رأي عام : الدكتور/ فادي نبيل سلفيتي – هل أنت مخدوع أومسير.؟

بقلم د. فادي نبيل سلفيتي

مدرب دولي مقيم في مدريد.

هل أنت مخدوع أومسير.؟

هذا المقال ستتذكره جيدا لأنه سيكون صالحا لكل الأوقات والدول، هل لاحظت انه في كل فترة تتكرر نفس الموجة على وسائل التواصل والاعلام؟

تلاحظ انه من آن لأخر، التراشق والتهجمات والردود من قبل افراد على بعض من الدول العربية على منصات التواصل الاجتماعي بشكل خاص..

هل نحن مسيرين؟ هل مخدوعين في تصرفاتنا؟ في هذا المقال سنتعرف معا على ما يحدث نفسيا واجتماعيا على المدى القصير والبعيد بالضبط وسنرى ان كنا مسيرين ام مخيرين:

– مراحل الازمات:

أ‌- يقوم فرد (طرف اول) في مكان ما بتصرف معين وبالغالب توجيه نقد او اهانه لتصرف او امر معين يمس (طرف ثاني) قد يكون جنسية معينة او دوله اخرى.

ب‌- يأخذ بعض الافراد من الطرف الثاني الامر بشكل شخصي جدا.

ت‌- يبدأ الافراد من الطرف الثاني بنشر ما اقترفه الفرد الأول وتعميمه مع عبارات مسيئة.

ث‌- يقوم الافراد من الطرف الثاني بالرد والسب على جنسية ودولة الطرف الأول المتهجم

ج‌- يبدأ الميالون للطرف الاول بالسب والرد كذلك ويستحضرون أمور لم تكن بالأصل

ح‌- يتدخل أطراف خارجية لتعميق الشرخ والفرقة.

خ‌- قد ينتهي الامر بأزمة دبلوماسية او قطيعه او مشاكل.

والاهم الأثر النفسي والاجتماعي على الافراد ونلخصه بالتالي:

أولا: – على الاطفال:

– في العقل اللاواعي يختزن لديهم مشاعر سلبية، تنعكس بالحقد والكراهية لكل عربي.

– بالتالي مشاعر بعدم الانتماء والعدوانية للأخرين، تبقى دفينه على المدى البعيد.

– عندما يكبر ويصبح بالغا فعالا في المجتمع، سيكون لديه إحساسا بعدم الانتماء للعروبة وهو لا يدري انه مخزن باللاوعي لديه من مرحلة الطفولة.

– هذا ينعكس على تصرفاته تجاه الشعوب والدول الأخرى وتصل للمحيطين به بشتى الطرق التي تعمق الفرقة.

ثانيا: – على البالغين:

يؤثر على جميع الأعمار بطرق مختلفة فنجد فئة الشباب عليهم التأثير الأكبر وهم الفاعلين الاكثر على شبكات التواصل. سيؤثر عليهم وعلى الكبار وقتيا ولاحقا بمشاعر متضاربة، تعمق الفرقة وتدمر الانتماء والتكافل بين العرب بشكل عام.

اذن ان تفكرنا قليلا من له مصلحة في تدمير مستقبل الاتحاد والتضامن والتكافل العربي؟

من تعتقدون وراء ذلك!؟

ستفاجئون عند معرفة ان الفرد المتهجم، هو في الحقيقة شخص مر في طفولته بمواقف خزنت باللاوعي مشاعر مشابهه لما قمنا بشرحه مسبقا نتيجة نفس الموقف مماثلة، او قد يكون مضطرب نفسيا، باحث عن شهره، او مصلحة.

السؤال هل هذا يعني ان كل افراد عائلته او شارعه او منطقته او مدينته او دولته متفقين معه؟

طبعا لا ..

فلنفكر بعقلانية، من المعروف ان هناك جهات ودول ومخابرات، تعمل على تعميق تفرقه الشعوب لأهداف خاصه، والكل يعرف من المستفيد الاول والاخير من هذه التفرقة.

انت ونحن نساعدهم في نشر الفرقة والتشرذم، عندما لا نوقفهم عند حدهم.

إذا ما هي الطرق المنطقية لحق الرد والتعبير عن الرفض وتصحيح الاتجاه؟

هناك طرق مختلفة نذكر منها:

1- يمكن تقديم الشكوى على الفيديو او المنشور الذي يحمل اساءه، لإيقافه على منصات النشر.

2- يمكن للجهات الحقوقية المختصة، تقديم عريضة للجهات القانونية بالشخص المسيء.

3- يمكن عمل حملة توضيحية، دون المساس بدولة او جنسية او شخصنة الموضوع.

4- في حال المسلسلات او الفيديوهات التي تشوه الحقائق، والتي تؤثر على الاجيال الصغيرة خاصه والكبيرة، يمكن مواجهتها بعمل حملات منظمه لتبيان الحقيقة، دون الخوض في شتم او اهانه لشعب او دولة بعينها.

هناك الكثير من الطرق المتاحة والمشروعة والراقية التي يمكن اتباعها.

انصحكم بالقراءة في موضوع أثر الهالة وفي قانون بيريتو 20/80 فهما يوضحان أيضا الكثير مما يحدث.

وأخيرا يجب ان ننظر للأهداف الخفية المستقبلية المدمرة، وليس الى ردود الفعل اللحظية، فمستقبل الانسانية انت تساهم في تحديده أيضا، ولتختار هل ستكون مسيرا او مخدوعا او لا؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عزيزي أستاذ فادي المحترم نشكر طرحك الرائع الموضوع فعلا كما تفضلت ، نرجوا أن تتابع الموضوع بسلسة كي تختمر الفكره . إنشاء الله عن قريب نشاهد هذه الموضوعات الشيقة .

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »