مجلس الأعمال المصرى الكندى ينظم ندوة لوزير قطاع الأعمال العام

 

قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى- الكندى إن وواقع الكثير من شركات ومؤسسات القطاع العام لسنوات طويلة والتى عانت الإهمال وتخلفت عن قطار التطوير حتى ساءت أوضاعها وازدادت أعبائها وبدلا من أن تكون عونا للاقتصاد فى زيادة تنافسية أصبحت إرثا ثقيلا يرهق ميزانية الدولة ويستنزف مواردها.

وأضاف، السبب هو عدم وجود رؤية لمستقبل هذا القطاع الحيوى الذى كان مصدرا لازدهار وتقدم مصر فى عقود سابقة وبات إصلاحه أو التخلص من أعبائه بمثابة الحلم بعدما فشلت جهود الحكومات المتعاقبة فى وضع روشتة ناجحة لتشخيص أوجاعه وتطويره ووضعه على الطريق الصحيح والسبب هو غياب الرؤية وعدم الاستعانة بالتجارب الدولية الناجحة فى توسيع قاعدة الملكية وافساح المجال للقطاع الخاص.

جاء ذلك خلال كلمته، فى ندوة نظمها مجلس الأعمال المصرى – الكندى بحضور وزير قطاع الأعمال د. محمود عصمت، للتعرف على أوضاع وموقف شركات قطاع الأعمال العام وخطط التطوير والتحديات التى تواجهه.

وتابع رسلان: تعد تجربة بريطانيا النموذج الأبرز فى هذا المجال وكذلك تجارب فرنسا وماليزيا وغيرها من الدول التى اتخذت أساليب مختلفة لتطوير شركاتها وتوسيع قاعدة الملكية كان أساسها تقديم الحوافز وتهيئة البيئة التشريعية والأهم الرقابة وتحقيق التوازن بين القطاعين العام والخاص.

وعند النظر لأوضاع وهيكل الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام نجد أن أنشطتها تمتاز بالتنوع الشديد ولديها أصول قوية وإمكانيات هائلة ويمكنها أن تقود الاقتصاد المصرى إلى الاستدامة والنمو وتلبية احتياجات السوق المحلى وتقليص فاتورة الاستيراد.

ولكن الكثير من هذه الشركات تعانى من الخسائر المتزايدة والتردى فى الإنتاجية بسبب تقادم الآلات وسوء الإدارة وتراكم المديونيات.

وقال رسلان: من المحزن أنه من بين 121 شركة هى محفظة الشركات التابعة للوزارة بإجمالى 214 ألف عامل هناك 73 شركة فقط تحقق أرباحا بنحو 14.8 مليار جنيه و48 شركة تحقق خسائر بنحو 7.4 مليار جنيه أى أن صافى الأرباح لا يتجاوز 7.5 مليار جنيه وهو رقم متواضع لا يتناسب مطلقا مع إمكانيات وحجم شركات بهذا التنوع والضخامة تمتلك سوق محلى ضخم وإمكانيات هائلة واتفاقيات تجارية متعددة وفرص هائلة للنمو.

كان من الصعب استمرار هذا النزيف من الخسائر وترك هذا القطاع الحيوى دون تصحيح مساره واستغلال أصوله بالشكل الأمثل، وبالفعل منذ اليوم الأول لتولى الرئيس السيسى سدة الحكم كانت هناك توجيهات مستمرة بتطوير وإصلاح شركات قطاع الأعمال وتصحيح مسارها وبالفعل لمسنا تحولا جذريا فى هذا الملف خلال الثمانى سنوات الماضية ونتائج حقيقية على أرض الواقع.

حيث تم التحرك فى العديد من الاتجاهات تناولت دراسة مشكلات الشركات التابعة والمتغيرات التى تؤثر على أدائها وتحليل أوضاعها تمهيداً لصياغة خطط تطويرها وتم التحرك بجدية لإصلاح 26 شركة هى الأكثر تحقيقاً للخسائر بنصيب 90% من إجمالى خسائر القطاع وطرح عدد من الشركات الناجحة بالبورصة وارتكزت خطة الإصلاح على تسوية المديونيات التى تعوق إنطلاق هذه الشركات وتأسيس صندوق مصر السيادى من أجل تعظيم الاستفادة من أصول الدولة وإيجاد فرص لتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص.

واختتم رسلان كلمته بمقولة شهيرة للكاتب الأمريكى سيدنى هاوارد وهى: نصف تحقيق ما تريد هو أن تعرف ما يجب أن تتخلى عنه لتصل إلى ما تريد.

وقال رسلان: أرى أن نصف الطريق فى إصلاح شركات قطاع الأعمال العام هو أن يكون هناك رؤية واضحة ومحددة للدولة حول تحديد ما يمكن بيعه أو تصفيته أو تطويره والاحتفاظ بملكيته وفقًا لرؤيتها الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »