد الرئيسان، التأكيد على حتمية إبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه فى بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولى.
 
تعزيز حقوق الإنسان

أكد الرئيسان، التزامهما المتبادل بإجراء حوار بناء حول حقوق الإنسان، وهو جزء لا يتجزأ من الشراكة القوية بين مصر والولايات المتحدة.

وسيستمران فى التشاور عن كثب بشأن ضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية فى المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

وأعاد الرئيسان، التأكيد على الدور المهم الذى يمكن أن يلعبه المجتمع المدنى فى هذه المجالات.
 
تسريع الجهود العالمية لمواجهة أزمة المناخ

قدّم الرئيس بايدن التهنئة للرئيس السيسى على رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ (COP 27) فى شرم الشيخ فى نوفمبر 2022 وأعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بنجاح المؤتمر. 

ورحبت الولايات المتحدة، بقيادة مصر فى تسريع الطموح والعمل العالمى لمعالجة أزمة المناخ. 

ورحب الرئيس بايدن، بتقديم مصر مساهمتها المحدثة المحددة وطنيًا (NDC). 

وأكد الرئيسان، دعم بلديهما للتعهد العالمى للميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد فى إطاره، الذى انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز. 

وأعادا، التأكيد على الشراكة الجديدة بين مصر والولايات المتحدة بشأن التكيف فى أفريقيا، والتى ستشارك مصر والولايات المتحدة فى قيادتها، والتى تركز على تقديم مبادرات ملموسة من شأنها تحسين حياة الشعوب والمساعدة فى بناء الصمود فى مواجهة تغير المناخ. 

والتزم الرئيسان، بعقد اجتماع مجموعة العمل المشتركة بين مصر والولايات المتحدة بشأن المناخ فى أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »