مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة يحتفل بالذكرى ال75 لتأسيسه

 

نظم مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة، اليوم السبت، احتفالية بمناسبة الذكرى ال75 لتأسيس الحزب، وذلك بحضور السفير العراقى بالقاهرة، أحمد نايف الدليمى.

وقال رئيس مكتب الحزب بالقاهرة، شيركو حبيب: من دواعى سرورى أن ألتقى بكم فى هذه الأمسية للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب، بعد فترة لم نلتق خلالها بسبب جائحة كورونا، داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا جميعا وأن يشفى المصابين ويرحم الذين فقدوا حياتهم بهذا الوباء.

 وأضاف، تأسيس الحزب كحركة تلاحمية وتضامنية بزعامة المؤسس والأب الروحى للكرد القائد مصطفى بارزانى، كانت لحظة فارقة لإحياء أمل الأمة وانعطافة تاريخية كبرى واستجابة لإرادة الشعب الكردى فى الدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة.

وتابع شيركو: تأسس الحزب عام 1946 تحت شعار “الديمقراطية للعراق والحكم الذاتى لكردستان”، وكنا أول حزب فى العراق نرفع شعار الديمقراطية فى العراق لإيمان مؤسس وقادة الحزب بالديمقراطية كسبيل لحل المشاكل والخلافات على أساس الحوار، ولازال حزبنا بقيادة الزعيم مسعود بارزانى يسير على هذا النهج بهدف بناء عراق ديمقراطى مدنى فيدرالى موحد، على أساس الشراكة الحقيقية بين مكوناته وخاصة الشعبين العربى والكردى وعدم تهميش أى مكون.

وأضاف، أنه خلال خمسة وسبعين عاما مضت ناضل الحزب ولايزال من أجل مجتمع مدنى وبناء دولة ديمقراطية تسودها المحبة والتآخى والاستقرار والسلام على أساس التوازن والتوافق، وبعد عام 2005 أصبح للعراق دستور دائم صوتت له أكثرية الشعب العراقى لكى يلتزم به الجميع وإدارة البلد ضمن بنوده التى تضمن الاستقرار ووحدة العراق وحل المشاكل.

وقال شيركو: فى هذه الذكرى نؤكد أن إقليم كردستان العراق، سيكون دائماً عاملاً ومبادراً للسلام، وسنبقى سبباً وعاملاً رئيساً للاستقرار فى هذه المنطقة، سواء فى العراق أو فى المنطقة، ومستعدون للعمل مع الأطراف كافة على تنفيذ مهمة تحقيق السلام، سلام شامل للجميع، ورغم كل الصعوبات والتحديات، لن نيأس وسنظل نتطلع بأمل من إقليم كردستان إلى مستقبل أفضل للعراق والمنطقة والشرق الأوسط، وسيكون العراق آمناً ومستقراً ويتعايش العراقيون فى سلام عندما تكون هناك هوية جامعة شاملة تقوم على أساس المواطنة والحقوق الدستورية لكل المكونات ولكل القوميات والأديان. 

هوية عراقية تربط الجميع و ملتزمين بوطن يشعرون بالانتماء إليه، حيث إن العراق يمتلك كل القدرات البشرية والمادية والطبيعية، ولدينا أسس دستورية تمثل خارطة طريق، لكن الأمر بحاجة فقط إلى الحكمة وإلى إرادة وقرار سياسيين لتحقيق هذا الهدف.
 
لقد كانت الانتخابات التشريعية المبكرة التى جرت خلال الشهر الماضى مطلبا جماهيريا لتحسين الحالة المعيشية والخدمات وتوفير فرص العمل، والقضاء على الفساد، والبدء بالإصلاح وتأمين مشاركة فاعلة فى الحكومة، كثير من هذه المطالب يجب أن يُستجاب لها. 

والآن هو وقت ملائم للالتفات الجاد إلى المطالب المشروعة للشعب، وهذا هو الضمان للأمن والحامى للسلام والاستقرار فى بلدنا، ويتحقق الأمن والاستقرار عندما تكون للمكونات كلها مشاركة حقيقية فى صنع القرار. 

ويحافَظ على السلام عندما تعمل الحكومة الاتحادية بجد على تلبية مطالب مواطنى العراق، وتعزيز سياسة الشراكة والمشاركة.

وتابع: نمر اليوم فى العراق بمرحلة ما بعد انتخابات البرلمان العراقى ونأمل أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة أيضاً بنجاح وأن نمضى بالعراق إلى شاطئ الأمان، وعلينا أن نعمل مجتمعين على هذا، وأن نشكل حكومة وطنية توافقية تلبى مطالب المواطنين وتعمل من أجل ازدهار البلد، وعدم القبول بالتدخلات الخارجية إلا ضمن المصالح المشتركة التى تخدم وطننا.

نحن بحاجة إلى دعم ومساعدة الأشقاء والأصدقاء لبناء ما دمرته الحروب والإرهاب والذى لايزال داعش يشكل خطرا على أمن العراق من خلال عمليات الكر والفر.

وأشار شيركو، إلى تنسيق القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة لسد الثغرات التى يأتى منها داعش وخاصة فى المناطق المتنازع عليها، وأن هذا التنسيق ضرورى كما كان فى السابق بين القوات المسلحة العراقية وقوات بيشمركة كردستان والشرطة الاتحادية والحشد.

وقال: لابد هنا وأن نشير لمحاولات الأشقاء والأصدقاء فى دعم العراق وخاصة مصر، وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العراق وإلقاء كلمة موجهة إلى جميع العراقيين دون تمييز.

لقد كانت مصر دائما سندا وعونا للعراقيين عامة والشعب الكردى خاصة، وهذه العلاقات تعود إلى أزمنة قديمة، وفى عصرنا الحاضر فإن زيارة الزعيم مصطفى بارزانى إلى القاهرة أكتوبر 1958 واستقبال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر له، وكذلك لقاء الزعيم الكردى مسعود بارزانى بالرئيس الراحل حسنى مبارك، والرئيس عبد الفتاح السيسى، كلها أمور تؤكد على مكانة مصر وهى أول دولة عربية تفتح سفارتها وقنصليتها فى بغداد وأربيل بعد التحرير
وهنا نقدم خالص تهانينا للشعب المصرى بمناسبة رفع حالة الطوارئ رغم أنها ظلت آمنة طيلة فترة فرض هذه الإجراءات الاستثنائية، بفضل الله وجهود أبنائها من القوات المسلحة والشرطة والشعب والقيادة السياسية.

مرت خلال شهر سبتمبر كذلك الذكرى 60 لثورة أيلول التى انطلقت فى الحادى عشر من أيلول عام 1960 والتى فرضت على الشعب الكردستانى والحزب الديمقراطى اللجوء إلى السلاح رغم أننا لسنا طلاب حرب بل دعاة السلام، ولكن بطش الأنظمة آنذاك أدى إلى قيام الثورة بقيادة الأب الروحى للشعب الكردى مصطفى بارزانى، لمقارعة الديكتاتورية والاستبداد.

ورغم أنها كانت كردستانية الانطلاق إلا أنها كانت ثورة لكل العراقيين باختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية وكانت هذه الثورة أساسا لوعى المواطن العراقى للوقوف بوجه الدكتاتورية.

وإذ نحيى اليوم الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب، فإنه فى رسالته وبرنامجه وأهدافه القومية والوطنية أقوى من أى وقت مضى، مواصلاً نضاله وعطائه بعزم صلب وإرادة ثابتة، حيث فاز حزبنا ب 33 مقعدا ضمن الانتخابات التشريعية وحصل على أكثرية مقاعد كردستان و الا٩ول على صعيد العراق كحزب وكان لنا فى المجلس السابق 26 مقعدا إلا أن فى هذه الانتخابات زادت 7 مقعدا.

كما أن للحزب شرفاً عظيماً مكللاً بتحقيق منجزاتنا القومية والوطنية ومتوّجاً بصون العملية السياسية والمسيرة الديمقراطية فى إقليم كردستان والعراق، مضحياً فى سبيل ذلك بالغالى والنفيس.

واختتم كلمته قائلا: الحزب الديمقراطى الكردستانى حزب جماهيرى حى، واليوم وبعد مرور خمس وسبعين سنة على تأسيسه واجتيازه العديد من مراحل النضال العلنى والسرى والثورى والحكم، لا يزال بفضل تجدده المستمر وتوائمه مع روح العصر، يتقدم مسيرة كفاح شعب كردستان فى سبيل الحرية. 

فى هذه الذكرى نحى بإكبار وتبجيل ذكرى قائد ومؤسس الحزب الديمقراطى الكردستانى، البارزانى الخالد، ورفاقه ونحيى أرواحهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »