معرض التجارة الأفريقية: مصر تُلهم أفريقيا فى تحقيق التنمية والاندماج للوصول إلى أفريقيا التى نريدها

 

ترأس السفير “أحمد الفاضلى”، سفير “مصر” فى “جنوب أفريقيا”، جلسة نقاشية موسعة، مساء الثلاثاء، خلال فعاليات اليوم المصرى ضمن أحداث اليوم الثانى من معرض التجارة البينية الأفريقية 2021 IATF، الذى يُنظمه البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد “AFREXIMBANK”، بالتعاون مع سكرتارية الاتحاد الأفريقى، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية خلال الفترة 15- 21 نوفمبر بمدينة “ديربان – جنوب أفريقيا”.

جاءت الجلسة النقاشية بعنوان “”دور مصر فى تحقيق الاندماج بأفريقيا: أفريقيا التى نريدها”، حيث تم خلالها عرض الرؤية المصرية لكيفية تحقيق الاندماج فى القارة الأفريقية عبر الصناعة والتجارة، بما ينقل القارة من مرحلة إدارة الفقر إلى مرحلة خلق الثروة، تنفيذاً لأجندة أفريقيا 2063 التى تبناها الاتحاد الأفريقى عام 2013، وكيفية مُشاركة “مصر” مع أشقائها الأفارقة فى تحقيق ذلك.

كما تم عرض فيلماً وثائقياً ترويجياً لمشروعات التمنية الاقتصادية والبنية التحتية، وعوامل الجذب فى “مصر”، بما فى ذلك المقاصد السياحية.

شارك فى الجلسة، “محـمد المصرى” – النائب الأول لرئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، والمهندس “أحمد السويدى” – رئيس مجلس إدارة شركة السويدى إليكتريك، إضافة إلى “د. ماجد جورج” – رئيس المجلس التصديرى للأدوية والمستحضرات الطبية.

تناول السفير “أحمد الفاضلى” فى بداية الجلسة النقاشية، أهمية تحقيق الاندماج فى القارة وفق أطر جديدة تتجاوز التقسيم الجغرافى التقليدى الموروث عن الاستعمار، الذى قسم القارة إلى شمال وشرق ووسط وغرب وجنوب.

وأكد، أهمية طريق “القاهرة – كيب تاون” كمحور تنموى لتحقيق ذلك، لأنه يضم 9 دول أفريقيا من شمال القارة إلى جنوبها، تمثل معاً نحو ثلث سكان القارة ونصف ناتجها المحلى، كما تعد “مصر” و”جنوب أفريقيا” قطبا هذا المحور شمالًا وجنوبًا، ومن ثم قدرتهما على قيادة القارة الأفريقية فى عملية التنمية الاقتصادية وتحقيق الاندماج الأفريقى من خلال هذا المحور التنموى، بالعمل على أن يصبحاً من أهم 10 شركاء تجاريين لبعضهما البعض خلال خمس سنوات، لاسيما أنه سيؤدى جنبًا إلى جنب مع انطلاق “منطقة التجارة الحرة الأفريقية AfCFTA” إلى زيادة معدلات التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة والاندماج بين الدول الأفريقية، وصولًا إلى تحقيق الاندماج الأفريقى التى يسعى الجميع إلى الوصول إليها “أفريقيا التى نريدها”.

عرض “محمد المصرى” – النائب الأول لرئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، خطوات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الحكومة المصرية خلال ست سنوات الماضية ومُساهمتها فى استقرار الأسواق وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع الخطوات اللازمة لتعزيز الاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية، من حيث إقامة شبكات متكاملة من الطرق والموانئ وغيرها من وسائل تعزيز الاتصال والتواصل بالقارة، فضلاً عن إزالة الحواجز غير الجمركية.

كما أبرز المهندس “أحمد السويدى” – رئيس مجلس إدارة “شركة السويدى إليكتريك”، المشروعات التى تقوم بها الشركة فى عدد من الدول الأفريقية ومن بينها “أوغندا” و”تنزانيا” و”إثيوبيا” و”زامبيا”، باعتبارها نماذج للنجاح فى التعاون الأفريقى على إقامة مشروعات فى دول أفريقية عبر شركات أفريقية بتمويل أفريقى، مؤكدًا، على توافر القدرات والإمكانيات ومهارات القيادة من الشركات الأفريقية لتحقيق التكامل والاندماج الأفريقى، وأن شركته توفر حلولاً متكاملة للأشقاء الأفارقة فى هذا الخصوص.

وقام “د. ماجد جورج” – رئيس المجلس التصديرى للأدوية والمستحضرات الطبية خلال الجلسة، بعرض رؤية المجلس التصديري للصناعات الطبية المصرى حول توطين صناعة المستلزمات الطبية فى “مصر” والقارة الأفريقية، وأهمية التجارة البينية بين الأسواق الأفريقية والتحديات التى تواجهها ومن بينها التحديات اللوجستية والنقل والشحن والتعاملات المصرفية، وطرح الرؤية المصرية بالتغلب على تلك التحديات من خلال التركيز على إمكانية إقامة مصانع مصرية فى 12 دولة أفريقية تمثل تحالفاً بين شركات الدواء المصرية لإنتاج الدواء لصالح هذه الشركات، ثم بيعه فى السوق المحلى بهذه الدول ودول جوارها.

وشاركت “د. نكوسازانا دلامينى زوما Nkosazana Dlamini Zuma” – وزير الحوكمة والشئون التقليدية بالرئاسة فى “جنوب أفريقيا”، والرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الأفريقى، فى الجلسة النقاشية، ووصفت فى مُداخلة لها طفرة التنمية الاقتصادية فى “مصر” بأنها “قصة نجاح مُلهمة لجميع الدول الأفريقية”، مُشيرة، بذلك إلى القيادة المصرية لأجندة الاتحاد الأفريقى 2063، والتطور والتنمية التى تشهدها “مصر” فى الآونة الأخير، وأهمية طريق “القاهرة – كيب تاون” فى تحقيق التكامل والاندماج الأفريقى فى “أفريقيا التى نريدها”، مشيرة، إلى أهمية دور المرأة والشباب فى تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة فى أفريقيا، متسائلة فى هذا السياق عن دورهما فى تحقيق ذلك فى “مصر”.

وفى تعليق للسفير “أحمد الفاضلى” على التساؤل أكد، أن المرأة والشباب لهما دور شديد الأهمية فى جميع مناحى التنمية سواء فى أفريقيا أو فى “مصر”، مُشيرًا، إلى تواجد 8 وزيرات فى الحكومة المصرية ونائبتين للوزراء تعملن فى ملفات ترتبط بالتنمية والتطوير فى “مصر”، مما يعنى أنهن شركاء فى عملية اتخاذ القرار بمصر.

كما أشار، إلى قيادة المرأة والشباب فى القطاع الخاص لعدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، منوهًا، إلى حضور عدد من القيادات النسائية الشابة بشركة “السويدى إليكتريك” فى المعرض.

وقال “الفاضلي”: إن هناك العديد من المُبادرات المصرية لدمج المرأة والشباب، ليس فقط على المستوى المحلى ولكن العالمى أيضًا فى ضوء تبنى الرئيس “عبد الفتاح السيسى” مبادرة “مؤتمر شباب العالم” السنوى واستضافته فى “مصر”.

فى نهاية الجلسة النقاشية، تم توقيع عقد بقيمة مليار دولار بين المهندس “أحمد السويدى” – رئيس “شركة السويدي إليكتريك” و”سوستن جوينجوي” – وزير التجارة المالاوى، نيابة عن حكومة بلاده، بعد مفاوضات جرت على هامش معرض التجارة البينية الأفريقية بحضور الرئيس “لازاروس شاكويرا” رئيس “مالاوى”، وذلك لتنفيذ عدد من المشروعات الاستراتيجية التى تشمل مشروعات الطاقة الكرومائية ومحطات الطاقة الشمسية والحكومة الإلكترونية بتمويل من البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد “AFREXIMBANK”، والذى وصفه “الفاضلى” بأنه أحد أكبر الصفقات التى تم إبرامها خلال المعرض ويُعد دليلاً ملموساً على التزام “مصر” بتحقيق الاندماج والتكامل للوصول إلى “أفريقيا التى نُريدها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »